فاتورةٌ ثقيلة هيّ ، تحملناها ونتحملها كل يوم وكل حين ، فاتورة ندفع حسابها بدماء الشهداء وصرخات أمهاتنا الثكالى المفجوعات ، وصيحات ودموع الأرامل واليتامى ، فاتورة ما تأخرنا في سدادها يومًا ، فقيمة الحساب مقدورٌ عليها ولدينا منها الكثير ، فدمائنا ترخص لأجل هذا الدين ، ولتحرير بلدنا من براثن الصهاينة الغاصبين ، وكل قطرة دم زكية تختلط بثرى فلسطين الحبيبة لتسقي بذور العشق للأرض وللمقدسات ، لتنبت رجالاً لا يهابون الموت ، يمشون على درب من سلفهم ، ولا يضرهم من خذلهم .
فاتورة سيكون حسابها ثقيلاً عليكم أيها الصهاينة الغاصبين ، فكلما أوغلتم في دماءنا وأهنتم مقدساتنا ، ودنستم مساجدنا ومقابرنا ، ستزيد الفاتورة ويكبر الحساب ، ليكبر معها أملنا في الخلاص وتحرير الأرض والعرض والإنسان .
إن حملة فاتورة الحساب التي ينفذها الصهاينة في الضفة الغربية من أرض فلسطين والتي أقدم فيها الإرهابيون الصهاينة على إحراق مساجد ومقابر للفلسطينيين وتدنيسها ، وقطّعوا مئات أشجار الزيتون ، قد تكون البداية فقط لما يحضره الصهاينة لنا ، وما هي إلا جس نبض لأمور أكبر من ذلك نتوقعها في المستقبل القريب ، وليس هدم المسجد الأقصى عن مخططاتهم ببعيد ، وإن لم يتم ردعهم وبقوة فسيستمرون بحملتهم المسعورة تلك ، وعملهم الشنيع ذلك حري أن يرد عليه ، فلا طاب عيشنا أن دنست مساجدنا ومقابرنا بعد أن دنست ارض فلسطين كلها ، ولا هنئنا بحياة وقدسنا الحبيب مغتصب سليب ، ولا نامت أعين الجبناء .
فهذه حملتهم فأين حملاتنا ، وأين ردنا على هؤلاء الأنجاس الأرجاس ، أينكم أحفاد عمر وأين أحفادك صلاح ؟! ، أين رد الرجال الرجال ، أم ماتوا فليس لنا فيهم عزاء ؟! .
أم هي المروءة دفنت معهم ، أم أن الرجولة والشجاعة التي لطالما وصف به العرب والمسلمون قد توفيت منذ زمن ولم نحسن فيها العزاء ؟ .
أهانت علينا بيوت الله أن تحرق ونحن لها ناظرين ، أهانت علينا مقابرنا لتهدم ونحن عن الرد عاجزين ، أدين الله يهان ونحن عن الفاعلين ساكتين .
فاتورة ثقيلة الحساب نعم ، ودفعناها وسندفعها من دمائنا وهمومنا وتفرقنا وتشرذمنا نعم ، فافرحوا يا مغتصبين وكلوا واشربوا ما طاب لكم وما تشتهون ، لكن اعلموا يا من أخزاكم الله إلى يوم الدين، لن نكون وحدنا الدافعين ، وإن إلى حين .
بقلم : محمد ماضي
8/10/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"