فلسطينيو العراق أتطهير عرقي أم ماذا – سهير قاسم

بواسطة قراءة 2935
فلسطينيو العراق أتطهير عرقي أم ماذا – سهير قاسم
فلسطينيو العراق أتطهير عرقي أم ماذا – سهير قاسم

ما بال الفلسطينيون يدفعون أرواحهم في العالم العربي والإسلامي بين الفينة والأخرى، وفي كل زمان ومكان، وأخص الأقطار العربية والإسلامية، وكأنهم كبش فداء مقبول من الجميع، وكأن المعادلة أصبحت قانونية وبات وشيكاً بعد مرور أية حرب أو أزمة أن يكون الفلسطيني هو الثمن والضحية التي هي مظهر طبيعي. وكأن الفلسطيني صاحب دم رخيص وبارد. هل مطلوب ممن يحملون الجنسية الفلسطينية في كل مكان وركن في هذا العالم أن يدفعوا الثمن دائماً لأنهم ينتمون إلى فلسطين، أم أن مجرد الانتماء أصبح تهمة بحد ذاته. وبات نوع من الاعتيادية أن تقوم كل دولة أو فئة أو مجموعة ضلت الطريق بممارسة صور من العذاب والقصاص والتبشيع بهم، وكأنهم قادمون من كوكب آخر، وكأن الدم الفلسطيني أصبح مباحاً مهدوراً دون أي اعتبارات أخرى وعلى رأسها الصفة الإنسانية التي ينادي بها جميع العالم شكلاً لا مضموناً.

لماذا تكفن القضية الرئيسة والمحورية للشعب الفلسطيني وتدفن، وتوضع في صفحات من النسيان، بينما يهب الجميع لنصرة المخططات الاستعمارية والاحتلالية الإسرائيلية، هل ذلك من باب مساندة الاحتلال وتقديم تنازلات وخدمات على حساب الآخرين. أم أنه زمن الظلم والعدوان ولا مجال فيه للأبرياء؟ يقتل الفلسطيني في داخل وطنه فلسطين ضمن مخططات إسرائيلية وممارسات همجية، ولكن لماذا هو الحال نفسه بالنسبة للاجئين الفلسطينين والمقيمين في الخارج، لا أعتقد أن الفرق كبير بين تلك المصيبتين اللتين يتعرض لها الفلسطينيون من حيث تحقيق الأهداف التي هي واحدة إلى حد ما وتعمل على تحقيق مصالح متشابهة وذات علاقة حتى وإن تعددت الأسباب، ومن غير الجائر أن نقول بأنهم يقتلون الأبرياء بدافع الكراهية وخدمة للمخططات الصهيونية العالمية نفسها؟
فأنتم أيها القتلة لفلسطيني العراق اليوم، هل ترفعون شعارات ترسخ مفهوماً مفاده أن الدم الفلسطيني مهدور؟ أم أنكم تتسابقون إلى إرضاء المصالح الأمريكية الإسرائيلية؟ وأتحدث هنا وأخص الحكومة العراقية التي تعمل على إبادة الفلسطينيين في العراق، هل يؤخذ قرار إنساني لمجرد مواقف سياسية سابقة مثلاً؟ هل الأحكام المسبقة هي كفيلة وكافية لأخذ قرارات عدوانية على جماعات تعاني الويلات من قبل احتلال غاشم وظالم في بلدها؟ هل أنتم ذوو أحكام مطلقة سائدة وتحقق إنجازات لها حتى وإن كانت على حساب الدماء.
بغض النظر عن مواقف الفلسطينيين السابقة أو الحالية من الأنظمة التي هي صاحبة القرار، كيف يتم فرض العقاب لمجرد الجنس أو العرق؟ لا اعتقد بوجود ظلم أشد من ذلك ظلم، ولكن نبشركم بأن هذا الحقد الدفين لا يولد إلا الحقد والكراهية، وهذا ما يطمح المستعمرون إلى فرضه علينا، فإن كان جل طموحكم تنفيذ سياسات دخيلة علينا، فلكم ذلك، ولكن ثقوا بأن التاريخ يسجل عليكم لا لكم، ولن تكونوا إلا عابرون في مهب الريح، ومجرد أدوات رخيصة لا ثمن لها، والثمن الفعلي لهؤلاء الذين يموتون وهم أبرياء وحسبهم ذلك.

22/3/2007