ماذا أعددت يا حضرة الرئيس عباس للقمة العربية في بغداد بشأن اللاجئين الفلسطينيين في العراق – علي جابر

بواسطة قراءة 2120
ماذا أعددت يا حضرة الرئيس عباس للقمة العربية في بغداد بشأن اللاجئين الفلسطينيين في العراق – علي جابر
ماذا أعددت يا حضرة الرئيس عباس للقمة العربية في بغداد بشأن اللاجئين الفلسطينيين في العراق – علي جابر

لم يبقى سوى يومين على انعقاد القمة العربية في العراق ، ولربما كل رئيس أو قائد عربي أو ممثل عنه قد أعد برنامجا أو تقريرا لطرحه يخص بلده وشعبه في اجتماع القمة مع البرامج والقضايا الأخرى الأخرى المزمع طرحها .

فماذا أعددت يا حضرة الرئيس محمود عباس فيما يخص وضع اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، ماذا أعددت لتقوله لرئيس الحكومة العراقية وباقي الرؤساء والملوك العرب عن اللاجئين الفلسطينيين في العراق وما يتعرضون له ، هل قمت أو قام أحد مساعديك أو سفيرك في العراق بإعداد جرد بأسماء الشهداء بإذن الله الذين خطفوا وعذبوا وقتلوا على أيدي المليشيات الطائفية والقوات الحكومية في العراق هل ستطالب بمحاكمة من ارتكب هذه الجرائم ، هل ستطلب بمحاسبة الحكومة العراقية على ذلك .

هل قمت أو كلفت أحد مساعديك أو سفيرك في العراق بإعداد جرد بأسماء المعتقلين والمفقودين في العراق لتقدمها إلى القمة ومحاسبة الحكومة على المداهمات اليومية والاعتقالات العشوائية ، هل وثقت الحملات الإعلامية وما بثته القنوات الطائفية العراقية المغرضة ضد شعبك في العراق لتقدمه إلى القمة العربية ومحاسبة الوفد العراقي على ذلك ، ومطالبتها بالاعتذار والتعويض .

هل كلفت أحد مساعديك أو سفيرك في العراق بجمع صور الشهداء بإذن الله من اللاجئين الفلسطينيين في العراق من مواقعنا النت الزاخرة بصور ضحايانا وعليها آثار التعذب الشديد لتقدمها إلى القمة وتدين بها المالكي ووفده ، هل جمعت الأدلة على ارتكاب القوات الحكومية العراقية القتل والتعذيب إلى جانب المليشات ، فمثلا هنالك وثائق منشورة في الانترنت تبين كيفية تسليم جثث الشهداء بإذن الله إلى مشرحة الطب العدلي بعد اعتقالهم كما حدث مع الشهيد بإذن الله زهير غنام الذي اعتقل من قبل قوات لواء الصقر التابع لوزارة الداخلية العراقية وبالتعاون مع قناة الفرات الطائفية ثم مات من شدة التعذيب وسلمت جثته الى مشرحة الطب العدلي من قبل ضابط اللواء والوثائق موجودة ، وكذلك الشهيد بإذن الله إبراهيم الشلبي الذي اعتقل من محل عمله من قبل الشرطة ووجد مقتولا في مشرحة الطب العدلي في بغداد ، وكذلك الشهيد بإذن الله المحامي سعيد الجعفري الذي دخل الى مركز شرطة الرشاد الحكومي ثم  وجد مقتولا وعلى جثته آثار تعذيب شديد وبشع ، وغيرهم كثير من الضحايا الأبرياء ومن هذه القصص الواقعية التي تدين القوات الحكومية إلى جانب ما تعرض له شعبنا على أيدي المليشيات .

هل ستعرض نماذج من بقايا القذائف والأسلحة الايرانية الصنع التي قصفت بها المجمعات الفلسطينية في العراق وتبين تورط ايران في قتلنا لتفضح عمالة المالكي للمجوس ، ولتحث القادة العرب على اتخاذ موقف ضد هذه الحكومة الطائفية التي قتلت الفلسطينيين في العراق .

فهذه أدلة قوية يا حضرة الرئيس ممكن أن تكون في يدك هل جمعتها !؟ .

