بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانام والمرسلين الكلمة تنير الدرب فالتي تقتل ليس بجديد مسلسل اغتيال الكلمة و اغتيال صاحبها فكلاهما جريمة شرعية و قانونيا وشعبنا الفلسطيني رفد الأمة والعالم بأسره من الأدباء و الكتاب اضائوا بها الدرب بادبهم في عصرنا الحديث منهم ادوارد سعيد احد وراع الادب و الفكر الغربي و هو امريكي من اصل فسلطيني احد أعظم أدباء الفكر الغربي والعربي في العالم وناجي العلي واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير التي عرفتها البشرية و غسان كنفاني و كمال عدوان و عصام سرطاوي و محمود درويش و سميح القاسم وابراهيم وفدوى طوقان..... معظمهم تعرضوا للتصفية الجسدية و آخرين تعرضوا الى اغتيال أدبهم ألا ان ذلك لا يثني من عزيمة شعبنا بان ينجب المزيد المزيد من المبدعين ونست الصهيونية ومعها أذنابها بأنه الفلسطيني سيبقى جبل أشم ومهما تعرض الى التصفية و تجفيف احبار أقلامهم فسوف يدمون جرحا من أجسادهم ليملؤها بأقلامهم وبدمائهم وسيبقى القلم الفلسطيني شامخ عزيز .
ان أصحاب الكلمة باقون والمتربصون هم أصحاب الخنجر، فعندما يعجز العاجز عن مقارعة الكلمة يحمل الخنجر لاغتيالها ومحوها.
الخنجر يملك القوة لقتل الجسد ولكنه يبقى يائسا أمام ارادة العقل والعلم والحق والقلم .
وعندما يكتب المبدعون كلماتهم لطرح افكارهم وتعزيز امكانيات احبابهم وشعبهم ليخرج الى الملئ اعداءهم يرتجف الطغاة رعبا من جحافل العلم والنور لذلك لا يتوانون في استعمال أي وسيلة للفتك بأصحاب القلم والأدب.
وتكبر الكلمة وتنضج وتزداد تألقاً كلما انبثقت من المحن والآلام والمعاناة،لأن الطغاة لا يقضون على الكلمة أو يدفنها بل تصقلها عمقا إنسانيا عظيما ينساب إلى أعماق القلوب، لذلك يزداد المصلحون حكمة ونضجا إذا دارت عليهم الأيام ويصبحوا نهبا لمتربصون وشعبنا الفلسطيني بدأ بداية قوية عندما حمل لواء الشعر والأدب الهادف الذي يخدم قضايا الشعوب وآلامها وأصبحوا مشردين ومطاردين في كل حدب وصوب من اجل تحقيق الدفء الإنساني لذلك العقل الباحث عن السلام والأمن.
ذلك ان الأدب ليس مجرد أدب مترف يتنزق به التافهون ويتاجر بيه الانتهازيون ويتشدق بيه المهَلْوسون، بل الأدب رسالة مقدسة تهدف إلى إيقاظ العقل البشري عبر تصوير المعاني بألفاظ جميلة تدلف إلى القلب بليونة وتسكن هناك بهدوء لتكون منها رسالة تنجب منها الأحرار والمتربصون ويلهم مــــن فتنــة عمياء يوقـــظوا بها حقــدهم الأعمى.
2/6/2009
بقلم العدلاوي
حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"