وهكذا انفجر بركان الغضب الإرتدادي على ماقامت به إسرائيل من عدوان وحشي على قطاع غزة وأهله. وهذه المرة كانت ساحة الإنفجار مدينة مالمو السويدية، حيث شارك حوالي سبعة ألاف متظاهر، من السويد ومن الدول المجاورة كالدانمارك وألمانيا والنرويج، ظهيرة يوم السبت احتجاجا على مشاركة فريق التنس الإسرائيلي الذي نافس الفريق السويدي على كأس ديفيس العالمي.
بدأت بشائر بركان الغضب الإرتدادي منذ أمس الجمعة حيث جابت عدة مظاهرات صغيرة في أنحاء المدينة استعدادا ليوم المباراة التي جرت، في قاعة فارغة من المتفرجين، خسر فيها الفريق الإسرائيلي جارا أذيال الخيبة الرياضية من جهة، والسياسية من جهة أخرى حيث شاهد حشود المنددين، مع الأعلام والكوفيات الفلسطينية، حول قاعة الرياضة "بالتيسكا هاليّن"، وسمع أصواتهم التي تشابه أصوات البراكين استنكارا لما فعله قادتهم السياسيين من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
شارك في هذه المظاهرة الحاشدة رئيس حزب اليسار السويدي، الشيوعي سابقا وواحد من أكبر الأحزاب السويدية، السيد لارش أولي حيث قرّع من خلال كلمته كل من لم يقف في وجه إسرائيل ومن كان منزعجا من منظمي هذه التظاهرة الضخمة فقال:
إنكم منزعجون من هذا الإستنكار السلمي، لكن لم يهتز لكم جفن ضد مااقترفته إسرائيل من جرائم ضد الإنسانية. وعلى المجتمع الدولي أن يعمل على جلب قادة إسرائيل أمام المحكمة الدولية في هاغ.
أما رئيس الجمعية السويدية " يهود من أجل السلام الإسرائيلي الفلسطيني" السيد درور فيلر فقال: إننا نتظاهر اليوم لنطالب الحكومة السويدية بأن تتجرأ لتحمل مسئولياتها في تطبيق أخلاقياتها في موضوع فلسطين.
كما شارك في هذه المظاهرة رئيس مجموعات أنصار فلسطين الذي شكر القيادات السياسية من الحزب اليساري والحزب الإشتراكي الديمقراطي وهو أكبر الأحزاب السويدية، في بلدية مالمو، وهي ثالث أكبر مدينة سويدية، لتبنيهم سياسيا هذه الفعاليات. وطالب من خلال كلمته بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي، وبناء الدولة الفلسطينية، وطالب الحركة الرياضية السويدية بأن تطبق الأخلاقيات الرياضية، وأن تعمل على توفيرالفرص للرياضة الفلسطينية التي تحرمهم منها إسرائيل.
لم تمر التظاهرة بسلام حيث كان من بين السبعة آلاف متظاهر حوالي 150 متظاهر أرادوا إيقاف المباراة بكل ثمن كما صرح مندوب أحد التنظيمات المشاركة المدعو " العمل ضد الفاشية" بأن تنظيمه ( سيعمل على إيقاف المباراة وبكل ثمن).
الأمر الذي دفع حوالي 1000 شرطي مزودين ب 30 سيارة و16 باص و12 خيالة لضبط الأمن. وبعد أن خرج عناصر التنظيم المذكور عن نظام التظاهرة عند وصولها إلى محيط الملعب، ومهاجمتهم لآليات الشرطة، إضطر رجال الشرطة لابعاد حوالي 90 منهم من خلال نقلهم بالباصات إلى أماكن أخرى في المدينة، وهو أسلوب سويدي في مكافحة الشغب.
8/3/2009
رشيد الحجة
صحفي فلسطيني مقيم في أوبسالا- السويد