حق العودة للاجئ لن يعود - ياسر عبدالله

بواسطة قراءة 2149
حق العودة للاجئ لن يعود - ياسر عبدالله
حق العودة للاجئ لن يعود - ياسر عبدالله

 

لقد خرجنا من فلسطين وتركنا بيوتنا وحقولنا وأشجارنا وقلوبنا ولم نأخذ معنا سوى مفاتيح العودة لأننا طمأننا العرب بأنه سنعود بعد أيام ومضت الأيام والأشهر والسنون وانهزمت الجيوش العربية التي كنا قد عقدنا الأمل عليها لنرجع إلى أرضنا ولكنهم قالوا ان الحرب ستبقى مفتوحة مع العدو وان قضية فلسطين هي القضية المركزية وان اللاجئين يجب أن يعودوا ويجب عليهم أن لا ينسوا حقهم في العودة واتفقوا في جامعة الدول العربية بالتضييق على تجوالنا بين الدول وعدم السماح بإعطاء أي جنسيه عربيه للفلسطيني وعدم السماح له بان يتملك بيتا أو سيارة أو حتى حمار وفي لبنان منعوا من مزاولة أغلب الأعمال الحرة والحكومية حتى لا نترفه ونتراخى عن المطالبة بحق العودة وكأن القرار بأيدينا بل وكأن اللاجئين هم الذين يديرون الصراع مع العدو ومنذ سنة 1948 ولغاية الآن ونحن في أواخر سنة 2011 جرى تغير على كل شيء بالنسبة لقضيتنا إلا حق العودة الذي لم يطرأ عليه أي تغيير فالعرب وقعوا معاهدات السلام والتطبيع مع العدو والمفاوضين الفلسطينيين جلسوا مع العدو ووافقوا على شروط العدو تحت عنوان التفاهمات فصار الجميع مع ما يسمى (إسرائيل) حبايب وفقط اللاجئين هم الوحيدون الأعداء وينتظرون على باب العودة وضاعت المفاتيح وضاعت بيوتنا والحقول وضاع الحق من ضمير العالم إلا حق العودة فهم محافظون عليه وانه حسب قول سلطتنا الرشيدة من الثوابت التي لن يتنازلوا عليها وهنا أسأل هل أقامت السلطة باستفتاء يصوت به الفلسطينيون بأنه من الذي يريد حق العودة بصورته المبهمة الغير شفافة وبدون تحديد موعد لهذه العودة وهل ان هناك ضمانات بان تتحقق العودة لجميع اللاجئين أو جزء منهم ومن الذي زهد بهذا الحق لأنه بات قيدا يقيده على خشبة النسيان والقهر والمتاهة والتغريب وان ثمن هذا الحق لم يبقى لديه تكلفته فلقد أفلس الكثيرون من القدرة والمطاولة في الانتظار دون عمل أو أمل وانه يختار إعادة التوطين والتعويض والعيش ما تبقى من العمر هو وأهله وأولاده بسلام ويجرب أن يكون ندا لأي مواطن في أي بلد ان كل شيء يضيع ففلسطين لم يتبقى منها سوى غزة ورام الله والمناصرين للقضية ضاعوا في مهب الرياح وليس الريح والكلام الذي يلهب المشاعر لم يعد يهز لنا شعره فلو كان من يقودنا لاجئ وجائع ومهان مثلي لبقيت متمسكا بهذا الحق لأنه سيكون على نفس الصفيح الساخن الذي اجلس عليه وعليه قررت أنا باسمي أن يكون حق العودة لي هو أن أعود كإنسان في فلسطين أو في أي وطن يقبلني مواطنا لأني أرى الواقع الذي يقول أن اليهود هم الذين يعودون من كل البلدان إلى فلسطين والفلسطينيين يبعدوا عنها أنا لست متخاذلا أو منهزما لا بل أنا استبق الوقت فانا تمسكت بهذا الحق ثلاثة وستون عاما وبعدها أرى البوصلة تشير إلى جهة بعيده عن إمكانية عودتي لبلدي فلسطين وسأظل ابكيها أبد العمر بدل أن أبكي معها عوزي وعجزي أمام كل موطني العالم وأمام أولادي الذين يرتدون المموه ليس فقط اعتزازا بالمقاومة بل لأنه أيضا بلا ثمن وشكرا للجميع .

 

ياسر عبدالله

11/10/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"