مناشدة لإنهاء معاناة الحاج خضر محمد البدوي الأكبر عمرا في مخيم الهول الصحراوي- تقرير مصور

بواسطة قراءة 7258
مناشدة لإنهاء معاناة الحاج خضر محمد البدوي الأكبر عمرا في مخيم الهول الصحراوي- تقرير مصور
مناشدة لإنهاء معاناة الحاج خضر محمد البدوي الأكبر عمرا في مخيم الهول الصحراوي- تقرير مصور

وصلتنا رسالة مناشدة من الحاج خضر محمد عبد الله البدوي ( 86 عاما ) يشرح فيها مأساته ومعاناته في مخيمات التنف والهول، وتقصير المفوضية إزاءه وعدم الاهتمام بحالته وإهماله بشكل كبير ، وإليكم نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا المواطن الفلسطيني خضر محمد عبد الله البدوي فلسطيني من مواليد يافا سنة 1924 خرجت من فلسطين عام 1948 لاجئا إلى العراق، وبقيت في العراق لغاية عام 2008 وغادرت متوجها الى سوريا وبعدها بعدة ايام القي القبض علينا في ميناء طرطوس حيث كنا ذاهبين الى قبرص كسائر الفلسطينيين الذين ذهبوا لطلب الامان، وتم ترحيلنا الى مخيم التنف الصحراوي بتاريخ 24/2/2008 وبعد مرور سنة في مخيم التنف تمت مقابلتنا من قبل المفوضية لاعادة توطيننا.

وفي اثناء المقابلة طلبت من موظف المفوضية بأن يرأف بحالنا وينقل ملفي الى السويد وذلك لوجود اولادي الاثنين وابنتي وبنات ابني الذي هو معي يعيش في المخيم، وذلك ليقوموا بخدمتي بقية حياتي لأنني رجل كبير بالسن ولأعيش ما تبقى من عمري مع أولادي وأحفادي وأولاد أحفادي.

ووعدنا موظف التوطين بعدما أعدت له طلبي ثلاث مرات بأنه ستقوم المفوضية برفع ملفنا الى أكثر دولة ملائمة لي، وبعد مرور عدة أسابيع فوجئت بأنه تم تبليغ بعض العوائل في المخيم من قبل المفوضية برفع ملفاتهم للسويد دون وجود اسمي معهم.

وفي شهر حزيران من عام 2009 وبعد توطيننا بأرعة شهور تم تبليغنا بأن ملفنا قد رفع إلى ايطاليا وبعد معرفتنا بتفاصيل البرنامج الذي ستمنحه لنا ايطاليا وانها ستقوم برعايتنا لمدة سنتين بكل ما نحتاجه من طعام وملبس وسكن وعلاج وتعليم لغة، اي نفس الاشياء التي تقدمها لنا المفوضية ونحن في المخيم وعندما سالنا مسؤول الوفد الايطالي وماذا سيكون وضعنا كلاجئين بعد السنتين؟ اجاب: بأنه بعد السنتين ستغادرون البيوت ( كل شخص يدبر نفسه )!

فسألنا ماذا بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون العمل من كبار السن والمعاقين وغيرهم؟ فأجاب: بأنه لا يوجد لهم راتب تقاعدي فعلى عائلاتهم أن تعليهم، وقالت مديرة قسم التوطين لي: اطلب من أولادك الموجودين في السويد أن يعينوك!!

لذلك قمت بعدم الذهاب لايطاليا، وبعد ذلك وفي نهاية عام 2009 وتحديدا بتاريخ 19/12 تم إخلاء مخيم التنف وترحيلنا الى مخيم الهول في محافظة الحسكة داخل سوريا، وفي الشهر الاول من عام 2010 قمت باستضافة رضوان نويصر مدير الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في المفوضية في بيتي وقمت بالطلب منه بأن يلم شملي مع أولادي في السويد لأعيش ما تبقى من عمري، فقال لي: ان شاء الله ربنا يجمعك مع اولادك واحفادك بأقرب وقت كان.

وبعد مرور خمسة أشهر قمت بالاتصال هاتفيا برضوان نويصر وقمت بإعادة طلبي له فطلب مني رقم ملفي ورقم ملف ولدي الذي معي ووعدني خيرا، وفي شهر تشرين أول من هذه السنة حضر الوفد السويدي لمقابلة العوائل المقبولة للسويد في المخيم فقمت بالذهاب لأماكن المقابلات وقابلت مسؤول الوفد السويدي وشرحت له معاناتي فوجدت من المسؤول تعاطف معي وقال نحن لا نمانع بأن نقابلك ولكن عليك الطلب من موظفة قسم التوطين بالمفوضية لترفع ملفك وبعدها سنقوم بالمقابلة.

