فلسطينيون للشرق الأوسط نتعرض للأذى داخل العراق ونحن أبناؤه

بواسطة قراءة 4840
فلسطينيون للشرق الأوسط نتعرض للأذى داخل العراق ونحن أبناؤه
فلسطينيون للشرق الأوسط نتعرض للأذى داخل العراق ونحن أبناؤه

بغداد: «الشرق الأوسط»

 

اعتادت عائلة ابو ناصر الفلسطينية ان تقضي جل وقتها مع افراد عائلة ابو أحمد العراقية في شارع حيفا وسط بغداد، ولكن بعد تعرض كثير من الأسر الفلسطينية والعربية للأذى، قررت عائلة ابو ناصر الخروج من العراق، وتسليم شقتهم كأمانة لعائلة ابو احمد لحين استقرار الوضع.

 

يقول ابو احمد انه تسلم الشقة من العائلة الفلسطينية وقرر ان يمضي بها بعض الوقت حفاظا عليها. وقال ان الاسر العربية تخشى وقوع الضرر على افرادها من بعض الجماعات التي تتهمهم بالاشتراك في «العمليات الارهابية» التي تقع في العراق.

 

ويقول الشيخ أيمن معين، وهو فلسطيني ويعمل امام وخطيب جامع القدس في منطقة البلديات، ان الفلسطينيين موجودون في العراق منذ عام 1948، وهم عراقيون وفلسطينيون في آن واحد، وأوضح لـ«الشرق الاوسط» ان السنوات التي اعقبت دخول القوات الاميركية الى العراق تعرض فيها العرب والفلسطينيون على وجه الخصوص لشتى انواع الاعتداءات ومنها الطرد من بيوتهم والاعتقالات العشوائية التي بدأت نهاية مارس (آذار) من العام الماضي، ثم بدأت عمليات الاختطاف والاغتيال والقتل العمد واعتداءات على الطلبة في المدارس والموظفين في دوائر الدولة. وأضاف «كانت الاعتقالات تستند فقط الى الهوية». وأشار الى وقوع اكثر من 15 حالة قتل في منطقة البلديات خلال الفترة السابقة. وقال «هناك شخص يدعى احسان علي خميس هو آخر حالة قتل حصلت يوم الاربعاء الماضي وهو من سكنة منطقة الحرية ببغداد وله اقارب في منطقة البلديات، اضافة الى شخصين مفقودين من المنطقة هم زهير مرشد واياد شعبان ولم نجد جثثهما لحد الآن».

 

وطالب معين بوقف الاعتداءات على ابناء جاليته باعتبارهم «مواطنين عربا عاشوا في العراق طويلا، وهم يعتبرون ابناء لهذا الوطن وان كانوا ضيوفا سيرحلون الى وطنهم يوما ما». وأشارت احدى العوائل التي تنوي الرحيل عن العراق الى ان اكثر من 400 عائلة تركت العراق من الفلسطينيين، وهم الآن في مخيم رويشد بسبب الظروف التي عانوها في العراق خلال الفترة السابقة. وأضافت «هناك اكثر من 30 شخصا وعائلة تركوا العراق خلال الايام القليلة الماضية وهم الآن في مخيم الحسكة داخل الحدود السورية»، وأشار نامق، وهو سوري فلسطيني، الى ان المعوقات والمضايقات داخل العراق يتعرض لها كل العرب، مؤكدا ان «العوائل الفلسطينية شبه محاصرة داخل اماكن اقامتها خوفا من الخروج خارج حدود المجمعات لتعرضهم للاذى الشديد»، وقال احد اصدقائه من الفلسطينيين انهم غير محسوبين على اية جهة او حزب، بل انهم محسوبون على كل العراق ويتمنون زوال الغمة عنه، لكنه كان خائفا من ان تتعرض عائلته لنفس الاذى الذي تعرضت له عائلة جاره الذي اضطر للرحيل، وقال «الجميع يعلم ان الفلسطيني لا وطن يأويه».

 

وعلمت مصادر «الشرق الاوسط» ان بعض الجهات الإدارية والأمنية ومنها محافظة بغداد، عادت إلى طرح موضوع العرب على الطاولة الأمنية من جديد كإجراء يساعد الجهات الأمنية على مواجهة «الظروف الحرجة داخل العراق».

 

وبين مصدر أمني في مجلس محافظة بغداد لـ«الشرق الاوسط» أن هناك مطالب من جهات عديدة تدعوا إلى إخراج العرب ممن انتهت مدة إقامتهم من العراق وعدم إعطائهم أية تراخيص جديدة للإقامة، باعتبار أن هذا الإجراء يساهم في دخول «إرهابيين إلى العراق» بحجة الإقامة.

 وأضاف أن المجلس قام بتكليف اللجنة الأمنية بمتابعة الموضوع مع دائرة الهجرة والجهات المختصة في وزارة الداخلية لدراسة التفاصيل من كافة الجوانب، كما جرى تحديد مواعيد لإجراء لقاءات مع هذه الجهات خلال الأيام القليلة القادمة.