بيان موقع فلسطينيو العراق بمناسبة مرور سبعة عشر عاما على غزو واحتلال العراق

بواسطة قراءة 566
بيان موقع فلسطينيو العراق بمناسبة مرور سبعة عشر عاما على غزو واحتلال العراق
بيان موقع فلسطينيو العراق بمناسبة مرور سبعة عشر عاما على غزو واحتلال العراق

لا يخفى عليكم ما تعرض له عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في العراق من قتل وخطف واعتقالات وتشريد مستمرة الى يومنا هذا .. مآسي ومحن عشناها في العراق بعد الاحتلال .. وكوارث حدثت فاقت النكبة والنكسة .. لا تزال مستمرة لغاية هذا اليوم فالقتل والاعتقال والخطف والتشريد والتهجير والظلم والاضطهاد والتحريض الإعلامي والتلفيق وصل من الإجرام والبشاعة والانتهاكات وطمس الحقائق والتزوير وإعلام طائفي لعب دورا بارزا في تذكية النار التي أحرقت الأخضر واليابس وأكلت كل من في طريقها دون توقف .. لم يسبق لهذا مثيل ولا يصدقه عقل في ظل صمت دولي وأممي وسكوت عربي وإهمال فلسطيني فاق المخيلات .. بل الحقيقة أغرب من الخيال .
مع التأكيد على أن الاحتلال الأمريكي هو المسؤول عن كل ما تعرضنا له من مظالم طيلة هذه الحقبة .. الذي غض الطرف عن ما مورس بحقنا لدوافع عنصرية وطائفية من قبل الميليشيات التي كانت تعمل تحت غطائه في ظل ضعف وصمت وخذلان في الموقف الفلسطيني الرسمي والفصائلي .
سبعة عشر عاما على الكارثة .. والفلسطينيين في العراق اليوم هم أربعة آلاف لاجئ .. فلقد بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم أكثر من 13 مليون لاجئ بحسب مراكز الاحصاء الفلسطينية وإن أكثر من نصفهم هم لاجئين في الخارج .. أما الفلسطينيين العراق فعددنا عام 2003 كان ما يقارب الـ 25 ألف .. ولو افترضنا أن نسبة النمو الطبيعي 3% سنويا .. فإن العدد الفعلي الكلي الآن المفروض أن يكون 37750 .. لكن المتواجدين حاليا في العراق هم ما يقارب الأربعة آلاف .
وهذا يعني ان اقل من 16 % فقط من مجموع عدد الفلسطينيين في العراق عام 2003 .. هم متواجدين فيه حاليا ، وأكثر من 84 % تم تهجيرهم عدة هجرات بعضها يصل لخمس هجرات ، وقد توزعوا على عشرات الدول غالبيتها أجنبية وأوضاع الغالبية منهم غير مستقرة .
الشتات والتفرق والغربة بفعل الإكراه والاضطرار والاضطهاد الذي مررنا به طيلة هذه الحقبة المظلمة على العراق خصوصا والأمة الإسلامية عموما .. ما الله به عليم .. أدى الى أن لا تجد عائلة واحدة ملتئم شملها في بلد واحد إلا ما ندر .
سبعة عشر من السنين العجاف مضت مليئة بالأحداث لم يشهد تاريخ الوجود الفلسطيني في العراق لها مثيل .. ولا نبالغ إذا قلنا بأنه أوشك القضاء عليه كأقلية .. أقلية مستضعفة تحملت الكثير من المظالم والمآسي من البعيد وخذلان من القريب .
المجمعات الفلسطنية في العراق وعلى رأسها مجمع البلديات تعرضت عدة مرات خلال هذه الحقبة للقصف العنيف وللهجوم والاقتحام .. وما يقارب الـ 350 فقيد غالبيتهم قتلوا على يد الميليشيات الطائفية المتربطة بالعدو التاريخي للعراق والأمة وقسم كبير منهم قتل بعد الخطف أو الاعتقال ثم التعذيب الشديد . وأكثر من 100 جريح ومصاب جراء القصف والاعتداء والاختطاف ، مع إهمال علاج قسم منهم .. وعشرات الحالات المرضية التي توفي عدد منها .. وعدد غير قليل لا زال ينتظر العلاج في أماكن خارج العراق لصعوبتها وعدم إمكانية علاجها .. مع بطئ في التعامل مع تلك المآسي سواء من قبل مفوضية اللاجئين أو غيرها من المؤسسات .
