وأضاف مجدلاني في مؤتمر صحفي عقده في مدينة رام الله، اليوم
الخميس، أن المجموعات المسلحة التي تتواجد داخل مخيم اليرموك هي من تعيق وتمنع
إدخال المساعدات وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، ما أدى إلى "استشهاد"
العشرات منهم جوعا.
وأكد أن أبناء شعبنا في سوريا تعرضوا ويتعرضون لنكبة هي أسوء من
نكبة عام 1948، وأبرز معالم هذه النكبة هي مأساة أهلنا في مخيم اليرموك عاصمة
اللجوء الفلسطيني في الشتات، معربا عن تخوفه من انتقال ما يحدث في مخيم اليرموك
إلى أهلنا في مخيم الشيح في سوريا، وهو ما جهدت منظمة التحرير وتجهد للحيلولة دونه.
وأوضح مجدلاني أن جهود منظمة التحرير انصبت على الحياد الايجابي في
الأحداث منذ اليوم الأول للأزمة السورية، ومنع انزلاق أو تورط الفلسطينيين فيها،
وقال: تحركنا مؤخرا بأكثر من 5 زيارات متواصلة للتواصل مع كافة الجهات في سوريا
للحيلولة دون ذلك، وإغاثة اللاجئين في اليرموك، عدا عن التحركات المتواصلة مع كافة
الأشقاء العرب، والدول الأجنبية، والمنظمات الدولية والإنسانية في سبيل تجنيب
اللاجئين هذه الويلات.
ولفت إلى أن عدد اللاجئين داخل مخيم اليرموك هو 20 ألف لاجئ من أصل
160 ألف لاجئ، تشتت من خرج منهم في تجمعات ومخيمات في سوريا، مشيرا إلى أن حوالي 360
ألف لاجئ في سوريا نزحوا من 11 مخيما و3 تجمعات أخرى، 200 ألف منهم في داخل سوريا
والباقي في الخارج بين لبنان والأردن وبنسب قليلة في الجزائر، وتونس، وتركيا، عدا
عن حوالي 5 إلى آلاف لاجئ شردوا إلى أوروبا.
وأكد مجدلاني أنه تم تشكيل لجنة لمتابعة أوضاع أبناء شعبنا الذين
شردوا، مشيرا إلى أن جهود منظمة التحرير لا تقتصر على تقديم العون والإغاثة لسد
الاحتياجات اليومية، بل تقديم الدعم المالي والذي تمثل بمليون دولار شهريا، وتقديم
مساعدات مادية مباشرة عبر التواصل مع 'الأونروا'، وتم تجنيد حملات لدعم برامج
الطوارئ في سوريا ولبنان، وعبر السفارات الفلسطينية في البلدان التي لا يوجد
للأونروا فيها مكاتب تعمل هناك.
وشدد على أن الأمر الآخر والذي لا يقل أهمية بالنسبة للمنظمة، هو
توفير الأمن والأمان للمخيمات أولا، ولمن خرجوا من المخيمات سواء في سوريا أو
خارجها ثانيا، خاصة مع الحساسية لبعض الأشقاء العرب في استقبال لاجئين فلسطينيين،
حيث قدمنا ضمانات لهم بعودتهم إلى سوريا.
وقال إن مخيمات اللجوء الفلسطيني في سوريا تعرضت لهجوم من قبل
الجماعات المسلحة، حيث بقي في مخيم درعا للاجئين 500 لاجئ من أصل 20 ألف لاجئ
شردوا خارجه، بينما مخيم السبينة والحسينية والبياضة كان فيها 60 ألف لاجئ لم يبق
فيها لاجئ فلسطيني واحد، واليرموك هجر منه 140 ألف لاجئ، ومخيم الشيح هجر منه ثلثي
لاجئيه، إضافة إلى مخيمين في حلب هجر من الأول 6 آلاف والثاني 70% من سكانه، كما
تعرض مخيم حمص لهجوم واسع، ومخيم الرمل في اللاذقية تعرض لإشكاليات، مشيرا إلى أن
الهدف من هذا كله هو توريط وزج الفلسطينيين في الأزمة السورية.
وأشار مجدلاني إلى انه تم التوصل إلى اتفاق التزمت به جميع أطياف
العمل الوطني والأحزاب الفلسطينية في سوريا يقضي بإخلاء المخيم من السلاح
والمسلحين، وعودة الخدمات إلى المخيم بما يمكن من عودة اللاجئين إليه، والتسويات
الأمنية مع الدولة السورية لكل من حمل السلاح، وحل مشكلة المعتقلين من المخيم لدى
السلطات السورية والإفراج عن من لم يتورط منهم بأية أعمال.
وأضاف أن الجماعات المسلحة رفضت تطبيق هذا الاتفاق، وفي 13-11 من
العام الماضي أعلن عن آلية جديدة، وفي 26 من الشهر نفسه توصلنا إلى اتفاق مبدأي
يقضي بانسحاب كل السلاح والمسلحين من المخيم، ودخول لجنة شعبية من شخصيات سورية
وفلسطينية إليه، لتنظيف المخيم من المتفجرات، وإعادة الخدمات إلى المخيم وبعدها
يعود اللاجئين إليه، إلا أن الجماعات المسلحة أصرت على إبقائه رهينة، وهو أمر
يترتب عليه واقع مرير للاجئين لا نقبله ولا نستطيع احتماله على كافة الأطر
والأصعدة.
وقال مجدلاني: 'حاولنا إخراج الحالات الإنسانية والطبية والطلاب من
داخل المخيم وهو أمر رفضته هذه الجماعات، وواجهته بإطلاق نار ونحن نعلم من أطلق
النار'.
وأضاف: يوم الجمعة الماضي كانت هناك محاولة لإدخال مواد غذائية إلى
المخيم بالتعاون والتنسيق مع الأونروا والدولة السورية التي وفرت الأمن والحماية
لقافلة المساعدات بوفد عسكري يترأسه ضابط رفيع في الجيش السوري، وعبر الطريق التي
اختارتها 'الأونروا' ذاتها، وقبيل وصولنا إلى المنطقة المتفق عليها، بدأ القصف
علينا وتم إطلاق النار من داخل المخيم.
وأشار إلى أن من قرر العودة وعدم المضي قدما إلى داخل المخيم، هو
الأونروا وليس نحن أو الأمن السوري الذي سقط له شهيد في إطلاق النار هذا، وفي ذات
الليلة عقدنا سلسلة لقاءات واتصالات لتوفير ممر آمن بالتواصل مع كافة الأطراف
لإدخال المساعدات.
وأكد مجدلاني أن الطريق التي أشارت إليه الأونروا لاحقا هي طريق
مغلق بسواتر ترابية تسيطر عليها الجماعات المسلحة، يتطلب توصيلها العمل على نقل
المساعدات بطريقة بدائية من حاجز ترابي إلى آخر، ونعمل على توفير ممر آمن لمن
يرغبون بالخروج من المخيم حيث ستوفر لهم الدولة السورية مراكز إيواء.
ولفت إلى انه طلب من هؤلاء المسلحين الخروج من المخيم إلى
'السبينية'، والحجر
الأسود والأحياء المحيطة، وهو ما رفضه المسلحون الذين يرغبون في إبقاء المخيم رهنية
بين أيديهم.
المصدر
: وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية – وفا
16/1/2014