حرب
التوم مع المحتل لم تكن جديدة، فقد خدم في جيش المسلمين تحت ظل الخلافة العثمانية،
وقاوم الإنجليز إبان احتلالهم أرض فلسطين في بدايات القرن العشرين، حتى شهد قيام
دولة الكيان الإسرائيلي المغتصبة التي سجنته وعذبته.
يروي التوم لـ"عربي 21"
كيف استقبل اللاجئين الفلسطينين في مدينته جباليا التي تقع في غزة، وقال:
"استضفت في ذلك الحين مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين هربوا من بطش اليهود،
كان يحدوهم الأمل بأن يعودوا إلى أراضيهم، وكانوا يذهبون إليها ليلاً ليرووها
ويحافظوا عليها.
ويضيف: "خلال ذهاب المواطنين
إلى أراضيهم ليلاً اكتشف اليهود أمرهم وصاروا يزرعون الألغام، وتطور الأمر حتى
صارت تُقصف بالطائرات البريطانية، التي اشتراها اليهود."
وتابع "كنت في وضع مادي جيد،
فكنت أدعم الثوار بالمال ليشتروا السلاح والعتاد لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي،
وأعطيهم الأكل والشرب."
وبعد النكبة، استمر التوم فى عمله
كمزارع فى مدينة بئر السبع، حتى اعتقلته "إسرائيل" بعد سيطرتها على النقب، عندما كان ينقل
حبوب القمح والشعير والذرة إلى غزة.
وعقب خروجه من المعتقل، بعد شهور،
اشترى 20 دونماً شمال قطاع غزة وزرعها بالحمضيات والزيتون، ولا زال عدد من أحفاده
يكملون مشواره فى زراعة الأرض.
تعلقه بالأتراك
تعلق التوم بحكم تركيا التي ما
زالت في خاطره، ويدعو لأن تعود أيامها، واصفاً إياها بـ"أيام مجد
للمسلمين"، قبل أن ينتكب العرب وتحتل البلاد وتقسم، حسب كلامه.
يروي رائد التوم أحد أحفاد الحاج
رجب الـ"300"، والذي درس الهندسة بتركيا، كيف علمه جده في نهاية
التسعينيات اللغة التركية، وكيف أنه ما زال يحفظ العديد من كلماتها.
ويقول: "ما زال وجدان جدي
متعلقا بتركيا ويتمنى عودة حكمها.
مضى ست وستون عاماً على النكبة ومازال جرح التوم وملايين الفلسطينين لم يندمل، وما زال المحتل ينهب الأراضي ويسطو عليها في ظل تفرق كلمة العرب.
عربي 21