افتتحت يوم أمس 9/12/2011 في العاصمة القطرية الدوحة دورة الألعاب الأولمبية العربية ، وكما هو معتاد في أي افتتاح لأي دورة ألعاب أو بطولة أن يتم استعراض الفرق المشاركة مع أعلام دولها وأحيانا مع خرائط تلك الدول .
وشيء جميل جدا ومفخرة أن نرى وفد فلسطين مشارك بهذه الدورة بمختلف فرقه ولمختلف الألعاب حاله حال أي من الدول العربية الأخرى ونرى علم وخارطة فلسطين يرفرف مع أعلام وخرائط الدول العربية المشاركة في الدورة .
لكن المصيبة الكبرى والفاجعة الأليمة والطامة الكبرى والتي لم نكن نتوقعها من أشقائنا العرب هو أن نرى خارطة فلسطين يرمز لها بمناطق الضفة الغربية وقطع غزة فقط ، وهذا يعني ان باقي الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948 والتي لم ترسم في الخريطة هي أراضي ليست فلسطينية ، وهذا لا يعني إلا معنى واحد وهو أن تلك الأراضي هي للدولة التي تحتلها الآن وهي دولة اليهود .
والغريب في هذا الأمر أن عدة قنوات عربية قد نقلت هذا الأمر وأظهرت هذه الخريطة عندما جاء دور دولة فلسطين في الاستعراض ، أين إدارات وكوادر تلك القنوات والتي عرضت تقارير كثيرة سابقة عن فلسطين والقضية الفلسطينية واحتلال فلسطين عام 1948 والتي تصف الضحايا الفلسطينيين "بالشهداء" ، كيف يرضون بعرض فلسطين بهذه الخارطة ، هل هو عدم انتباه أم ان الأمر مقصود !؟ .
والمؤلم أيضا أن الدورة عربية واللجنة المنظمة للبطولة عربية فهي ليست بطولة أسيوية أو أوروبية أو عالمية أو أمريكية حتى نقول أنهم معترفون بدولة اليهود ولذلك وضعوا هذه الخارطة ، بل هي دورة وبطولة عربية والله المستعان .
هل هذه هي بداية لاعتراف رسمي وشعبي ورياضي بوجود دولة اليهود على التراب الفلسطيني وعلى التراب الإسلامي العربي ، نعم فعندما يتم نشر هكذا خارطة في وسط شعبي ومهرجان جماهيري ألا وهو الرياضي فهذه قاعدة لترسيخها في أوساط أخرى .
وهل سوف تدرس خارطة فلسطين بهذا الشكل في مادة الجغرافيا في المدارس في البلدان العربية !؟ .
والعجب كل العجب أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان حاضرا لحفل الافتتاح ، فهل لم ينتبه الرئيس الفلسطيني لعرض هذه الخارطة ، أم انه كان يعلم بها وتلك مصيبة أعظم ، أما كان من الأجدر أن ينسحب من حفل الافتتاح أو على الأقل يقدم اعتراض على هذه المهزلة ، أما كان من الأجدر بالوفد والفرق الفلسطينية أن ينسحبوا انتصارا لفلسطين الحبيبة وانتصارا لكامل التراب الفلسطيني بعدما شاهدوا هذه الخارطة !؟ .
وإذا كان الرئيس الفلسطيني لم ينتبه لذلك أين وزير الرياضة والشباب الفلسطيني أين اللواء جبريل الرجوب أين وزير الإعلام الفلسطيني !؟ .
بل أين الإعلام الفلسطيني نفسه أين القنوات الفضائية الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية ، أليس هذا موضوع مهم ومصيري لعمل ندوات ونقاشات عنه أم برامج الشباب والغناء وندوات وحوارات المراهقة والتفاهات أهم من ذلك !؟ .
أين المواقع الالكترونية الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية والتي أصبح بعضها بوقا لهذا النظام العربي أو ذاك أو حتى لغير العربي ، أليست هذه قضية تستحق التصدي لها بكل قوة وكتابة التقارير والمقالات أم ان التدخل في المشاكل العربية أهم من قضيتنا هذه !؟ .
قرأنا مقالات عديدة لكتاب فلسطينيين عديدين على هذا الموقع ومواقع أخرى يشكون فيها تسجيل أصولهم ضمن السجلات الرسمية في أمريكا وأوروبا ووصفهم بـ"الأصول الإسرائيلية" وبارك الله فيهم على تلك المقالات ، لكني أقول لهم لا عجبا يا إخوتي فهؤلاء أشقائنا يصفونا بذلك عندما يرسمون خارطة بلادنا بهذا الشكل وهي ليس بلادنا فحسب فهي أرض إسلامية عربية وستبقى كذلك إن شاء الله وحسبي الله ونعم الوكيل .
علي جابر
10/10/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"