في مدرسة
يولستا سكولان تلاميذ يتحدثون أكثر من ثلاثين لغة، وإلى هذا المدرسة يلتحق أسبوعيا
تلميذ أو تلميذة أو أكثر من القادمين حديثا الى البلاد. أي ممن تقل فترة إقامتهم
في السويد عن الأربع سنوات. أليمار حنا قدمت ووالدتها من سوريا وهي تدرس فس الصف
التاسع من مدرسة يولستا تحدثت لمراسلة التلفزيون السويدي SVT عن ما تواجهه في دراستها:
ـ أنا وأمي نساعد بعضنا، هي أيضا
لا تجيد السويدية، لكننا نتمرر سويا، شقيقتي الصغرى ملتحقة بدار الحضانة وهي تتحدث
السويدية على نحو جيد.
تلميذة أخرى من تلاميذ مدرسة
يولستا هي باتريسيا كازادي التي وصلت الى السويد من الكونغو قبل نحو عام، تؤكد
الحاجة الى بذل جهد كبير لتعلم اللغة السويدية:
ـ يتعين على المرء أن يجاهد. أذا
ما أراد المرء الحصول على تقدير جيد في مواد العلوم الإجتماعية والطبيعية فعليه
بذل مجهود كبير والتمكن من كل المفردات السويدية.
12 الف تلميذ وتلميذة ينهون
الصف التاسع دون ان يتمكنوا من الحصول على تقديرات تؤهلهم لمواصلة الدراسة
الثانوية، أي أكثر من 12% من مجموع المتخرجين، أكبر فئة من المفتقدين للتأهيل
اللازم هم التلاميذ الذين انتقلوا الى السويد حديثا. وحسب معطيات مصلحة الهجرة فإن
7 من كل 10 من التلاميذ القادمين حديثا ألى البلاد قد فشلوا في العام الماضي في
الحصول على تقديرات التأهل للدراسة الثانوية.
مديرة مدرسة يولستا مالّا
تايبالا تقول أن السلطات ستبدأ بوضع كشوف سنوية عن مدى ما يحققه التلاميذ حديثو
الوصول إلى البلاد من نجاح في الدراسة الأساسية:
ـ أخيرا سينصف هؤلاء التلاميذ.
وسيعرفون أين موقعهم، وفي ذات الوقت ستتوفر للمدارس والبلدية والمجتمع بأسره صورة
عن أعداد التلاميذ في بلديتنا الذي يواجهون هذه الحالة. وتعتقد تايبالا أن هذا
التطور سيكون مفيدا للتلاميذ الآخرين كذلك، فاذا ما جرى فصل إحصائي في المدارس
التي يلتحق فيها تلاميذ حديثي الوصول والتلاميذ الآخرين سيلاحظ أن الآخرين يحققون
نتائج أفضل. ففي يولستا سكولان بلغت في العام الماضي نسبة غير المؤهلين للثانوية
حوالي النصف، لكن عند الفصل الإحصائي لنتائج التلاميذ حديثي الوصول، تهبط نسبة غير
المؤهلين بين التلاميذ الآخرين الى الثلث. وفي أجابتها عن متى يمكن أن يحقق جميع
التلاميذ في مدرستها التأهل لمواصلة الدراسة في المرحلة الثانوية قالت مديرة مدرسة
يوليستا:
ـ أنا أرغب أن أقول أن ذلك
سيتحقق في ربيع عام 2014، لكني أعرف أن ذلك لن يكون. بيد أننا سنظهر فرقا كبيرا.
تقول تايبالا التي أنيطت بها مسؤولية أدارة مدرسة يولستا منذ العام الماضي، معبرة
عن إعتقادها بأن المدرسة تمكنت في الفترة الأخيرة من التقدم ألى الأمام بعد تعيين
موظفين جدد وتحديث مرافق المدرسة ، والبدء بوضع متطلبات عالية على التلاميذ، من
حيث التبكير في الحضور إلى المدرسة والمشاركة في نشاطاتها.
بياتريسا كازادي التي كانت تحلم
بان تصبح مهندسة معمارية، صارت تعيد النظر في هذه الأحلام وتفكر أن كانت ستنجح في
التأهل للدراسة الثانوية. أذ أن الأهم في هذا المجال هو إجادة اللغة السويدية. أما
أليمار حنا فتتطلع ألى أن تصبح معلمة:
ـ أنا معجبة بالمعلمين، أنهم
يمدون لي يد المساعدة، وكما ساعدوني أرغب أنا كذلك في أن أساعد التلاميذ الجدد
الذين يصلون الى السويد.
المصدر : راديو السويد باللغة
العربية
30/9/2013