أما المعتقلين ومأساتهم فقد رأينا العجب العجاب فشتى أصناف وأنواع التعذيب والذل والإهانة والتلفيق وإظهارهم على القنوات الطائفية بعد إجبارهم على اعترافات بأعمال لم يقوموا بها .. ثم وعود هشه بإطلاق سراحهم بعد تدخلات خجولة من الجهات الفلسطينية وعدم متابعتها .. وقسم منهم قد دخل عامه الثالث عشر في السجن .. وكذلك الحال بالنسبة للمفقودين والمختطفين .
أما مخيمات الصحراء التي تم تشريد الفلسطينيين إليها فكانت مخيمات العودة والرويشد والكرامة وطريبيل والهول والتنف والوليد .. وبحركة القائم إلى يومنا هذا .
إضافة إلى مخيمات الصحراء .. فقد تتشت الفلسطينيين في العراق إلى دول عديدة منها السويد وقبرص وتشيلي والبرازيل وبريطانيا والنرويج وألمانيا والدنمارك وفنلندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وأمريكا وسويسرا وآيسلندا وأستراليا وكندا .
وهنالك عدة عوائل في سوريا وتركيا والأردن وماليزيا وأندونيسيا وتايلند والهند واليونان .. يعانون ويعيشون حالات معيشية ومرضية صعبة لعدم تمكنهم من العمل أو اكتسابهم الحماية القانونية هناك وعدم وجود ضمان صحي في بعض هذه الدول .. وقد حصلت حالات اعتقال لعدد منهم .. ولازال مصير غالبيبتهم مجهولا .
ورغم كل ما ذكر بإيجاز عن المآسي التي عشناها خلال هذه السنين إلا أن ما يميز هذا العام .. هو تشريد أكثر من 300 عائلة فلسطينية في العراق كما حدث في بداية الاحتلال .. لكن هذه المرة ليست بأيدي المليشيات وانما بأيدي منظمات تدعي انها إنسانية .. وتنصل من قبل الحكومة العراقية من التعهدات والاتفاقيات مع منظمات "الأمم المتحدة" التي أبرمتها الحكومات العراقية السابقة بشأن إيوائهم .. وأصبحت هذه العائلات بلا مأوى .. معظم هذه العائلات حالتها صعبة جدا وغاليبتهم من المرضى والمعدمين ماديا .
لذلك بعد هذه السنين من الفواجع التي تعرضنا لها وخصوصا ما تعرضت له هذه العوائل مؤخرا .. ينبغي أن يكون كل فلسطيني من كان في قلبه إنصاف أن يكون سفيرا في المكان الذي هجر إليه لقضية الفلسطينيين في العراق .. حيث لديه سعة من التنقل والحركة والمطالبة بالحقوق وإيصال الحقيقة .. ولا نكتفي بالتنديد لما حصل .
اخواننا العراقيين
لا بد أن نذكر أيضا انه لنا اخوة وأحباب وأصدقاء وجيران من اخواننا العراقيين اضطررنا أيضا لفراقهم وبعضهم فارقنا برصاص الغدر والطائفية كحال ما تعرض له الفلسطينيين .. اخوتنا وأصدقائنا واحبتنا وجيراننا العراقيين الذين كنا معهم وكانوا معنا في "أيام الخير" كما يقال باللهجة العراقية .. كأيام الدراسة وفي العمل وأخوة المساجد ، فقدناهم بلمحة بصر .. بفعل المليشيات الحاقدة وبغطاء المحتل الأمريكي .. نسأل الله العظيم أن يرحمهم وأن يحفظ من تبقى منهم أينما تواجدوا ويحفظ إخواننا العراقيين عامة الأصلاء الكرماء الشرفاء أصحاب المواقف والنخوة .
أما على الصعيد الرسمي فلا ننسى أن نذكر ونشكر من كان و لا يزال له موقف طيب من اخواننا وأشقائنا العراقيين رغم محنتهم .. وعلى رأسهم الأخوة في هيئة علماء المسلمين في العراق ومواقف الشيخ حارث الضاري رحمه الله تعالى .. وكل الهيئات والمنظمات العراقية والمؤسسات والمواقع الإعلامية التي أنصفت ونقلت قضية الفلسطينيين في العراق ومعاناتهم .
في الختام .. نسأل الله تعالى أن يرفع الغمة عن هذه الأمة وأن يعود العراق قويا عزيزا في وجه أعداء الأمة وأن نعود إلى بلدنا فلسطين .. وما ذلك على الله بعزيز .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إخوانكم في إدارة موقع فلسطينيو العراق

25/7/1441

20/3/2020