من دير ياسين لمذبحة اللاجئين التطمينات لا تكفي !!- ثابت العمور

بواسطة قراءة 2175
من دير ياسين لمذبحة اللاجئين التطمينات لا تكفي  !!- ثابت العمور
من دير ياسين لمذبحة اللاجئين التطمينات لا تكفي !!- ثابت العمور

وإن كنا قد ترقبنا على وقع الربيع شيئا من الأمل العربي فإن التوقعات طالت والآمال لم تصل بعد.

وأيا كانت المشاهد فإنه لا انفكاك ما بين فلسطين والعرب الذين يتساءلون لهذا اليوم ما هو المطلوب، بالأمس تحاورت مع أحد العرب الذين يصنفون أنفسهم بأنهم "نخبة" عن كثير من القضايا، ليقطع الحوار ويقول أنتم كفلسطينيين ماذا تريدون من العرب ومن مصر؟!.

(1)  

لا أجيب فيما يلي عن المطلوب أو الممكن والواجب والمتاح، ولكنني أستحضر بعضا من مواقف عربية عديدة لا أقول إنها لا تستقيم مع واقع الربيع والمنشود ولكنها باقية ومستمرة منذ ستين عاما وربما أكثر، الأول في القاهرة قبل يومين وتحديدا في حي الزمالك الراقي أمام مفوضية الأمم المتحدة.

اعتصم المئات من اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من رائحة الموت في مخيمات اللجوء الفلسطينية بسورية، مطالبين بمعاملتهم مثل معاملة اللاجئين السوريين، أو حتى أية لاجئين، وتوفير الحماية لهم، وعدم ترحيلهم وإرجاعهم للبلد التي قدموا منها، ويطالبون المفوضية الدولية بتسجيلهم كلاجئين يتبعون للاونروا، ولا تعليق ...

والجزء المسكوت عنه في هذا الموضع يتجاوز حدود الكتابة وحدود الجرح المستمر، حتى بات اللاجئون الفلسطينيون يطالبون وأعلى سقف مطالبهم ان يعاملوا فقط كلاجئين!.

(2)

واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لا يحتاج إلى عميق بحث وتنقيب، فمداد البحث والكتابة والإشارة والاستجداء والخطابة تملأ رفوف الكون، والجرس دُق في أركان الأرض ولكن أحدا لا يسمع، ولا نخوة ولا كرامة تتحرك دعما ومناصرة وتأييدا طال انتظاره.

بالأمس القريب صرح سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور قائلا " إن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون الفقر في مخيمات لبنان وصل 160 ألف لاجئ، وأن 8 % منهم يعانون من فقر مدقع، فضلا عن عدم تمكن اللاجئ الفلسطيني من الالتحاق بـ 75 مهنة، وإذا عمل بأي منها يعتبر ذلك مخالفا للقانون في الجمهورية اللبنانية ".

والفقر المدقع في حالة اللاجئين الفلسطينيين بلبنان اصطلاح خارج قاموس اللغة الانسانية! ويبقى الكلام المعسول سيد الموقف وزاد اللاجئين وزوّادهم!، وقبل مغادرة هذه الموضوع أستحضر تصريحا لوزير الشؤون الاجتماعية اللبنانية وائل أبو فاعور في كلمته خلال اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة مؤخرا إذ يقول: "لبنان ملتزم مساعدة الفلسطينيين النازحين من سورية"..كيف؟!.

(3)

عشر سنوات مضت على احتلال العراق، الذي بات يتململ على وقع الحراك الشبابي، وللعشيرة العراقية ما لها، ولا يتسع المجال لذكرها، ولكن العراق الموعود بالحرية و"الديمقراطية" والشفافية بات الأول في الفساد والاختلاسات المالية، وبات الأكثر تفجيرا وقتلا وباتت الجدران الخراسانية تقسم المقسّم فيه، وبات باحة خلفية للاستهداف الصهيوني الذي بعدما نال ما نال من علمائه، بات يصدر لهم الفواكه والخضار..

نعم، فالعراق احتج رسميا للأردن على دخول منتجات صهيونية إليه عبر أراضيه، والمحتج الرسمي هو نور المالكي.

يبدو أن خروج الاحتلال أسفر عن دخول السلع الصهيونية، ولكن عبر البوابة الأردنية، والسؤال أين باتت قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق وإلى أين وصل بهم الحال؟، ولماذا صمت الجميع عنهم وعن معاناتهم واستهدافهم والممارسات التي يتعرضون لها، ترى هل يتذكرون أيام صدام حسين؟!.

(4)

قرأت خبرا يقول بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين قررت إعادة فتح جميع مراكز توزيع المواد الغذايئة والشؤون الاجتماعية في القطاع، بعد ما وصفته بضمانات وتطمينات بسلامة موظفيها.

تُرى لماذا أغلقت مقرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين؟، هل ضاقت وكالة الغوث بالاحتجاجات والمطالبات وهي التي تتحمل جزء أصيل من المعاناة، وهي التي أسكتت هؤلاء بالكوبونات طوال ستين عاما، لماذا أسست هذه الوكالة وما هي مهامها وواجباتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية؟.

إلى من يلجأ اللاجئون إذا أغلقت المقرات وتقلصت المعونات، وأية سلامة وتطيمنات لموظفيها والذين جلهم من أبناء اللاجئين، وأي سلامة لمقرات هي حصون تحيط بها الأسوار الأمنية والأسلاك الشائكة حتى بدأت كمستعمرات تذكرنا بالاستعمار والاحتلال والمعاناة المستمرة؟، هل تسعى وكالة الغوث لشراء الصمت والرضى بواقع الحال مقابل تلويحها وتهدديها بلقمة العيش والزيت والسكر، تقليص الخدمات يعني الإفلات من المهام.. يعني التنكر للمعاناة والمأساة.

وختاما: أليس من حق اللاجئين تلقي تطمينات وتعهدات من وكالة الغوث بألا يتكرر إغلاق مقراتها وتقليص خدماتها، ويحضرني هنا قضية البطالة والإهانة المتعمدة لخريجي الدراسات العليا التي تجبرهم وكالة الغوث على أعمال تتعلق بالصحة والنظافة!! وأين الغوث والإغاثة من الحصار؟!.

 

المصدر : الشبكة العربية العالمية

6/6/2013