منذ
أكثر من سنة ونصف ينتظر اللاجئ السوري خطاب، المقيم في تركيا، إعادة توطينه مع
عائلته في إحدى الدول الأوروبية. يقول اللاجئ الأربعيني لمهاجر نيوز: "أنا
صيدلاني وزوجتي مهندسة، لكننا نعيش على الكفاف، فلا نستطيع تعديل شهاداتنا"،
ويضيف: "الأوضاع صعبة. لدي أربعة أولاد وأختي المعاقة وأمي تعيشان معنا،
ولذلك قمنا بالتسجيل في برنامج إعادة التوطين أملاً بالوصول إلى مكان أفضل".
تعليق
"مؤقت" لإعادة التوطين.
ورغم
أن خطاب كان يمنّي نفسه باقتراب موعد إعادة توطينه مع عائلته، يبدو أن أمله في
الوصول إلى إحدى الدول الأوروبية قد يتأخر أكثر، كما يقول. إذ أعلنت المنظمة
الدولية للهجرة والمفوضية يوم الثلاثاء (17 "آذار/مارس") عن تعليق مؤقت
لسفر اللاجئين في إطار إعادة التوطين بسبب "الأزمة الصحية العالمية لفيروس
كورونا والقيود المفروضة على السفر الدولي جواً"، كما جاء في بيان مشترك
للمنظمتين.
وعبرت المنظمتان عن قلقهما من أن
"السفر الدولي يمكن أن يزيد من تعرض اللاجئين للفيروس"، وأضافتا أنه
"سيبدأ سريان مفعول التعليق في غضون الأيام القليلة القادمة"، وأشارتا
إلى أن الوكالتين "تحاولان إيصال هؤلاء اللاجئين الذين سبق لهم أن أكملوا
جميع الإجراءات الرسمية إلى وجهاتهم المقصودة".
ورغم أن البيان يؤكد على أن
"هذا الإجراء يعتبر مؤقتاً وسيتم تطبيقه فقط طالما أنه لا يزال
ضرورياً"، يتخوف خطاب من أن يؤدي هذا الإجراء إلى تأخير دراسة طلبه لإعادة
التوطين أكثر، خصوصاً وأن الدول بدأت تعلن رسمياً عن تعليق برامجها لإعادة التوطين
بسبب كورونا.
ألمانيا
تعلق برنامج إعادة التوطين
فبعد
يوم من بيان المنظمتين، أعلنت الحكومة الألمانية عن تعليق برنامجها لإعادة التوطين
بسبب تداعيات كورونا. وبحسب موقع تاغسشاو الألماني فإن برنامج إعادة التوطين
"متوقف عملياً" منذ يوم الجمعة الماضي بسبب "التقييدات على الرحلات
الجوية".
ووفقاً
لموقع إعادة التوطين في ألمانيا، والتابع لمنظمة كاريتاس، فمن المقرر أن تستقبل
ألمانيا في العام الحالي 5500 لاجئ في إطار برنامج إعادة التوطين، منهم 3000 لاجئ
سوري من الدول المجاورة لسوريا بشكل أساسي. لكن تعليق هذا البرنامج بسبب تفشي
كورونا قد يؤثر على عدد الواصلين. وبحسب الموقع، فقد بلغ عدد الذين وصلوا إلى
ألمانيا منذ بداية العام الجاري في إطار إعادة التوطين 1113 شخصاً، أغلبهم سوريون
والبقية صوماليون.
وقد
سبق للمفوضية الأوروبية أن قدمت توصيات للدول الأعضاء بإعادة توطين 30 ألف شخص حتى
نهاية العام الجاري، لكن انتشار كورونا في الدول الأوروبية والخلافات بين الدول
الأعضاء حول سياسة اللجوء قد تجعل تحقيق هذا الهدف الأوروبي صعباً.
"أخاف أن يتأخر قرار اللجوء بسبب كورونا"
ولا
يقتصر تأثير كورونا على تعليق برامج إعادة التوطين فحسب، بل يمتد إلى طالبي اللجوء
الذين يتخوفون من إمكانية أن تستغرق دراسة طلبات لجوئهم مدة أطول، مع تقليص دوائر
اللجوء لأعمالها بسبب مخاوف انتشار كورونا.
فقد
أعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا عن تحجيم عمله بسبب انتشار
فيروس كورونا. وذكر المكتب أنه تم تعليق جلسات الاستماع لطالبي اللجوء في العاصمة
برلين ومدينة زول في تورينغن حتى نهاية الشهر الجاري.
ويعبر
اللاجئ السوري حسن عن تخوفه من أن يتأخر البت بطلب لجوئه بسبب انتشار كورونا،
ويضيف لمهاجر نيوز: "منذ عدة أشهر أنتظر القرار (على طلب اللجوء) لكنني أخاف
أن يتأخر بسبب كورونا، مثلما تأجلت مدرستي بسبب ذلك". فبعد حصول حسن على
الموافقة للذهاب إلى المدرسة، تم تأجيل الدوام المدرسي إلى منتصف الشهر القادم، مع
إمكانية تمديد التأجيل في حال انتشار الفيروس في ألمانيا.
وقد تجاوزت عدد الحالات المصابة في
ألمانيا 13 ألف حالة، كما وصلت عدد الوفيات إلى 31 حالة، وذلك حتى منتصف يوم
الخميس (19 "آذار/مارس").
ويأمل
اللاجئ السوري خطاب بأن ينتهي انتشار وباء كورونا لتعود الحياة إلى طبيعتها،
ويضيف: "عانينا الكثير ومازلنا نعاني. لا نريد شيئاً سوى الأمان والاستقرار
في مكان أفضل لتكون حياة أطفالنا أفضل من حياتنا".
المصدر:
محيي الدين حسين- مهاجر نيوز
26/7/1441
21/3/2020