حيث تعيش
الغزالية الآن حالة من الهلع بعد أن فرضت عليها هذه المليشيات طوقا سدت المنفذين
الوحيدين المؤديان الى المدينة , وقد تواجدت هذه المليشيات على مدخل الغزالية
الرابط بالخط السريع والرابط بين بغداد والأنبار وقيامها بخطف المواطنين على
الهوية , وكذلك فإنها أغلقت المنفذ الآخر الرابط بمدينة الشعلة حيث تعتبر
معقل ومنطلق هذه المليشيات ومكان إعدام الضحايا .
كما
تشهد أبو غريب ومنذ يوم أمس حصارا مماثلا تم فيه غلق مدخلها على جسر الزيتون وعلى
الطريق الرابط بين هذا القضاء ومدينة الشعلة حيث تم يوم أمس اختطاف اثنين من أهالي
ابو غريب وتحت رقابة قوات لواء المثنى والتي تتواجد مفرزة منه على
هذا الجسر .
وتتركز
اعمال الخطف والتي تتم بمفارز ترتدي زي الشرطة أو الجيش وكثير من الحالات ترافقهم
سيارات كوستر مضلله تستخدم لنقل المخطوفين ومنها المفارز التي تتواجد باستمرار في
ساحة اللقاء والشارع العام المار بالشاش والإسكان وكذلك ما يحدث في حي العامل والسيدية
والدورة والزعفرانية وجسر ديالى التي تشهد حملات اغتيالات بواسطة الأسلحة الكاتمة
وغير الكاتمة .
و كل
هذه الحالات وغيرها التي عمت كامل مدينة بغداد والارتفاع الكبير بعدد الضحايا من
المغدورين فإن المواطن الذي يعاني من هذه الحالة التي يمرون بها وحالة الغضب
الشديد التي تعم الشارع البغدادي فإن حكومة المليشيات لا زالت تلتزم الصمت .. إلا
بتصريح صدر عن وزير الأمن الوطني المتواجد في عمان حاليا في إجابته عن سؤال حول
نشاط المليشيات قال ( بأن حكومته ستتخذ إجراءات خلال الأيام القادمة لمحاربة
"الإرهابيين" ) وهذا التصريح يقصد به العمليات التي يقوم
بها الجيش في الأنبار ولا يعني ما تقوم به المليشيات في شوارع بغداد .. حتى لو كان
يعنيها .. فلماذا ينتظر لأيام قادمة ؟؟ .
لذلك فإنه
قد حان الوقت أن يتخذ كافة المشاركون بالعملية السياسية التي تسيرها المليشيات وبعقد
طائفية أن يجبروا رئيس الحكومة على توجيه المليشيات كافة بالانسحاب من شوارع
المدينة و إادة الحياة في بغداد والمدن الأخرى الى مجراها الطبيعي لحماية جماهيرهم
والتي تم تجريدها من السلاح بصورة كاملة لمنعها عن الدفاع عن نفسها في مثل هذه
الحالات بالوقت الذي حافظت فيه الأحزاب السياسية الدينية الحاكمة وجماهيرها
بالسلاح الموجود لديها وعزز بسلاح من قبل الحكومة, وعند عجز هذه الكيانات من اتخاذ
أي إجراء للحد من موجة القتل هذه فإن الشعب سينظر لها بأنها مشاركة فعليا بهذه
المجازر و سيتم مقاضاتها حسب القانون الدولي بسببها .
وعلى
ممثل الأمم المتحدة أن يتخذ موقفا إنسانيا و ينقل إلى الأمين العام ومجلس الأمن ما
يدور في الشارع العراقي كما هو والطلب من الجهات الأممية ودول الغزو المجرمة بإرسال
قوات دولية لحماية المواطنين في بغداد والمدن العراقية الأخرى و على وجه السرعة .
وننتظر
من رجال الدين و"المراجع" كافة ومن كل الأديان والأطياف أن تستنكر مثل
هذه الجرائم وتأمر تابعيها بالكف فورا عنها وسيحملهم الشعب كل ما يجري بالشارع
العراقي من حقن طائفي يسير بالبلاد إلى هاوية مظلمة غير معروفة النهاية .
كما
ندعوا مواطنينا الكرام أن يتحلوا بالصبر على هذه المحنة واليقظة والحذر
للحفاظ على أرواحهم وأرواح أبنائهم و ممتلكاتهم وندعوا فوق هذا وذاك رب العزة والجلالة
أن يحفظ العراق وشعبه وأن يعيد كيد الكائدين إلى صدورهم نه القوي العزيز والسميع
العليم .
أحمد الدليمي
27/5/2013
"حقوق
النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر
المصدر"