أبناء أهل قرية اجزم ومقاومتهم
للمشروع الصهيوني
أضـــــــــواء على بعض
المعــارك وشهــــداء اجزم في ثورة 1936 – 1939 م
حرب فلسطين 1947 – 1948 م ومعارك
أهل اجزم وشهدائهم
ويجب أن نعلم أن قرية اجزم كانت هي المركز
الرئيسي المساند والمؤازر للثوار بالرجال والعتاد والتموين ، وفي أراضي اجزم يصول
ويجول الثوار والمقاومون بحرية وان عيون أهل البلدة ترعاهم وتحميهم من كل الحملات
العسكرية ، وان لجنة الثورة كانت على اتصال دائم بالقيادة في منطقة نابلس وجنين ،
كما أنها كانت تجمع الأموال والمؤن وتعين الثوار في نشاطاتهم وان سلطات الانتداب
البريطاني كانت تعلم بتواجد الثوار وكثافتهم وتحركاتهم في قرية اجزم .. ) (مروان الماضي : اجزم ألحمامه البيضاء) ( لقد شاركت قرية اجزم بنشاطات في جميع
الثورات في فلسطين وكانت مركزاً هاماً للثورة في أعوام وثورة 1936 – 1939 م
واتخذها الشيخ القائد يوسف سعيد أبو دره ( أبو العبد ) قاعدة ومقراً له وشارك
رجالها في عدة معارك .. ) (جميل عرفات : موقع ذاكرة عكا والجليل) شارك أهل قرية اجزم ومقاوموهم الأشاوس في أعمال المقاومة المسلحة
الباسلة الرائدة .. كلما وجدوا إلى ذلك سبيلاً ، في مقاومة المشروع الصهيوني
ومحاولة دحره عبر كفاح شعبي في الكثير من النشاطات المسلحة والمعارك التي وقعت في
اجزم أو في خربها أو معارك شارك فيها أهل اجزم مع إخوانهم أبناء القرى الباسلة
المجاورة الأخرى.
من هذه المعارك .. –
-
معركة لد
العوادين بتاريخ 12 / 9 / 1937 م -.
-
معركة الهجوم المسلح الناجح على سجن ومعتقل
عتليت وإخراج المساجين الأحرار بالقوة المسلحة بتاريخ 20 / 7 / 1938 م - معركة الفريديس بتاريخ 1 / 11 / 1938
م.
-
معركة أو موقعة أم الدرج الشهيرة الأولى بتاريخ
14 / 9 / 1938 م - معركة باب وادي
المغارة .. 5 شباط 1938 م -
معركة
وادي الحنو 1938 م.
-
معركة أم
الزينات 28 / 11 / 1938 م ومعارك فدائية بطولية خلاقة عديدة أخرى نفذها أبناء اجزم
مع قرى فلسطين قرى حيفا ، معارك جماعية وفردية ، وتفجير ألغام ، ونصب كمائن ، وقطع
الطرق إمام حركات العدو ، وقطع أسلاك الهاتف ، وإشغال العدو وإقلاع مضاجعه ،
ومهاجمة القوافل العسكرية البريطانية – الصهيونية
..
إضافة لعمليات جهادية متفرقة كمضايقة قوافل
الاحتلال وقادة عصابات الصهاينة ، مناوشتهم ، وقطع الطرق عليهم وقتل قادة الانكليز
والصهاينة . وقتل الخونة والجواسيس .. والتربص بقوافل الانكليز وعصابات الصهاينة
على طريق حيفا – يافا ، وعلى طريق حيفا – يافا – تل أبيب ، وبث الوعي النضالي
الشعبي عند الأهالي .. اجل لقد لعبت قرية اجزم دوراً ملحوظاً بارزاً مشرفاً
وايجابياً في الكفاح المسلح مع بقية أبناء فلسطين الأحرار .. في مقاومة مؤامرة
المشروع الصهيوني اللعين .. معركة لد العوادين :- في ليلة 3 على 4 أيلول عام 1937 م .[1]
قام الجيش البريطاني بتطويق قرية ( لد العوادين ) اثر وجود وشاية من احد جواسيس
الانكليز تقع هذه القرية في الجنوب الشرقي من مدينة حيفا ، وكان في داخل القرية
فصيل مقاوم من الثوار يقودهم القائد البطل الشيخ طه من قرية صرفند الخراب ، ومعه
صبري الماضي من قرية المزار وعدد أخر بواسل من قرية اجزم وقرية الطيرة وغيرها ،
فرغب الثوار أن تكون المعركة بعيده خارج القرية بعيده عن أهالي القرية الآمنين ففضلوا
إن ينسحبوا لتحقيق ذلك إلى خارج حدود القرية ،وبفضل الله سبحانه وتعالى تمكن بعض
رجال المقاومة من الإفلات من هذا الطريق جراء اشتباك مع الجيش البريطاني واشغله
لبعض الوقت واستشهد قائد الفصيل البطل الشيخ طه واحد إبطال مدينة حيفا واستشهد
ثلاثة من رجال ألطيره وهم محمود نمر الدرباس ، محمد احمد السلمان ، وعيسى مفلح ابو
راشد وجرح المناضل احمد اقبيعه وتم في هذه المعركة الغير متكافئة جرح عدد من الجند
البريطانيين ، وعاد بقية المقاومون إلى معاقلهم .[2]
معركة أم الدرج التاريخية :-
من حق قرية اجزم وأهل اجزم أن يفتخروا بهذه
المعركة التاريخية الضارية الغير متكافئة ومن حق قرى جبع عين غزال الريحانيه
السنديانه بريكه طيره حيفا والطنطوره وغيرها من القرى من حق هذه القرى وأهلها وكل
الشعب الفلسطيني إن يفتخر في هذه المعركة التي اقل ما فيها إن فتية وعصبة مؤمنه
قليلة العدد والعدة خاضت حرب مواجهه مع جيش الإمبراطورية البريطانية وعصابات
الصهاينة وهذه العصبة المؤمنة الخيرة قتلت وجرحت العشرات وقاومت الجيش البريطاني
المدجج بالسلاح والآليات وحماية الطائرات وقدمت الشهداء الأبطال شهداء كرماء
دفاعاً عن المقدسات والأقصى ضد الظلم والاحتلال .. بعد أن صمدت وقاومت وتفانت ..
