قامت السفارة الفلسطينة بتاريخ 2010/7/21/ بالرد على مطالبنا التي تقدمنا لهم بها رسمياً بعد 24 يوماً من الإعتصام أمام مقر السفارة ، حيث كان ردهم حاسماً على أبناء شعبهم من المظطهدين الذين يعانون الويلات أمام أعينهم ، فبعد تهديدنا كثيراً خلال الفترة الماضية بإعادة تكرار ما حدث مع المعتصمين أمام مقر المفوضية ولكن هذه المرة أمام مقر السفارة ..
ومن الواضح أن المسئلة تطلبت وقتاً للتخطيط والترتيب لها ، فإن ما حدث لافت جداً للنظر على المستوى الذي جرت عليه الأمور ، فقد تم التخطيط والتنفيذ بالتاريخ أعلاه بين السفارة الفلسطينية وأطراف برازيلية والجمعية الفلسطينية بالتزامن مع زيارة نبيل شعث إلى مقر السفارة الفلسطينية للقاء اللاجئين وهو ليس عنده وقت لذلك ، والمشكلة ان مشاكلنا تحتاج لشخص عنده وقت لحلها !!
فقد بدأت تحركات الشرطة البرازيلية ولجان تابعة لإيواء المتشردين منذ الثامنة والنصف صباحاً حتى الساعة التاسعة مساءً إلتئم لم شمل جميع الجهات من شرطة محلية وعسكرية مطوقين كافة الأفرع المؤدية إلى مقر السفارة الفلسطينية وكأنها تتعرض لهجوم أو أن أحداً يحتجز رهائن داخل مقر السفارة ، جاءت قوات من الشرطة المحلية والشرط العسكرية ومدنيين يرتدون الزي المدني مدججين بالسلاح والغير معروفين لأي جهة تابعون ،وكلهم يحاصرون بضعة أفراد عُزَل مرضى ونساء ومسنين وآخر على الأوكسيجين ياسفارتنا بالفعل إنها مهزلة ، بعد أن تم لم شمل جميع الأطراف لتحرير السفارة الفلسطينية من الظلم والعبودية لم يفارقوا مبنى السفارة خوفاً عليها من أبناء الشعب الفلسطيني ، اللاجئين المهجرين المشردين في الشوارع ، ثلاثة أفراد يدخلون للسفارة ومثلهم خارجين منها ، ليدرسوا عملية الهجوم وقمع العُزَل ..
وقف جميع المعتصمين وقفة صمود بوجه الهجمة الهمجية الشرسة بهذا العدد الكبير من قوات الشرطة ، عدا الحاجة صبحية التي بكت لكنها لم تبكي خوفاً ، بل بكت ألماً على الموقف ، الموقف المشرف للسفارة الفلسطينية و للمسؤول الفلسطيني الذي جاء ليحل المشكلة بهذه الطريقة ..
مع تواصل حصار الشرطة ومحاولاتهم لمصادرة أغراض المعتصمين من خيم وبطانيات وكأنها أسلحة محرمة ، فمن الواضح أن تلك الخيمتين كان لهما معناً كبير جداً يريدون محوه ونسفه وكأن القضية تنتهي مع إزالة هذه الخيمة .
أبى جميع المعتصمين صغاراً وكباراً الرضوخ لمحاولات فك الإعتصام رغم تهديدات الشرطة البرازيلية بإستخدام القوة ، ومصادرة هذه الخيم وقد طلبوا أفراداً بشكل خاص لهذا الغرض الحقير ، طالبنا بإجراء قانوني لذلك أُحرج الظابط وقال لا يوجد ، قلنا لا تستطيعون فك إعتصامنا قال بلى نستطيع وجربوا ذلك ، قلنا لهم إفعلوا ما شئتم أنتم الفئة الكثيرة ونحن الفئة القليلة ، أنتم الفئة القوية ونحن الفئة الضعيفة ، أنتم الفئة المدعومة ونحن الفئة المدعوسة بالأرجل ، أنتم المدججين بالسلاح ونحن العُزل لاحول ولا قوة لنا !!
بكل تأكيد تستطيعون فعل كل شيئ ، وهنا إتضحت المسئلة ، فالمسئلة مسئلة خواطر ، يتم قمعنا بالخواطر بالواسطات وليس بالقانون ، لا يهم فمنذ وصولنا لهذه البلد لم نشعر أنها دولة القانون والبرازيليين أنفسهم يقولون هنا بالبرازيل كل شيئ يحدث ..
واصلنا مقاومة فك الإعتصام ، وكان لدى أفراد الشرطة علم بوصول نبيل شعث الى السفارة الساعة الـ 12 ظهراً ، وقالوا أنهوا هذه الإعتصام لأن مسؤولاً فلسطينياً كبيراً قد التقى الرئيس البرازيلي وتم حل مشكلتكم.
وكان لقاء بين نبيل شعث والرئيس البرازيلي وقال له سنجد لهم بيوتاً وعملاً وكله شفوياً ، وكما حدث قبل ثلاثة أعوام سيحدث بعدهما ، فما هي الإلتزامات التي أوفت بها البرازيل ..
المهم أننا قلنا أننا نرفض ذلك ليأتي المسؤول الذي لم يبلغنا أحد عن وصوله ونحن في باب السفارة وبلغوا أُناس في مناطق أُخرى عن مجيئه مما يبين ما هو مبيت وإذا كان لديه الحلول سنفك هذا الإعتصام .
ظل الجدل مستمراً لحين وصول رئيس الجمعية الفلسطينية الذي إقترح الموافقة على مقترحات المسؤول لأنها المنفذ الوحيد من الشرطة ، يعني علينا القبول ذاا كانت هي ما نطالب به أم لا ، أو أن علينا بعد ذلك مواجهة الشرطة بأنفسنا !!!!!!