هل ستطالب بتعويضات لعوائل الشهداء بإذن الله والأيتام والمعتقلين والمخطوفين والمعذبين الذين ذاقوا أشد أنواع التعذيب ممن كتب الله لهم النجاة بعد اعتقالهم وخطفهم ، كذلك الجرحى والمعاقين والأيتام ومن فقد بيته وممتلكاته ومحل عمله ومن طرد من وظفيته .

هل ستحرجهم بكل ذلك أم ان الطالباني والمالكي وحكومته هم من سيقوم بإحراجك وإسكاتك ، ففي قمة الرياض عام 2007 أسكتوك بعشرة ملايين دولار قمت بعدها بمنع برنامج فلسطينيو العراق من على قناة فلسطين الفضائية وتم إيقاف أي ذكر للاجئين الفلسطينيين في العراق في الاعلام الفلسطيني مما أعطى الحافز للحكومة الطائفية ومليشياتها في العراق إلى ارتكاب المزيد من البطش ضد أهلنا في العراق .

والآن الموقف أصعب عليك يا حضرة الرئيس لأنك الآن في حضنهم فما مدى جرئتك بينهم فهل ستسكت عن كل ذلك حفاظا على "مشاعر" المالكي وطالباني ، أم ستستطيع الانتصار لأهلنا في العراق بكلمة شجاعة أمام هذا المحفل العربي وعلى الاعلام وستطالب برد الحقوق لأهلنا في العراق وتعويضهم .

هل ستقوم بزيارة إلى السفارة الفلسطينية ومحاسبة السفير على الصمت الإعلامي والسكوت على ما جرى ويجري للاجئين الفلسطينيين في العراق وهل ستسأله ما هي الأمور التي يخدم بها شعبه في العراق ، هل ستطالبه بتقارير تفصيلية عن ذلك !؟ .

وهل سوف تسأل عن ما هو دور الملحق الثقافي والملحقية الثقافية في السفارة في التعريف بالقدس وفلسطين لدى العراقيين وما الذي أنجزته لحد الآن ، فهل أقامت المعارض والندوات والحوارت والبرامج التلفزيونية وغيرها ، أم اكتشفت انهم في سبات !؟ .

لنحلم أكثر يا حضرة الرئيس ، هل ستقوم يا حضرة الرئيس بزيارة إلى المجمعات الفلسطينية في العراق أسوة بباقي الرؤساء الذين يذهبون لرؤية تجمعات جالياتهم في البلدان التي يزورونها ، وخصوصا مجمع البلديات الذي لا يزال يشهد حملة شرسة من قبل الأجهزة الحكومية من اعتقالات واعتداءات ، هل ستقوم بزيارة المجمعات الأخرى كالزعفرانية والحرية وبيوت وشقق المهجرين وترى مدى عيشة الفقر التي يعيشونها مع ما يلاقونه مع اعتداءات وانتهاكات ، هل ستلتقي بالناس وتسمع لشكواهم ومشاكلهم ، وهل ستقوم بزيارة لمخيم الوليد على الحدود العراقية السورية والسماع للأهالي هناك وسبب هروبهم من العراق .

هل ستقوم بزيارة المؤسسات الفلسطينية في العراق التابعة للسلطة كنادي حيفا الرياضي والاطلاع على احتياجات الشباب الفلسطيني وكيفية احتوائهم وحمايتهم مما يجري في العراق ، هل ستقوم أيضا بزيارة مجمع فلسطين الطبي (الهلال الأحمر الفلسطيني سابقا) والاطلاع على الخدمات الطبية الكبيرة التي يقدمها (للشروك) .

ثم بعد عودتك من العراق إلى رام الله وبعد أن ترى المآسي لأهلنا هناك هل ستعطي إيعاز برفع القيود التي وضعت مؤخرا والقيود التي قبلها على إصدار جوازات السلطة لهم .

إذا كنت لن تفعل كل هذا أو على الأقل جزءا منه فلا داعي لحضورك القمة يا حضرة الرئيس لأنهم سيجعلون منك وستجعل من نفسك وحالك نفس وحال سفيرك في بغداد ، ونرجوا منك عدم العودة بتصريحات لا معنى لها "كتعهد" الحكومة العراقية بحماية شعبنا في العراق والاتفاق معها على ذلك و"دعم" القضية الفلسطينية كما هو الحال في التصريحات السابقة التي ترجمت على أرض الواقع نحو الأسوأ .

 

علي جابر

27/3/2012

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"