وعندما ذهبت للموظفة في قسم التوطين اليكساندرا وقلت لها ما جرى بالحديث بيني وبين مسؤول الوفد السويدي وبأنه يريد منكم رفع ملفي ولكن فوجئت بأنها ترفض ذلك، وعندما سألتها عن السبب؟ قالت: لأنه رافض الذهاب الى ايطاليا!!

مع أنني رافض الذهاب منذ أكثر من سنة ولكني رأيت في أعينها الغل والحقد علينا رغم أنه لي ثلاث سنوات في المخيم أتحمل البرد والمطر والحرس واختلاف الطقس القاسي وانا رجل كبير طاعن في السن وصحتي لا تساعدني على هذه البيئة، مع العلم انه يوجد العديد من العوائل لم يمضي عليهم داخل المخيم أكثر من عام وتم توطينهم إلى دول، والذين دخلوا من بعدي سنتين قد غادروا وأنا بعمري الذي تجاوز ال 85 عاما لا يوجد أي عطف من قبل المفوضية.

حتى اني اكتشفت بأن الكساندرا تريد أن تعاقبنا وكاننا لا يحق لنا أن نذهب للدولة التي نريد وكاننا وجب علينا الظلام وحقد الاشخاص الذين هم يملكون السيطرة علينا، وهذه الموظفة تعاقب أكبر رجل سنا في المخيم فماذا يريدون أكثر من هذه الحالية الإنساينة، أليس يدعون الإنسانية؟!

لي ثلاث سنوات منذ دخولي المخيم وقامت المفوضية بترحيل أكثر من 1700 شخص ودائما تقول المفوضية بانها تريد تسفيرنا لأي دولة لكن لا يوجد دول ولا يوجد حلول وعندما توافق دولة علينا ترفض المفوضية مع انه تم تبليغ الموظفين من قبل مديرة مطتب المفوضية في دمشق قبل ايام من حضور الوفد السويدي والكندي للمخيم بانهم لا يكونوا حجر عثرة على أي ملف تطلبه أي دولة كانت .

وفي اجتماع قام به رئيس لجنة المخيم وعضو لجنة آخر في مكتب المفوضية في دمشق بمنطقة كفر سوسة ولكن الكساندرا قامت بعكس ما قالته مديرة المكتب، فلا نعلم ما هي المفوضية هل هي مكتب لمساعدة اللاجئين والانسان المضطهد أم هي مكتب لمعاقبتهم وخصوصا أنا رجل مسن تجاوزت ال 85 عاما؟!!

أم أن المفوضية مكتب لتفريق الشمل وليس للم الشمل؟!! وها أنا ذا لا أعلم مصيري لحد هذه اللحظة ولا ابني في هذا المخيم كما نود أن نبين باننا من العوائل المظلومة من قبل المفوضية، حيث يوجد كثير من العوائل المظلومة وكل عائلة لها خصوصيتها وحالتها ووضعها والظلم الذي وقع عليها من قبل المفوضية.

اخيرا أحب أن أقدم كبير شكري وتقديري لموقع فلسطينيو العراق الذي اتاح لي هذه الفرصة لنقل ما وقع علينا من ظل من قبل مكتب المفوضية للعالم اجمع.

مع كامل شكري وتقديري لادارة الموقع وشكرا ...

 

اللاجئ خضر محمد عبد الله البدوي

مخيم الهول الصحراوي

25/11/2010

 http://www.paliraq.com/images/paliraq2010/khadr-badawi/khadr-albadawi01.JPG

http://www.paliraq.com/images/paliraq2010/khadr-badawi/khadr-albadawi02.JPGhttp://www.paliraq.com/images/paliraq2010/khadr-badawi/khadr-albadawi03.JPGhttp://www.paliraq.com/images/paliraq2010/khadr-badawi/khadr-albadawi04.JPGhttp://www.paliraq.com/images/paliraq2010/khadr-badawi/khadr-albadawi05.JPGhttp://www.paliraq.com/images/paliraq2010/khadr-badawi/khadr-albadawi06.JPGhttp://www.paliraq.com/images/paliraq2010/khadr-badawi/khadr-albadawi07.JPGhttp://www.paliraq.com/images/paliraq2010/khadr-badawi/khadr-albadawi08.JPG

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"