واجب ينظم رحلة تضم وفداً من مخيم السيدة زينب إلى مخيم التنف على الحدود العراقية السورية

بواسطة قراءة 3472
واجب ينظم رحلة تضم وفداً من مخيم السيدة زينب إلى مخيم التنف على الحدود العراقية السورية
واجب ينظم رحلة تضم وفداً من مخيم السيدة زينب إلى مخيم التنف على الحدود العراقية السورية

"هل أتيتم لتخرجونا من هنا؟؟"

بهذا السؤال استقبلنا طفل ذو خمسة أعوام قضى ما يزيد عن عامين في مخيم التنف الحدودي مع أهله وإخوته من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من العراق وذلك خلال الزيارة التي نظمها تجمع العودة الفلسطيني (واجب)، لجنة السيدة زينب، إلى مخيم التنف في المنطقة المحايدة بين الحدود السورية والعراقية، يوم الجمعة في 20 حزيران (يونيو) 2008م بهدف إيصال بعض التبرعات العينية والمادية التي جمعها أعضاء اللجنة من أبناء مخيم السيدة زينب، وبهدف الاطلاع والاطمئنان على أوضاعهم المعيشية وتقديم الدعم المعنوي لهم، والتأكيد على التعاطف الكامل مع أهلنا وإخوتنا المقيمين هنالك منذ أعوام في خيام لا تقي برد الشتاء ولا ترد حرارة صيف الصحراء الحارقة، وقد رافق الوفد كل من لجنة إغاثة فلسطينيي العراق، والجمعية الخيرية التركية IHH.ذلك السؤال طرحه طفل صغير اسمه أحمد العزايزي لم يتجاوز الخامسة من عمره عندما استقبلنا عند باب خيمتهم التي جلسنا داخلها هرباً من لهيب الشمس في الخارج لنجد أن الوضع داخل الخيمة ليس أفضل حالاً، كانت الخيمة من الداخل وكأنها حمام ساخن.تحدث لنا أبناء المخيم عن قساوة الحياة التي يعيشونها، الظروف المؤلمة التي يمرون بها كل يوم، بدءً من توزيع الغذاء وانتهاءً بالخدمات الصحيّة القليلة المتاحة، ومروراً بكل التفاصيل الحياتيّة اليوميّة من سوء الطقس وهبوب العواصف الرملية التي لا تبقي ولا تذر شيئاً على حاله.أحد القابعين في هذا المخيم قتل له في العراق ولدان، وتوزّع من بقي من أولاده في أصقاع العالم، بمرارة وحرقة سألنا "ألا يكفي ما حلّ بنا حتى الآن؟" هذا الرجل الذي حفرت سنون الشقاء آثارها على ملامحه، يعاني مرارة نكبة تلت النكبة، وألم الوحدة بدون أبناءه وعائلته .

وقد رأينا بعض مبشّرات الأمل في هذا المخيم، الشعب الذي قاسى وعانى يصرّ على الحياة، ويتمسك بها معلناً أن الشعب الفلسطيني لن ينكسر ولن ييأس، وأن رغبة الفلسطيني في الحياة تتجاوز حدود المكان وصلافة العيش، بعض من رأيناهم قد زرعوا الخضار كالبندورة والكوسا وبعض الحبوب، إضافة إلى المدرسة المقامة في المخيم والتي تعمل بدوام كامل، وبكادر داخلي من أبناء المخيم، ويصرّ أبناء المخيم على تعليم الأطفال بمختلف شرائحهم العمرية، انطلاقاً من حرصهم على إعداد الجيل الفلسطيني المتعلم والمثقف، الذي سيكون في أحد الأيام وقوداً يدفع باتجاه العودة إلى فلسطين التي ما فتئوا يرددون اسمها كباراً وصغاراً معلنين أن تحريرها هو السبيل الوحيد لحل مشكلتهم، ولا كرامة للإنسان إلا على ترابه وأرضه.هذا وقد أعلن التجمع عن تسيير رحلة شهرية إلى المخيم تنطلق كل شهر من أحد المخيمات الفلسطينية في سورية، في خطوة تعزز التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد في مختلف أماكن تواجده، وتهدف إلى التعريف بمأساة إخواننا في مخيم التنف، في ظل صمت عربي مطبق، وواقع مخزٍ أدار ظهره لثلة ما توقفت عن مكابدة العناء والصبر على الظروف الطاحنة التي يعيشونها على أمل العودة يوماً إلى أرض فلسطين التي يحلمون بها ليل نهار.