"بوابة الأهرام" تمتنع عن نشرها .. "إسرائيل" تضلل العالم بصور رعب المستوطنين .. والإعلام العربي يساهم في نجاحها

بواسطة قراءة 4250
"بوابة الأهرام" تمتنع عن نشرها .. "إسرائيل" تضلل العالم بصور رعب المستوطنين .. والإعلام العربي يساهم في نجاحها
"بوابة الأهرام" تمتنع عن نشرها .. "إسرائيل" تضلل العالم بصور رعب المستوطنين .. والإعلام العربي يساهم في نجاحها

هذه الرسالة، التي تصدرها "إسرائيل" وآلتها الإعلامية، موجهة بالأساس إلى الرأي العام العالمي، لتكسب الدولة العبرية تعاطفه، وهو ما ظهرت نتيجته جلية في ردود الأفعال الغربية على ما يجري في غزة، حيث يساوي الغرب في أفضل الظروف بين الجاني والمجني عليه، وبين الضحية والجلاد .

وقد ساهمت وسائل الإعلام العربية، سواء عن عدم دراية أو عن سوء قصد في تدعيم هذه الفكرة، بنشر تلك الصور والفيديوهات "للإسرائيليين" وهم يعبرون عن رعبهم من قذائف المقاومة الفلسطينية، وهو الفخ الذي قررت إدارة "بوابة الأهرام" التحريرية عدم الوقوع فيه، بالامتناع عن نشر مثل هذه الصور، حتى لا نساهم بأي شكل في تنفيذ مخطط الآلة الإعلامية الصهيونية .

فالإعلام يشكل حجر الزاوية في الإستراتيجية "الإسرائيلية" منذ قيام الحركة الصهيونية على يد "تيودور هرتزل", ‏فعملية تأليب الرأي العام العالمي ضد العرب وتشويه صورتهم وتزييف حقيقة وعدالة قضيتهم هي سياسة تتم صياغتها بعناية فائقة من المسؤولين "الإسرائيليين" .‏

ولذلك فإن النظام "الإسرائيلي" لديه عقيدة بهذه الفكرة ويعمل بكل جهد من أجل تكريس هذه الفكرة لدي المواطن "الإسرائيلي" وتصديرها إلى الرأي العام العالمي، لأن ذلك يعد من مصالح "إسرائيل" العليا, والهدف من هذا القول هو إضفاء الشرعية على الممارسات "الإسرائيلية" البشعة والعدوانية واعتبارها دفاعاً عن النفس ضد الأخطار، التي تتهددها كما تدعي .

وتحاول "إسرائيل" من خلال عملية دمج الإعلام بالسياسة الخارجية والعسكرية في ظل الدعم الغربي إعلامياً وسياسياً ومادياً وعسكرياً أن تبث في نفوس العرب اليأس والإحباط للتخلي عن المقاومة التي هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق المغتصبة, وهذا ما قاله رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق "إسحاق رابين": إن السياسة الإعلامية والدبلوماسية "الإسرائيلية" يجب أن تنطلق من أن "إسرائيل" قد أصبحت حقيقة ثابتة في المنطقة العربية وأن مهمتها تتجسد في مواجهة العرب بتلك الحقيقة على الصعيد العالمي، وتوضيح مقدار عجز العرب في تغيير هذه الحقيقة المؤكدة التي يجب أن يقروا بها ويتصرفوا على ضوئها .‏

والعائد للتاريخ يستطيع أن يلمس أن الإعلام العربي لم يكلف نفسه عناء التصدي للدعاية الصهيونية في الغرب في الوقت الذي استطاع فيه الإعلام الغربي إقناع الرأي العام هناك بأن ما يفعله العرب أمر فيه تعصب وعنف وعدوانية، و فوق هذا مناهض للسامية .. وأن "إسرائيل" هي الحليف الغربي الوحيد في الشرق الأوسط .

 

المصدر : صحيفة بوابة الأهرام المصرية

16/11/2012