بسم الله الرحمن الرحيم
الزمن يمضي والأيام ومشاغل الحياة وعذاباتها شغلتنا عن أمور مهمة لا بد من لفت
الانتباه إليها .
ألا وهي تاريخ الأجداد والآباء والأهل في فلسطين وإلا سنفقد تاريخنا فمن لا يملك تاريخ لا يملك مستقبل .
لقد قسمنا فئات الأجداد على أنهم الجيل الأول الذين أعمارهم لا تقل عن عشرين سنة صعودا والجيل الثاني هم الآباء الذين تقل أعمارهم عن عشرين سنة دون العاشرة والجيل الثالث الذين هم أبناء الجيل الثاني .
الجيل الأول غالبيته قد توفى رحمهم الله أما الجيل الثاني فنسبة كبيرة أيضا منهم توفوا وبقى القليل منهم أما الجيل الثالث فموجودون رعاهم الله وهم ما تبقى لنا من رائحة فلسطين وهكذا ستدور الأيام ولا نريد أن يكون إحساسنا وتعلقنا يضعف بتوالي الأجيال ، فالأجداد عندما كانوا يتكلمون عن فلسطين نشعر بمرارة الآلام وتكون واضحة على جنبات وأخاديد وجوههم لأنهم عاشوا فترة الطفولة الصبا والشباب هناك .
أما الجيل الثاني فعندما نسألهم يتحدثوا أيضا بمرارة ولكن اقل من الجيل الأول وهكذا الجيل الثالث عندما يسأل فلا يتذكر شئ من الذين ولدوا هناك أما الجيل الرابع فهم الأحفاد وهذا الجيل اذ نلاحظه نرى أنه لم يسأل كما كان يسأل الجيل الثالث فهذه معلومة مهمة فعلينا بالجيل الرابع أن ننقل له بأمانة ما استحصلنا عليه من معلومات من الأجداد والآباء إليهم عن طبيعة القرى الثلاث وما يحيط بها من قرى وهل هي جبلية آم سهلية مدى بعدها عن البحر بعدها عن مركز المدينة بماذا كانت تزرع هل لا زالت مهجورة آم مبني عليها مستوطنات حتى لا تموت الذاكرة إضافة إلى ذلك علينا الاستعانة بمن تبقى من الجيل الأول بان نسجل لهم سيديات بالصوت ونوثق كل صغيرة وكبيرة لان الكثير من الذي ذكر ودون هو بطريقة عشوائية غير منظمة وهناك الكثير من التفاصيل التي ربما بموتهم تموت الحقائق فعلينا بكل التفاصيل الكبيرة والصغيرة أن نوثقها ومن تلك الأمور المهمة التي لا نعرف عنها جواب عندما بدأت الهجرة اليهودية باتجاه فلسطين هل كانت تلك الهجرات تتركز داخل المدن آم أيضا في القرى وإذا كانت بالقرى كيف كان يتحدث اليهودي بأي لغة وكيف كانت علاقة اليهود قبل أن يتمكنوا مع أصحاب القرى والمدن ، وكيف كان انطباعهم والكثير من التفاصيل الصغيرة التي لم توثق أود أشير إلى الأخوة الكتاب أن يعطوا أهمية لتلك المواضيع عن تلك القرى الثلاث قرى الأجداد لنوقد الذاكرة مرة أخرى للجيل الرابع ولنعتبر أنفسنا نحن الجيل الأول وان نجعل الخيال حقيقة لهم وليبقى الأمل شعلة متوقدة .
أمامنا خواطر
وطني الحبيب .. عذراً بما اعترفت
لم أستطع الوفاء بما وعدت
لأني حاولت وما استطعت
عاهدتك ألا أبكي فبكيت
وأن أعيش على ذكراك بلا حزن فحزنت
عذراً يا وطني لأني ما أوفيت
رغم أني كبرت
أشعر أنني دونك لا زلت صغيراً فتنحيت
أحتاج لحنانك طالما بقيت
دونك لا طعم للسعادة مهما اصطنعت
أهرب من الحقيقة لأني أمامك ضعفت
حين رحلت ما صدقت
راودتني أفكار عنها ما تخليت
مازالت ذكرياتنا أمامي وما نسيت
لكني على فراقك ما تعودت
أضحك على نفسي لو حاولت
أن تغيب عني ذلك ما كرهت
ولذكراك بقيت
30/5/2009
بقلم الزيداني
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"