ما هي سبل مواجهة نمو القوى المعادية للأغراب(المهاجرين والمسلمين) في المجتمع السويدي؟

بواسطة قراءة 3485
ما هي سبل مواجهة نمو القوى المعادية للأغراب(المهاجرين والمسلمين) في المجتمع السويدي؟
ما هي سبل مواجهة نمو القوى المعادية للأغراب(المهاجرين والمسلمين) في المجتمع السويدي؟

ظلت السويد بمنأي عن نمو الأحزاب المعادية للأغراب الذي شهدته في السنوات الأخيرة شقيقاتها البلدان الأسكندنافية، لكن مع تصاعد البطالة يبرز خطر تحميل الهجرة والمهاجرين المسؤولية عن الصعوبات الأقتصادية، وتزايد التأييد للقوى المعادية للأغراب التي كانت على الدوام صغيرة الحجم ومحدودة التأثير. البروفيسور بيورن فريكلوند الباحث في القضايا الجتماعية في معهد مالمو العالي وخلال ندوة عقدت مؤخرا في ستوكهولم عبر عن خشيته من هذا التطور: 

ـ أنني أخشى من أن تترسخ أقدام هذه القوى، ويتحولوا من حزب يحظى بتاييد أربعة أو خمسة بالمئة من الناخبين الى حزب ينال عشرة بالمئة من الأصوات. 

تشتد هذه المخاطر بالتزامن مع زيادة نفوذ حزب التقدم المعادي للمهاجرين والمسلمين في النرويج في السنوات الأخير، حيث أصبح ثاني أكبر حزب هناك، وحزب الشعب في الدنمارك الذي حصل على ما يقارب الـ 14% من الأصوات. لكن أورلاندو ميلا الباحث في جامعة أوبسالا يعتقد ان منظومة القيم السويدية ستحد من أمكانيات نمو القوى المعادية للأغراب في السويد: 

ـ توجد منظومة قيم قوية جدا، قادرة على معالجة الأختلافات دونما مشاكل. إذ لا يواجه المجتمع مشكلة هوية. السويد قادرة على أستيعاب مجموعات جديدة دون أن تشعر بتهديد للهوية. ثم هناك التعليم الذي الذي يلعب دورا بالغ الأهمية في أشاعة مواقف أيجابية. 

أبحاث سبر الرأي العام الأوربية تعتبر السويد الأكثر أيجابية بين البلدان الأوربية فيما يتعلق بالهجرة، ولا يعتقد أورلاندو ميلا ان حزب "سفيريا ديموكراتنا" المعادي للأغراب والناقد لسياسات الهجرة سيحقق زيادة ذات شأن من دعم الناخبين، لكنه لاحظ مزيدا من الميل للنقد لدى بعض الشرائح والمجموعات: 

ـ قبل بضع سنوات كان هذا المنحى يلاحظ بين المسنين، وذوي التعليم المتدني، ولكني أرى الآن أن هناك توجها لتبني مثل هذه المواقف السلبية من قبل الشبيبة، الذي لا يزيد تعليمهم عن المرحلة الثانوية، وربما أيضا لدة العاطلين عن العمل. ويعتقد ميلا ان البطالة وحدة التنافس على فرص العمل من أبرز عوامل هذا التطور. 

وللحيلولة دون أن تتطور المواقف في المجتمع السويدي في ذات التجاه الذي تسير فيه مجتمعات بلدان الشمال المجاورة يرى البروفيسور بيورن فيركلوند أن على السياسيين السويديين وأجهزة الأعلام أن تتحلى بالجرأة على مناقشة هذا الموضوع بطريقة صحيحة: 

ـ يتعين فتح أبواب الأعلام أمام أصحاب هذه المواقف، وأشراكهم في النقاشات، وان يناقش معهم كل شيء، ولكن يجب عدم التهاون مع وجهات نظرهم بشأن أن أناسا أكثر قيمة من أناس آخرين. 

فيركلوند يرى ان من الخطر أن يترك السياسيون للجماعات المعادية للأغراب تفسير الواقع بطريقة ان المشكلة تتمثل في المهاجرين:

ـ ينبغي التشديد على ان الهجرة أمر جيد للغاية بالنسبة للمجتمع السويدي في كثير من النواحي، وعدم السقوط في ما يعتقده البعض من ان الهجرة هي مدعاة للقلق وهدر للمال وخلق للمشاكل، وأنه لا يجب النظر الى نتائج الهجرة في أطار مدى زمني قصير وأنما رؤيتة نتائجها الأيجابية على المدى الطويل.

المصدر: الراديو السويدي/القسم العربي

نشر بتاريخ 01/04/2010