فلسطينيو العراق: طريق التفافي إلى الموت عبر قوارب الهجرة غير الشرعية إلى قبرص

بواسطة قراءة 3444
فلسطينيو العراق: طريق التفافي إلى الموت عبر قوارب الهجرة غير الشرعية إلى قبرص
فلسطينيو العراق: طريق التفافي إلى الموت عبر قوارب الهجرة غير الشرعية إلى قبرص

كشفت الصحافة القبرصية مؤخراً عن ضبط محاولة تهريب غير شرعية لعدد من الفلسطينيين الذين قصدوا قبرص قادمين من سورية.

وقالت صحيفة سايبروس ميل ان مجموعة الفلسطينيين المهربين هذه المرة تضمنت 9 نساء و8 رجال و15 طفلاً بينهم طفل لا يجاوز عمره الشهور الخمس عشر.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤول في الشرطة القبرصية الى أن الفلسطينيين المهربين لا شرعياً وجدوا أنفسهم على سواحل (كاباريس) في ساعاتٍ متأخرة من الليل، وأنهم حاولوا قطع الطريق الى منطقة (لارنكا) القريبة مشياً على الأقدام الا أن عدداً من المارة لاحظوا وجودهم فأبلغوا عنهم السلطات التي قامت باستلامهم.

ويقيم هؤلاء في أماكن احتجاز للشرطة حالياً حيث قاموا جميعهم بطلب اللجوء السياسي.وحسب الصحيفة فان هذه المجموعة من الفلسطينيين، على صعوبة ومرارة التجربة التي عاشوها قبل أن يتمكنوا من طلب اللجوء، أكثر حظاً من بعض سابقيهم الذين تقطعت بهم السبل في عرض البحر وقضوا نحبهم قبل أن يصلوا الى السواحل.

وضربت الصحيفة مثلاً على ذلك بنحو 30 من المهاجرين غير الشرعيين الذين غامروا بحياتهم قبل أسابيعٍ قليلة متخذين نفس خط السير من سوريا الى قبرص. وقضت المجموعة كلها في عرض البحر ولم تتمكن فرق الانقاذ القبرصية من انتشال سوى 8 جثث.

كما كشفت الصحيفة أن المهاجرين سلكوا خط السير نفسه الذي يسلكه كثيرون غيرهم هذه الأيام والذي يمتد من السواحل السورية وصولاً الى السواحل القبرصية، كما يتولى عمليات تهريبهم غير الشرعية تلك مهربون يتقاضون مبالغ طائلة من أجل تأمين رحلات نقلهم بواسطة قوارب خشبية متداعية.

وأشار المسؤول القبرصي الى أن اللاجئين الذين تم ضبطهم مؤخراً دفعوا مبالغ تصل الى 3000 دولار أمريكي للفرد الواحد، لافتاً الى أن نقلهم في قوارب متداعية يعرضهم لمزيدٍ من أخطار الموت غرقاً في عرض البحر.

يشار الى ان اللاجئين الفلسطينيين في العراق تعرضوا لتشردٍ آخر في منفاهم في العراق بعد سقوط نظام حكم صدام بعد الغزو الأمريكي في العام 2003.

واستهدف هؤلاء الفلسطينيون بمحاولات التهجير والقتل والاختطاف من قبل بعض المليشيات العراقية المسلحة التي اعتبرتهم ظاهرة بعثية يجب التخلص منها، ما أدى الى نزوحهم الى الصحراء العراقية. واستقبلت بعض الدول مثل تشيلي والبرازيل عدداً منهم بعد أن طال بهم الحال مشردين في الصحراء ولم تفلح الدول العربية أو المجتمع الدولي في خلق حلول دائمة لمأساتهم، الا أن أعداداً غير قليلة منهم ما تزال تعيش أوضاعاً مزرية في الصحراء العراقية المجاورة للحدود السورية.

31/10/2008