"إن
أول ما أفكر به لدى مغادرتي هم اللاجئون أنفسهم الذين يواجهون تحديات جسيمة وواسعة
النطاق في أماكن مثل غزة ولبنان وسورية"، يقول غراندي مضيفا "إلا أن
وراء أزمة الحماية التي تعصف بهم في تلك الأماكن تكمن حقيقة أن مسألة حرمانهم
جميعا من حل عادل طوال ستة عقود تزيد من حالة ضعفهم وإحساسهم باليأس. وللحديث عن
المستقبل، فإنني سأعمل على كسب التأييد، حيثما كان ذلك ممكنا، لإيجاد حل لمحنة هذه
الفئة من الناس؛ ومن أجل تحقيق العدالة والكرامة لمجتمع ينبغي أن يتم شمول تطلعاته
إذا ما أريد لأي جهد سلام أن يكون دائما".
وكنائب للمفوض العام، قام فيليبو غراندي بقيادة مبادرة
إصلاح جذرية وفرعية للأونروا عرفت بإسم مبادرة "التطوير التنظيمي" عملت
على تنظيم وتبسيط أنظمتها الإدارية وعلى تحسين تقديم الخدمة لمجتمع من اللاجئين
يصل عددهم الآن إلى 4,9 مليون شخص. كما عمل أيضا على جعل توسيع قاعدة الجهات
المانحة للأونروا مسألة ذات أولوية، وكان لقيادته أثرا كبيرا في زيادة التبرعات
التي حصلت عليها الوكالة من الدول والمنظمات العربية ومن المانحين الجدد أيضا.
وقام غراندي بتعيين محبوب العرب محمد عساف ليكون أول
سفير للأونروا للنوايا الحسنة. كما بدأت الوكالة في عهده بمبادرة تاريخية لرقمنة أرشيفها
الكبير من الصور الفوتوغرافية والأفلام التي تؤرخ تجربة لاجئي فلسطين؛ وهذا يعد
مساهمة كبيرة في إحياء عمل الأونروا وتاريخ المنتفعين منها بدءا من النكبة
"الكارثية" ونزوحهم الأصلي وصولا إلى يومنا الحاضر.
وفي معرض سرده للشراكات الحيوية التي عقدتها الأونروا
مع الدول المستضيفة للاجئين والدول المانحة، قال غراندي "ببساطة، فإن دعمهم
وسخائهم هما اللذان ساعدا اللاجئين على التطور وعلى تحقيق إمكاناتهم". كما
وأعرب غراندي عن امتنانه للدور الخاص الذي لعبه موظفو الأونروا – ومعظمهم من
اللاجئين أنفسهم – في عمل الوكالة بالقول "على أرض الواقع، فإن الفضل وراء كل
ما قمنا بتحقيقه يعود إليهم وإلى مهاراتهم وتفانيهم".
وكمفوض عام للوكالة، فقد عمل غراندي على الدفاع عن
الاحترام الكامل لحقوق كافة لاجئي الأونروا، سواء أكان ذلك لأولئك الذين يعيشون
تحت الحصار "الإسرائيلي" غير الشرعي لغزة أو الذين يعانون جراء تجاوزات
الاحتلال "الإسرائيلي" في الضفة الغربية أو في المناطق المحاصرة في
سورية.
وعملت زيارته إلى مخيم اليرموك بدمشق في شباط من هذا
العام إلى قيام وسائل الإعلام الدولية بتسليط الضوء على ما أسماه غراندي
"بالمعاناة المأساوية والعميقة" للفلسطينيين ولكافة المدنيين في أرجاء
سورية. "إن قلقي على اللاجئين الفلسطينيين ودفاعي عنهم لا ينتهي بمغادرتي
فلسطين. إنني أحمل معي بعد ما يقارب من عقد من الزمان ارتباطا عميقا بهذه الأرض
وبشعبها. إنهم سيجدون العدالة في نهاية المطاف".
المصدر
: موقع الأونروا
28/3/2014