بسم الله الرحمن الرحيم: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَه وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍي ولا نصير" صدق الله العظيم.
سورة الرعد والتي كل آياتها تتجلى بالرعد والبرق الذي يوقظ النيام ويهز أبدان الظلام الذين يظنون أننا أخرجنا من ديارنا عبثا، ولا يعلمون بأننا لم نخرج من أرضنا فلسطين عبثا ولم نترك ديارنا التي في العراق لنأتي إلى جزيرة قبرص طمعا في نزهة، نحن القوم الذين تكالبت عليهم الأمم واضطهدنا في الدنيا لأننا أصحاب حق ليس كمثلنا أمة.
أمة أخرجت من ديارها زهقا وظلما وبهتانا لنقع في أيدي من يرحم ومن لا يرحم، فاتهمنا بأننا خرجنا من ديارنا لكوننا بعنا أرضنا المقدسة فسألناهم أين الدليل فلم يجيبونا، وفي العراق اتهمنا بأننا شعب لا يريد العودة إلى دياره وكأنهم يظنون بأن الأمر بيدنا فسألناهم ما السبيل فلم يفهمونا، وانتهى بنا المطاف في قبرص وهنا اتهمونا بأننا شعب أتى حبا في المال وطالبونا بالرحيل، قطعوا عنا المعونة والأرزاق وسحبوا منا الحماية والإقامة وضيقوا علينا الخناق، تلاعبوا بنا من خلال قوانين ابتدعوها لا تهدف إلا لإزهاقنا وإرغامنا على الرحيل كما أتينا، يريدوننا أن نرحل فقلنا لهم أعيدونا إلى فلسطين فقالوا لنا هذا الأمر مستحيل، فقلنا لهم ما السبيل فقالوا لنا إن العراق اليوم أصبح امن فعليكم العودة أو الترحيل، فقلنا لهم إن ارض العراق للعراقيين وإننا لن نرضى بغير العودة إلى فلسطين فقالوا لنا أنظرونا ماذا نحن فاعلين، فمنا من كان يعمل معهم محاميا للدفاع عن الحكومة ضدنا، ومنا من عمل جاسوسا للحكومة ضدنا طمعا بمنصب أو جنسية وعدتهم إياها حكومة لا تعرف الله فكيف توفي بالوعود إن وعدت.
لقد أصبحنا شعب الله المحتار إلى أين نفر و نرحل وما هي التهم التي ستقال عنا في المستقبل، فهرب معظم شبابنا إلى طريق الموت استراليا عابرين المحيط مجازفة للخلاص من الضغط النفسي والمادي والمعنوي في قبرص، وباقي عوائلنا ذهبوا إلى طلب النجدة من المنظمات الإنسانية في سوريا، ومنا من بقوا متخبطين ومحبطين لما يجري لهم اليوم في قبرص، أولم نصبح فعلا نحن شعب الله المحتار؟ وأين الفرار؟؟
وأختم مقالتي بقوله تعالى: "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله" صدق الله العظيم .
محمد زيادة
11/5/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"