هذه القنوات التي أصبحت أشبه ما تكون بحكومات بحد ذاتها لا علاقة لها بسيادة القانون أو مصلحة البلد وشعبه القومية والوطنية والدينية ، وما أدل على ذلك إلا هذه البرامج التي عملت على زعزعة وتخلخل أواصر المودة والمحبة بين أبناء الشعب الواحد بنشر روح الطائفية والكراهة بينهم ، أو تكرار التحريضات ضد فئات معينة بدوافع طائفية وسياسية وعنصرية . ومن ضحايا هذه القنوات الفلسطينيين المقيمين في العراق والذين تعود جذورهم وأصولهم لأكثر من خمسة عقود ، حيث تظهرهم هذه القنوات وكأنهم وجود غريب ومستهجن وغير مرغوب فيه ويجب محاربته وقهره وتهجيره من البلاد والدوافع معروفة لدى القاصي والداني ؟!!!فمنذ الشهر الخامس لعبت قناتي العراقية والفرات دورا بارزا من خلال حملات تحريضية بين الحين والآخر تستهدف الفلسطينيين وبطريقة ماكرة ومنظمة !!في صباح يوم الاحد 22/5/2005 تم اعتقال المدرس الفلسطيني كمال سليم عبد الله غنام من منزله مع اثنين آخرين يسكنان في منطقة الدورة وهم كل من خالد ونضال من قبل أحد ألوية المغاوير التابعة لوزارة الداخلية ، ثم إظهارهم مساء الثلاثاء الموافق 7/6/2005 على شاشة قناة الفرات !! واعترافهم ضمن مسلسل طائفي وعنصري ولا أخلاقي بدأته قناة العراقية ، تحت ظروف قمعية واستبدادية ؟!. على أنهم كانوا يعدون عبوات ناسفة مشتركين في ذلك ، مع العلم لا صلة لكل من خالد ونضال مع كمال ؟!!تم إطلاق سراحهم بتاريخ 1/12/2005 وعاد كمال لوظيفته بعد أن اطمأن أن القضية قد انتهت ، وغادر الآخَرَين البلاد لأنهم صرفوا كل ما يملكون في هذه القضية ، والمفاجئة التي لم تخطر على البال أن قناة العراقية عرضت اعترافات هؤلاء الثلاثة مساء يوم الأحد الموافق 15/1/2006 ضمن مسرحية ( الإرهاب في قبضة العدالة !!! ) وشاهد كمال نفسه وهو يعترف ؟!! فلم يلقي بالا لهذا الأمر لانكشاف هذه اللعبة لدى كثير من الناس ، ومؤشرات هذا العرض تدل على سيناريو جديد ومسلسل تحريضي للنيل من الفلسطينيين بطرق مشينة ومنافية لجميع الشرائع والأعراف والقوانين ( وهذا هو حق الضيافة !) .وفي هذه الأيام بدأت الاعتقالات والمضايقات للفلسطينيين في تجمعاتهم وأماكن عملهم ، ولم يظهر لحد هذه اللحظة تصريح رسمي إيجابي من قبل الحكومة خاص بالفلسطينيين ، بل على العكس ، بين الحين والآخر يوصفون بالإرهاب والتخريب وأعوان النظام السابق وغيرها من التهم والشماعات .وبينما محمد درويش ومحمد عبد الفتاح يتجولان لشراء بعض الحاجيات من منطقة بغداد الجديدة مساء الثلاثاء الموافق 24/1/2006 وبعد حصول انفجار قريب من أماكن تواجدهما ، وبعد معرفة قوات ما تسمى بحفظ النظام أنهما فلسطينيين تم اعتقالهما على الفور ، وصرح أحد المنتسبين في وزارة الداخلية عبر قناة العراقية أنهم ألقوا القبض على فلسطينيين كانا يحاولان زرع عبوة ناسفة ، وهذا تناقض في مجريات الحادثة فتأمل ؟!!وظهر الخبر من خلال كتابته على قناة العراقية والفرات والمسار وتكراره لأكثر من يوم ، وكثيرا ما تتكرر هذه الأشياء من خلال نقاط التفتيش أو السيطرات وبمجرد معرفة الشخص بأنه فلسطيني يلقى القبض عليه أو يضرب أو يهان أو يبتز ولا يفرج عنه إلا مقابل أموال لأن الأصل بالفلسطيني الموجود في العراق الإرهاب ؟!!! وهذا طبعا بفضل هذه القنوات المحايدة والمستقلة ؟!!!!!!!!وفي فجر يوم الأربعاء الموافق 25/1/2006 دخلت إلى وسط مجمع البلديات أكثر من عشرين سيارة تابعة للواء الرافدين ( لواء الحسين سابقا ) أحد ألوية المغاوير التابعة لوزارة الداخلية ، علما بأن وزير الداخلية وعدد من المسؤولين صرحوا مرارا بمنع المداهمات الليلية ؟!!!!! هذا يدل على أن هذه الألوية أصبحت حكومات مستقلة ، وكل له طريقته وسلوكه وتعامله مع الأحداث .