مسكتُ قلمي .. وجلستُ على مائدتي .. وباشرت بالكتابة .. بدأتُ
أسترجع قاموس ذكرياتي في الماضي .. من ترح وفرح .. ولكن .. تذكرت بأن اليوم هو
يوافق تاريخ رحيل ابن عمتي .. مضى على رحيله ست سنوات .. يا الله .. ما أشبه اليوم
بالبارحة .. عزلتُ الفرح جانباً مع أننا لم ولن نذق طعم الفرح إلا برجوعنا للأم
فلسطين .. حدث في مثل هذا اليوم يعود من جديد .. ليروي لنا قصة فقيد .. نحسبه إن
شاء المولى شهيد .. ألا هو زهير مسعد الشعبان .
زهير مسعد الشعبان رحمه الله تعالى من مواليد العراق عام 1951 م ..
والد كل من زياد وأياد وأحمد .. الفقيد زهير رحمه الله تعالى كان معروفاً لدى الحي
أو المجمع السكني كما يعرف .. لو أرجعنا ذاكرتنا للوراء قليلاً .. لتذكرناه جيداً
.. لتذكرنا طيبته .. كرمه .. محبته للغريب قبل القريب .. عمل في تشغيل المولدات في
البلديات لكي يضيء لأهله وناسه وبني جلدته .. كان يبذل جهده في الصيف مع حرارة
الشمس الملتهبة .. ويسهر الليالي في الشتاء ومع البرد القارص في سبيل راحة
الفلسطيني .. ولكن قذائف الهاون كان منها نصيب في سقوطه أرضاً إحدى أمسيات عام
2006 .. بسقوطه أطفئ أنوار العمارات .. وهذا ما يصبوا إليه الكفرة الفجرة الغزاة
.. نسأل الله الرحمة له ولجميع قتلانا الأفذاذ الذين راحوا ضحية استعمار غاشم عقب
سقوط بغداد .. ولأننا مؤمنين نرضى بقضاء الله وقدره ومدركين تماماً بأن أمر المؤمن
كله خير كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه حيث قال كما في
صحيح مسلم : ( عَجَبًا لأَمْرِ
الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا
لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ
أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) .. هكذا نحن في
السراء والضراء نردد ونقول الحمد لله رب العالمين . أحببتُ أن أذكركم أيها الأحبة بوفاة
الفقيد زهير رحمه الله .. بعد مرور ست سنوات على رحيله سائلاً الله جل جلاله
العظيم أن يتقبله عنده في عليين وسائر أموات المسلمين .
قصيدة رثاء لأبن عمتي زهير مسعد الشعبان :
يدق جرس الذكريات .. على
الآذان والأذهان .. ليفتح جروحاً وآهات .. بفراق الأحبة والخلان .. قتِل ابن
العمارات .. شهيداً بإذنه المنان .. طيب بشوش كثير الابتسامات .. زهير بن شعبان ..
عاش عمره في الشتات .. ومن مكان إلى مكان .. عملَ في المولدات .. لينير لنا عتمة
الظلام .. في 2006 حصلت المأساة .. و ذهب الأمن والأمان .. سقط أرضاً عقب سقوط
الهاونات .. وذهل كل الناس والجيران .. ومن يومها لم يعد طعم للعمارات .. برحيل
هذا الإنسان .. فاللهم اضرب الحاقدين والغزاة .. و ارحم عبدك زهير مسعد الشعبان .
بقلم : وائل محمد جبر الأسعد
13/12/2012
"حقوق
النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر
المصدر"