العراق: الجثث المجهولة تنذر بعودة الحرب الأهلية

بواسطة قراءة 2692
العراق: الجثث المجهولة تنذر بعودة الحرب الأهلية
العراق: الجثث المجهولة تنذر بعودة الحرب الأهلية

وعلى رغم مقاطعة زعماء مثل أياد علاوي ومقتدى الصدر وصالح المطلك أعمال المؤتمر، مشككين في إمكان تحقيق أهدافه، أقر زعماء، أبرزهم رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي وزعيم «المجلس الأعلى» عمار الحكيم وزعيم التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، بالإضافة إلى ممثلي كتل سياسية مختلفة وشخصيات دينية وعشائرية، ميثاقَ شرف ووثيقة «السلم الاجتماعي» لوقف نزيف الدم العراقي.

وبالإضافة إلى نبذ العنف وتحكيم الدستور وحل الأزمات، تنص الوثيقة على تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الجمهورية صاحب المبادرة خضير الخزاعي، وعدد من زعماء الكتل السياسية، مهمتها العمل على وقف الأزمات السياسية والأمنية، والسعي إلى تحقيق المصالحة الوطنية، والتوصل إلى حلول لقضية التظاهرات السنية واجتثاث البعث والقوانين الأخرى العالقة، على أن تكون قراراتها «محترمة»، من دون أن يترتب عليها أي التزام قانوني.

ويذكر تشكيل هذه اللجنة بمحاولة القوى السياسية عام 2010 تشكيل «مجلس السياسات الاستراتيجية» للغرض ذاته، وكان ذلك شرطاً للموافقة على تشكيل المالكي حكومته الثانية، لكن خلافات حالت دون تأسيس هذا المجلس الذي نص عليه اتفاق أربيل في نهاية العام ذاته.

ويبدو أن معيار نجاح هذه اللجنة يكمن في وضع حلول طويلة الأمد من جهة، والتزام الحكومة والأطراف المعنية بتلك الحلول، من جهة ثانية.

وأكد النائب المقرب من رئيس الحكومة حسن السنيد لـ «الحياة»، أن «موقعين وثيقة الشرف اتفقوا على مواصلة الحوار مع الزعماء وقادة الكتل السياسية الذين قاطعوا المؤتمر». وألقى زعماء الكتل الرئيسية خطباً ركزت على ضرورة الالتزام بالمقررات.

وجاء المؤتمر وسط انهيارات أمنية متسارعة، وتفجير عشرات السيارات المفخخة، وعمليات تهجير وقتل على الهوية وعودة ظاهرة الجثث المجهولة الهوية.

وأعلنت مصادر أمنية أمس العثور على 12 جثة، 10 منها في منطقة المعامل التابعة لناحية الحسينية (طرف بعقوبة القديم) شرق بغداد، خلف معمل أدوية، وتراوح أعمار الضحايا بين 18 و25 سنة، بالإضافة إلى جثتين في حي الشعلة.

وكانت الجثث المجهولة التي يتم العثور عليها صباح كل يوم في ساحات ومكبات النفايات وقرب المستنقعات والأنهر في العراق من مظاهر الحرب الأهلية بين عامي 2006 و 2008.

ويتزامن العثور على هذه الجثث مع عمليات تهجير وقتل تطاول عائلات سنية في جنوب العراق وشيعية في شماله وغربه، في عمليات انتقام متبادل بين مجموعات مسلحة من الطرفين.

 

المصدر : صحيفة الحياة

20/9/2013