وتم اعتقال ثلاثة فلسطينيين من الشقق التي يسكنون فيها ومن ضمنهم هذا المدرس المفرج عنه ، وهم كمال سليم عبد الله وياسر صالح حسين وجمال سعيد .وفي يوم السبت الموافق 28/1/2006 تم نشر خبر على قناة العراقية مفاده : ( لواء الرافدين حفظ النظام يلقي القبض على 3 إرهابيين فلسطينيي الجنسية في منطقة البلديات ) أي بعد ثلاثة أيام ، مما أدى لنشر الخوف والقلق بين أوساط الفلسطينيين لأنهم جربوا سابقا مثل هذه الأخبار التي أدت لتزايد التهديدات والخطف والقتل بل والتعذيب وانعكست آثارها السلبية على مجريات حياتهم حتى صار الواحد منهم لا يستطيع التنقل أو الحركة خشية الاعتقال العشوائي ، وفي تحريضات العام الماضي لنفس القناة هجمت عدة سيارات تابعة لشرطة الرشاد على المجمع وقامت بإطلاقات كثيفة في وقت متأخر أدى لإفزاع سكان المجمع عدة مرات ، وفي رمضان تكررت هذه الحالة من قبل سيارات تابعة لشرطة الخنساء ، وفي استطلاع للرأي يرى معظم الفلسطينيين بل ويطالبون الحكومة العراقية وقوات الاحتلال بإخراجهم من العراق قبل أن تحدث لهم صبرا وشاتيلا جديدة ، لأن وجودهم أصبح غير آمن .لذلك فإن معظم الفلسطبينيين يبعثون نداء إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية لإخراجهم من العراق أو تأمين حمايتهم ، لأن الحكومة العراقية التي تتهم الفلسطينيين بأعمال إرهابية إما أن تخرجهم وهذا هو منطقها لكي تستقر البلاد !! وبذلك يكون جميع الفلسطينيين ممتنين من هذه الحكومة لأنها ستخلصهم من حملات الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها ؟!!! وإما أن تجد لهم حلولا لمشاكلهم وتضع حدودا لهذه الانتهاكات والتحريضات ضدهم .الحكومة العراقية أوجدت حلولا لكل العرب المقيمين من خلال إصدار هويات تثبت إقامتهم السنوية باستثناء الفلسطينيين الذين يجب عليهم أن يجددوا إقامتهم كل شهرين أو ثلاثة أشهر ، مع أن معظمهم من ولادة العراق فتأمل هذا الظلم .فالقوات الأمريكية والحكومة العراقية التي من مسؤوليتها حماية الفلسطينيين المقيمين في العراق ضمن القوانين الدولية ، إما أن يخرجوهم من البلاد وينتهي هذا الكابوس وتحل القضية ، وهذا طبعا ليس من السهل حدوثه وتحقيقه لأنه يثير مشاكل جديدة للولايات المتحدة وإسرائيل التي قد يثير حفيظتها هذا التصرف تجاه الحكومة العراقية ؟!!! وإما أن يوفروا لهم جوا آمنا لحد ما ولا يشتركوا في هذه اللعبة المشينة والقذرة ضد أناس عُزّل وضعفاء .
وقد يقول قائل لماذا كل هذا التضخيم والعراقيين يصيبهم أكثر من ذلك ؟!! فالجواب : نعم الوضع سيء للجميع لكن بدائل العراقي الذي يُعتقل أو يتم تهديده أو مضايقته أكبر بكثير من بدائل الفلسطينيين الذين تخلى عنهم القريب والبعيد إلا من رحم الله وقليل ما هم ؟!! ثم أن قلة عدد الفلسطينيين المتواجدين في العراق وتقوقعهم في مجمعات محدودة وهم مجبرين على ذلك يؤدي إلى ظهور وتأثير مثل هذه الأحداث عليهم جميعا ، بخلاف ما إذا أُذيع خبر عن اعتقال عدد من العراقيين في منطقة معينة فقد اعتاده الناس والمنطقة واسعة وفيها آلاف مؤلفة من العراقيين ، لكن عندما يحدد مكان تواجد الفلسطيني ضمن منطقة معينة كالبلديات وهي أكبر مجمع فلسطيني في العراق يؤثر هذا تأثيرا كبيرا على مجريات الحياة لهم تأثيرا واضحا .
هذا الخبر حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"