للمثقفين فقط – مريم العلي

بواسطة قراءة 840
للمثقفين فقط – مريم العلي
للمثقفين فقط – مريم العلي

ومن خلال التمحص لتلك المفردة وتعاريفها من قبل كبار اللغة فنجد تعريفا لغويا لهذه المفردة فماذا كتبوا وقالوا عنها ..

حسب ما جاء في معاجم اللغة العربية وقواميسها على عدة معان منها : الحذق وسرعة الفهم والفطنة والذكاء وسرعة التعلم وتسوية المعوج من الأشياء والظفر بالشيء .

قال تعالى : { ... فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ ... } [الأنفال: 57].

وعرَّف مجمع اللغة العربية (الثقافي) بأنه : كل ما فيه استنارة للذهن وتهذيب للذوق وتنمية لملكية النقد والحكم لدى الفرد والمجتمع .

والمثقف في المفهوم الاصطلاحي : ناقد اجتماعي، "همه أن يحدد ويحلل ويعمل من خلال ذلك على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل نظام أكثر إنسانية وأكثر عقلانية" .. كما أنه الممثل لقوة محركة اجتماعيا "يمتلك من خلالها القدرة على تطوير المجتمع من خلال تطوير أفكار هذا المجتمع ومفاهيمه الضرورية" وفقا لمفاهيمهم .

أما ما يسمى بـ "الفلاسفة" ودعاة العلمنة فيتم تعريف المثقف وفق أدبياتهم ودراساتهم ، أما في عالمنا العربي فهنالك المتأثر بالأفكار الغربية والإلحادية ، ويتم تعريف المثقف مثلا وفق لـ"الماركسية" و"الاشتراكية" و"المدنية" .... الخ .

بيد ان كل تلك التعريفات لمصطلح الثقافة يغيب منها الكثير من المفاهيم الاساسية ويتحاشوا التطرق لها حتى لا تدخلهم ربما بأشياء لا يودون ذكرها او ستجبرهم للمرور اليها . وكم تمنيت ان يكون هناك تطبيق وتعريف حقيقي لتلك المفردة من قبل أدعياء الثقافة في مجتمعاتنا .. ووفق ما يندرج تحت تعاليم شرعنا الحنيف .. بدلا من الاستنساخ لثقافات الشرق والغرب بتعريفاتهم .

كما ان الكثير منهم أيضا قد غفل عن فهم جزء مهم من مفهوم الثقافة نتيجة ما تعكسه الصفات السلوكية للفرد كمفهوم أساسي للتعبير الحقيقي لها فالشجاعة والكرم والجود والتسامح والصبر وحسن الحوار والصدق والأمانة والتدبر والتأمل والتوكل فهذه مفاتيح أساسية للمثقف ، وهي صفات أوصانا بها شرعنا الحنيف .

البعض ينظر للمثقف في تخصصه فقط .

والبعض الآخر ينظر للمثقف في مجال عمله وعلمه فقط ، وهذا خطأ كبير ، فهل يقال مثلا لطبيب يفقه طبه فقط ، مع انه يجهل غيره ، بالمثقف !؟

وهكذا دواليك للغير ؟ فمن هو اذن المثقف الحقيقي وما هي المنابع الحقيقية لننهل منها ثقافتنا وعلمنا ..

يقول الله تبارك وتعالى :

{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [الجمعة : 2] .

 

مريم العلي