عذرا حضرة الرئيس - محمد كمال قبرص

بواسطة قراءة 2053
عذرا حضرة الرئيس - محمد كمال قبرص
عذرا حضرة الرئيس - محمد كمال قبرص

عذرا حضرة الرئيس فلقد أصابني الوهن ولم اعد استطيع السير قدما والتنقل بين محطات الغربة التي تملأ الطريق الذي رسمتموه للعودة إلى بلدي فلقد نفذت ذخيرتي ومدخراتي فلا قوت لعيالي ولا يوجد في هذه المحطات شيئا بالمجان إلا القهر والقمع والهوان نفذت مدخراتي ونفذ عمري وحلمي بين هذه المحطات أتعلم حضرة الرئيس مكان هذه المحطات إنها بين مزارع المجهول تعج بالخوف والألغام فعندما قطعناها لم تكن حينها أنت قائدي فلقد كان المهرب وموظف الهجرة هم قادتي لأنك تركتني ورحت تبحث في متطلبات مغتصب ارضي ونسيت أحلامي ومصير أولادي ، عذرا حضرة الرئيس فانا لا املك جواز سفر بلدي فلسطين لان سفارتي أرادت مني رسم هذا الجواز وأنا لم أكن املك ثمن هويتي وألححت على سفيري وممثلي حتى يرفع عن كاهلي هذا الرسم ويتنازل عنه فأجابني انه لا يستطيع التنازل لأي فلسطيني عن هذا الرسم فقلت له واعذرني يا حضرة الرئيس على ما قلته لسفيرك قلت له إنكم تنازلتم عن تسعون بالمائة من أرضنا لعدونا من اجل أن يرضوا عنكم وهم المغتصبون ولا تستطيعون التنازل عن رسوم هويتي وجواز سفري وأنا فلسطيني وصاحب هذه الأرض ورفيق دربك حينها طردني من ارض سفارتي والتي أدركت بعد أن وصلت بابها مطرودا بأنها ليست سفارتي اعذرني حضرة الرئيس فلم اعد استطيع السير في مشوارك لأنه أبعدني عن بلدي عن كرامتي عن إحساسي بأنني إنسان وأقول لك بصراحة انني لم اعد استطيع حمل أعباء أسرتي وأولادي فكيف سأحمل قضيتي لأنك أنهكتني بتكرار سنين التنازلات وعندما كنت اغضب من قاتلي توبخني وتقول لي يجب أن تتحمل الصفع وتتقبل قضم أرضك والتنازل عن ما تبقى لك منها للمسوخ المستوطنين بكل سلمية فممنوع عليك البندقية هذا ما أردته مني وأسألك هنا حضرة الرئيس ماذا بقي لي أنا الفلسطيني اللاجئ فالمقاومة حرمت علي والمفاوضات التي جعلتنا نعلق الآمال عليك وعليها قد أوقفتها أنت حتى يتوقف الاستيطان فلا المفاوضات مستمرة ولا الاستيطان تمكنت من إيقافه وأنا في ارض الحياد في بلدان الغربة لم اعد استطيع معرفة ما يحل بحياتي وأين هو حلمي وعيناي تبصر المغتصبين يجولون ويسرحون ويمرحون في ارضي وبلدي وأنا أبقى على دكة الذل والانتظار ومن يملك ارض شتاتي يملك رقبتي ومرغم أن أناديك بحضرة الرئيس ، يا أيها الرئيس لقد دمرتم كل شيء وأضعتم كل شيء فهل لك أن تفعل ولو شيء في حياتك لفلسطين بلدك ولشعبها الذي أمن لك وهو أن تحلني من أن تكون سيدي الرئيس .

 

محمد كمال من قبرص

2/2/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"