النكبة قد تكون كلمة مكونة من أربعة أحرف صماء لكن شعبا بأكمله شاهد الظلم والعناء من كلمة جمعت بأحرفها الأربع الشقاء .. فقد كان التشريد سيد الموقف وظل سائرا في طريقه لا يتوقف وظل الجرح ينزف لعقود وسنين خزنت في ذاكرتها أحداثاً سوداء ...
تمر الذكرى وتزداد الحسرة على ارض ذهبت هباءاً منثورا وأصبح اسمها مكتوباً محفورا بذاكرة شعب عاش في الشتات وكان له وطن عاش فيه هو الذي تحمل الآهات ، فقد عاش الفلسطيني في العراق وسوريا ولبنان والأردن وأصبح وطنه الثاني هو الذي حمل غربته ولوعته أما وطنه الأول فقد تحول اسمه من فلسطين إلى "إسرائيل" فقد ماتت حيفا ويافا وعكا في حدث اسود من كل شفقة تجرد في عام 48 يوم النكبة الكبرى التي كان للشعب الفلسطيني فيها موعد مع التشريد والتهديد والوعيد وبدأت الرواية والحكاية وبدأ الفلسطيني يبحث ويتحدث عن ارض سُلبت وسُحقت بأقدام مميتة قلعت جذور الشجر وحطمت الحجر ودعست البشر بدون رحمة بدون حكمة بحركة طغت على أهدافها العنصرية بحجة محرقة هتلر وبحجة الظلم الذي وقع عليها من ألمانيا النازية .. وخرج الفلسطيني من أرضه مطرود جسده مهدود لا يعرف إلى أين سيصل وفي أي ارض سيحل وأي وطن سيستقبله وفي أي بلد سيهل .. وبدأت قصة المخيمات في الشتات بوضع لا نسميه حياة فوضع الفلسطينيون في المخيمات أشبه بموت سريري أشبه بالسبات وبدأت مسيرة العلم فقد كان العلم هو المنبع الذي نستطيع من خلاله أن نواجه قسوة الحياة فأنت مشرد مجرد من وطنك ولا يوجد سلاح في يدك غير عقلك وعلمك فأنت يا مسكين دائما حزين فللكل وطن يسمعه يحضنه إلا أنت دوما في شجن ووهن فلا وطن ولا من يخفف عليك المحن فقد بُِِِليتَ بما يسمى " وثيقة اللاجئين الفلسطينيين " التي عندما يسمع اسمها أي بلد عربي تراهم تدور أعينهم كأنك إرهابي وبدأت القصة مع بلداننا العربية فأنت فلسطيني اذا ابق في الخيم فانا لا استطيع أن استقبلك أيها الشقيق فحالي متعب وصعب علي استقبالك في ارضي ومالك غير اللجوء إلى السويد والنرويج والدنمارك وكندا وأمريكا أما أنا يا أخي لا استطيع أن استقبلك في ارضي فأنت تحمل الوثيقة السحيقة هذه هي الحقيقة ومالك غير البلاد الباردة البعيدة رفيقة ... وكما تعودنا دوماً في جملة تمنيت يوما أن تسقط من كلماتي سهوًا ، أتريدون أن تعرفو جملتي المفضلة المدللة !!!! جملتي هي "نحن بالانتظار وللقصة بقية" !!!!! .
ثمار زهير محمد الامين
29/5/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"