وهذا جزء من الجرائم التي افتعلها المغول
بالمسلمين وغيرهم في المدن التي كانوا يدخلونها في بربرية وهمجية ، وفي زمن العصور
الوسطى التي عرف التتار خلالها بالهمجية والبربرية ، وسقط على يدهم ملايين البشر ،
في جرائم لم يشهد التاريخ لها مثيلاً سوى محاكم التفتيش التي ارتكبها الأسبان بحق
المسلمين واليهود بعد أن عملوا على طردهم منها ، وإجبار من بقي منهم على ترك دينه
، أو سجنه حتى الموت ، مستخدمين أبشع أنواع التعذيب ، وأقذر الأساليب التي لم تكن
تخطر ببال إبليس فضلاً .
واليوم عاد المغول من جديد وتحت بصر ونظر
المنظومة الدولية ، وصناعة على عينها ، حيث أعطت تلك المنظومة الإرهابية لهؤلاء
الذين صنعتهم ورعتهم سنين طويلة ، ليفعلوا ما يشاءوا دون حساب ولا رقيب ، فاسقطوا
في العراق قريب المليون "شهيد" ، ثم انتقلوا إلى سوريا فاسقطوا مائة ألف
"شهيد" ، وملايين المهجرين والمعتقلين والمفقودين ، ولا زال القتل
والإبادة مستحرة بالشعب السوري والعراقي وبرعاية مباشرة من المنظومة الدولية .
والبارحة ارتكب هؤلاء " المغول الجدد
" مجزرة مروعة بحق أهل البيضاء في بانياس ، مدينة الثورة الأولى ، والتي تعرض
أهلها في بداية الثورة إلى جرائم بشعة كان أقذرها ، أن اصطفهم المغولي بشارون على
بطونهم والقي بهم على الأرض ، ثم جعل شبيحته تدوسهم بإقدامها وهم يرقصون من الطرب
على ما فعلوه بحق هؤلاء الصامدين الصابرين ، ويعملون على تصوير أنفسهم بكل فخر
واعتزاز ، ثم عاد إليهم من جديد فدخلها يوم الخميس الثاني من أيار 2013م بعد أن
أطبق عليها حصاراً محكماً ، ورجمها بصورايخه وقذائفه ودبابته ، ثم اخرج من بقي من
أهلها ، من الذين لم يقضوا نحبهم تحت أنقاض بيوتهم ، واعمل فيهم حرقا وذبحاً
بالسكاكين ، وقتل عوائل بأكملها ، نساءً ورجالاً وولداناً وكهولاً وشيوخاً وشباناً
، ليصل عدد من قتل من أهالي البيضاء إلى أكثر من ثلاثمائة "شهيد" ،
ذهبوا إن شاء الله إلى ربهم وهم يشكون إليه ، إجرام هؤلاء المغول ومن يقف خلفهم من
منظومة إرهابية آثمة ، ويسألونه وهم آخذي بيد من قتلهم : يا رب سل هؤلاء فيما
قتلنا ، فيقول : لتكون العزة لفلان ، فيقول عز شأنه : أنها ليست لفلان ، فيبوء
بإثمه ، وفي رواية يقول عز وجل : إنها لله .
ويبقى السؤال : أي فرق بين مغول عصور الظلام
، ومغول عصور مدعي الحضارة والرقي والتقدم ، وأي فرق كذلك بين الجرائم التي ارتكبت
تحت مظلة المغول سابقا ورعايتهم ، وبين الجرائم التي ترتكب اليوم تحت رعاية أمريكا
والدول الغربية !! .
المصدر : دنيا الرأي – صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية بتصرف موقع
فلسطينيو العراق
4/5/2013