إذاً هي الحرب المفتوحة على
الوجود الفلسطيني في سوريا، أياً تكن أدواتها فانما هي تسيء الى نفسها والى صورتها
أولاً، وتقدم خدمة للمشروع الصهيوني بلا مقابل، وكأن الفلسطيني لا يكفيه ما يلاقيه
من الاحتلال الغاصب من تهويد وقتل وتشريد وتنكيل..؟، التاريخ لن يرحم وسنذهب نحن
ويبقى هو، فأي قضية عادلة هذه التي يقاتل من اجلها السوريون اليوم، اذا كان ثمنها
الدم الفلسطيني الذي يهدر في المخيمات، او تشريد لاجئ لمرات ومرات؟ .
بعد ليبيا والعراق والأردن
وحرب الخليج الثانية ولبنان، وعلى سمع وبصر العالم، يشرد اليوم حوالي نصف مليون
لاجئ فلسطيني من سوريا، لذا على جامعة الدول العربية ان كانت بالفعل تريد حماية
القضية الفلسطينية ان تتحرك وعلى عجل لاتخاذ موقف يرتقي الى حجم النكبة الثانية
التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون اليوم في سوريا، كي لا تتكرر الذكرى الأليمة
التي لا تزال شاخصة أمامنا ومنذ عشرينيات القرن الماضي إبان الانتداب البريطاني
على فلسطين، وما واكبها من مخططات غربية وعربية نالت من شعب وارض فلسطين، وعلى
الدول الإسلامية أن تبادر وقبل لقاء القمة الإسلامية الذي سيعقد في القاهرة في
السادس والسابع من شهر شباط فبراير القادم، لان تقوم بواجبها الديني والأخوي
والأخلاقي بالضغط على أطراف الأزمة لتجنيب مخيمات اللاجئين ويلات الصراع وتكريس
اتجاه البوصلة الفلسطينية باتجاه فلسطين، وباتجاه فلسطين فقط، وعلى من تبقى من
العالم الحر الذي لا يزال يتضامن مع شعبنا الفلسطيني مشكوراً، وكما تحرك مُتأثرا
ومُؤثراً ولا يزال مع حصار غزة وجَعَلها في صدارة الأحداث العالمية، ان يفعِّل
ماكينته الإعلامية للضغط وتحريك أصحاب القرار من البرلمانيين والاكاديميين
والاعلاميين والنشطاء والسياسيين... لوقف آلة القتل بحق اللاجئين الفلسطينيين التي
لا تتوقف، وعلى من تبقى من المجتمع الدولي الذي لا يزال يرى في قضية فلسطين قضية
عادلة ألا يساهم في قتل شعب ذنبه الوحيد انه ولد فلسطيني، فلا تزال الهوة سحيقة
بين الشعب الفلسطيني والامم المتحدة التي انشأت الكيان "الإسرائيلي" في
العام 48 وتخلت حينها عن حوالي مليون فلسطيني وأودعت مصيرهم بين يدي وكالة اممية
لتقديم ما يلزم من احتياجات انسانية .
وكالة "الاونروا"
مطالبة الآن وقبل فوات الأوان، أن تفتح حواراً سريعاً وجاداً مع الجمعية العامة
للأمم المتحدة للتوصل الى آليات فاعلة توفر الحماية للاجئين الفلسطينيين في سوريا،
ولاستدراك عدم انتقال العدوى الى لبنان، فالوضع جد خطير وعلى مفترق طريق وينذر
بالأسوأ، والانفجار الكبير إذا وقع لن يستثني احد ..
9/1/2013
--
علي هويدي
المدير العام لمنظمة
"ثابت" لحق العودة
www.thabit-lb.org
http://www.facebook.com/Ali.Hweidi
http://twitter.com/AliHweidi
خلوي : 539692 3 00961
هاتف وفاكس : 751962 7 00961
المقال
لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو
العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"