قلنا أننا سنستمع للمقترحات إذا كانت حلاً مما نطالب به وهو الخروج من البرازيل فهذا ما نريد و أن لم تكن كذلك و تكون المسئلة مسئلة وعود لسان فقط لأن وعود اللسان سمعناها وجربناها وصبرنا عليها سرعان ما تم نكرانها فلن نضع أنفسنا بهذا الموقف مرة أخرى ، فتسائل أحدهم على ماذا ترتكزون وأنتم تتكلمون هكذا قلنا على الله الذي ليس لنا سواه ، بالطبع يسألوننا هذا السؤال ، لأنهم لو تكلموا هم يرتكزون على المال وعلى السلطة والحصانة والنفوذ ، فمن الغريب أننا ليس لنا ركيز من تلك الأشياء لنرتكز عليها عندما نتكلم ونطالب بحقوقنا فمن ليس له ظهر يُضرب على بطنه ..
إستمرت الشرطة بالتهجم علينا وسط إحتجاج كبير من سكان الحي على إسلوب الشرطة الهمجي والعدد الكبير الذي يطوقون المكان به ، من أهل هذا الحي بكت نساء وتعالت أصوات على أفراد الشرطة على المنظر الأليم الذي شاهدوه ، لكن للأسف كان هناك من يتلذذ على هذا المشهد وكأننا أعدائه ..
ذهب رئيس الجمعية وتحدث لأحدثهم بالفلم الأكشن الذي نعيشه فكله سيناريو مكتوب ، فقامت الشرطة بالإبتعاد قليلاً عنا كعصابة نسيطر على الحي الذي تقع فيه السفارة الفلسطينية المحاصرة ..
وصل المسؤول الفلسطيني نبيل شعث ، وكان الأمل موجوداً أن سلطتنا بدأت التحرك لأجل إنقاذنا ، إلا أنه إتضح أن كل ما نطالب به ليس عنده وما عنده قليل من الوعود الشفوية من الرئيس البرازيلي وليس هناك ما يضمن شيئاً وعود وإبتسامات وأين الحل ؟ وما الذي إختلف ؟ هذا ما تم لا أكثر ولا أقل ، رفضنا نحن هذا الشيئ لأننا لمن نرى حلاً بخروجنا من هذا الجحيم ..
خرج المسؤول الفلسطيني مع كل من كان معه وتم إبلاغ كافة الكلاب والذئاب التي تنتظر هذه اللحظة في الخارج أن إنقضي ، على الفور عمدت الشرطة على تطويق جميع الأفرع ومحاصرة المعتصمين لدب الذعر فينا وقاموا بتهديدنا بإستخدام القوة مع أي كان إذا قاومنا الشرطة وطبعاً فر كل من في السفارة لتأخذ الشرطة راحتها بما ستفعله بنا ، ورأينا فيهم الإستعداد لفعل أي شيئ بنا لخاطر من حركهم ودليل ذلك :
1- هجوم بهذا الحجم بدون أي مشاكل قام بها المعتصمين .
2- هجوم بهذا الحجم بدون أي أمر رسمي مكتوب أو أمر قضائي ..
3- وصول المسؤول الفلسطيني مع الشرطة بعملية ظغط واضحة على المعتصمين إما بقبول ما يقترح به أو مواجهة الشرطة ..
4- وصول وفد من قناة فلسطين للتصوير ويتزامن ذلك بعد قمع المعتصمين بيوم..
4- إنتظار الشرطة لنتائج التي سيخرج بها المجتمعون إذا كانت عدم الموافقة الإنقضاض الفوري .
ماذا نستنتج من هنا ؟ لماذا لم تأتي القناة على المعتصمين أمام السفارة ؟ ألم تعد المسئلة واضحة وضوح الشمس ؟ لا زال التلاعب ولا زالت المراوغة ولا زال تشويه الحقائق ..
إن هذه الهجمة تم الإتفاق عليها بالخواطر من وراء الكواليس ، هجوم بدون غطاء قانوني لأن القانون لا يعطي غطاء بمثل تلك الحالات إلا عند إرتكاب المعتصمين لمشاكل مع أحد ما ..
ومن هذا المنطلق أيها الأخوة نقول أننا نعاني الإظطهاد والتآمر علينا على أعلى المستويات ومن أعلى المستويات ولو كنا يهوداً لما فعلوا بنا ذلك لا بل سيتهافتوا لحل مشكلتنا ، نعاقب ونتشرد ونضيع لأننا نطالب بحقنا بكرامتنا بعلاجنا بحياتنا بمستقبل أطفالنا ، ومن هنا نوجه ندائنا الى نقابة المحامين الفلسطينيين والعرب ، الى كافة الحقوقيين ، نحن بحاجة لكم يا إخوتنا لدعمكم لنا لأن إظطهادنا بمباركة رسمية فلسطينية وصل لإنتهاك أدنى حقوقنا القانونية ، حتى بدأت مطاردتنا بحقنا بالإعتصام بالتعبير عن معاناتنا .
نوجه ندائنا هذا الى كل حر وشريف ، وإلى منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية النظر بما نعانيه على أرض الواقع وإننا نطالب بإرسال لجان عربية محايدة قادرة على إنصافنا لا يستطيع أحد عزيمتهم على العشاء ليتمكنوا من النظر فيما نعانيه وإنصافنا ..
إخوتنا لكم منا كل التقدير..
المقموعين الفلسطينيين من أمام مبنى السفارة الفلسطينية
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"