سامي الحمداني – 4/1/2009
كلنا يعرف الذي لاقاه الفلسطينيون في العراق من قتل وتهجير واختطاف على أيدي ميليشيا جيش المهدي الجناح العسكري لما يسمى بـ "التيار الصدري"، وما ارتكبته هذه الميليشيا من مجازر بشعة ضدهم لا يمكن تخيلها في حي البلديات ببغداد وغيره، حيث شملهم ما شمل بقية العراقيين الأبرياء من تثقيب بالدريل وصعق بالكهرباء وحرق بالتيزاب، وتهجير. وتلك مخيماتهم على الحدود شاهد عيان حيث مخيم التنف ومخيم الوليد الحدودي الذي تأن فيه مئات العوائل الفلسطينية أنينا يسمعه حكام سوريا والأردن ولكن لا مواساة ولا استقبال ولا حتى يد معونة تساعدهم على عيش بقية أيامهم هم وأطفالهم وشيوخهم حفاة عراة.
واليوم يتظاهر التيار الصدري للتنديد العدوان على غزّة بعد استلامه إشارة من حزب الله اللبناني ولا أدري لماذا يتظاهرون؟ تضمانا مع الفلسطينيين الذين قتلتهم وهجرتهم ميليشيا جيش المهدي من العراق؟، أم بغضا لليهود الذين استقبلهم التيار وعصابات الحكيم والدعوة وغيرها من أحزاب الائتلاف بالأحضان وعاونوهم بالقضاء على المقاومة الباسلة؟.
بالله قل لي ما هذا الدجل؟، إن رائحة النفاق كريهة...
ثم إن حكومة نوري حين تنادي بدولة القانون وأن الأمن استتب (بفضل جهود الحكومة !) ، لم لا تعيدهم الى بيوتهم في بغداد وتوفر لهم الحماية الكاملة وتعيد اليهم ممتلكاتهم وحقوقهم؟أم أن إيران لا تسمح بذلك؟. لماذا ؟ هل هناك مبرر واحد يُبقي أولئك يرتجفون بردا ويصاب أطفالهم بشتى أنواع الأمراض؟.
والله إنه للنفاق بعينه، والدجل بعينه، ولم تغير حكومة نوري شيئا إن هي الا فترة الانتخابات ثم تعود، ولقد عادت إذ أن حادثة اعتقال وتعذيب الشيخ بشير الجوراني في محافظة ديالى من قبل مديرية الجرائم المهمة التابعة مباشرة للمالكي أظهرت الحقيقة.
اللهم انصر غزة، اللهم انصر المقاومة، اللهم أهلك اليهود المحتلين، ومن عاونهم ووالاهم من قريب أو بعيد، اللهم أهلك كل من قتل الفلسطينيين في فلسطين والعراق، اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يُعجزونك.
غزة اليوم بحاجة إلينا وإلى دعائنا وأنا أناشد كل من يقرأ مقالتي هذه أن يدعو لأهلنا هناك ولا ينسانا بالدعاء هنا، يقول نبينا عليه أفضل الصلام والسلام :" لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليق".
سامي الحمداني
4/1/2009