وأظهرت المعركة ضعف وجبن جيش الاحتلال الذي أجهز على الجرحى الفلسطينيين بواسطة
بلطة .. بدل أن يسعفهم ويداويهم كما هو متعارف علية دولياً عرفاً وقانوناً وكما هو
معروفاً وثابتاً شرعاً وخلقاً .. أنها حماقة الاحتلال وضعفه وظلمه .. أم الدرج :- هي إحدى خرب قرية اجزم , تبعد عنها ( 5 ) كم من الجهة
الشرقية للقرية وعلى الطريق الترابي الذي يصل قرية اجزم بقرية أم الزينات .[3]
معقل أبو دره والثوار :-
القائد يوسف سعيد أبو درة ( أبو العبد )
اتخذ من قرية اجزم معقلاً ومنطلقاً لقيادة ثورة 1936 – 1939 م التحررية في بعض
قيادتها وبعض مراحلها والذي ساعد على ذلك وجود عدة خرب أو عزب متصلة بقرية اجزم
وقريبة منها .من هذه الخرب خربة أم الدرج ، خربة قمبازة ، خربة أبو نصار ، خربة
المنارة ، خربة أبو نوفل ( وكانت معقلا للقائد احمد عبد المعطي ) ، خربة سعد
العايد ، خربة حسن العلي الوشاحي ، بير الهرامس وغيرها لان هذه المنطقة، منطقة
قرية اجزم الواسعة وهذه الخرب فيها مرتفعات وكهوف وأشجار كثيفة وسفوح جبال وأراضي
وعرة يصعب على الآليات السير فيها ، ومواقع تصلح لحرب العصابات ومقاومة الجيوش
.ذكر لبيب قدسية عن أهمية قرية اجزم خاصة في ثورة 1936 – 1939 م الكبرى :( وكان العبء الأكبر في إمداد
الثوار بالرجال والأموال والمواد التموينية وإيوائهم والتغطية عليهم – تقع بالدرجة
الأولى على الفلاحين من سكان القرى والريف الفلسطيني وعلى رأسها أهالي ( قرية اجزم ) التي أمدت الثورة بالعديد من الرجال الأبطال الذين قدموا أرواحهم
وأموالهم ، والتضحيات الجسام في سبيل ارض فلسطين العزيزة ).[4]
ذكر مروان الماضي إن لمعركة أم الدرج
المشهورة أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة والتي خاضها المقاومون الفلسطينيون
الأبطال من قرية اجزم ومن قرى أخرى بقيادة القائد يوسف سعيد أبو درة ( أبو العبد )
في شهر أيلول 1938 م . ضمن الأسباب الغير مباشرة لهذه المعركة إن
إدارة الاحتلال وقيادة الجيش البريطاني تعلم جيداً إن قرية اجزم هي المركز الرئيسي
والمساند للثوار بالرجال والعتاد والتموين والمؤازرة ، وفي أراضيها يصول الثوار
ويجولون ويتحركون بحرية وان عيون أهل البلد ترعاهم وتحميهم وتدعو لهم ضد كل
الحملات العسكرية الهمجية وان اللجنة الثورية كانت على اتصال دائم بالقيادة في
منطقة نابلس ، وجنين ، كما أنها كانت تجمع الأموال والمؤن وتعين الثوار في
تحركاتهم ونشاطاتهم .[5]
ومن الأسباب المباشرة:
حدثان اثنان مهمان ،
أولهما : - هو الهجوم المسلح الجرئ الموفق الذي قاده
القائد يوسف سعيد أبو درة مع رفاق السلاح والعقيدة على سجن عتليت مع مجموعه من
الفصائل وقتل الحراس ومدير السجن وإطلاق سراح المقاومون الثوار عنوة من المعتقل ..
! فجن جنون إدارة الاحتلال .. –
ثانيهما : حينما علم يوسف سعيد أبو دره إن
بعض ، اجل ( بعض ) سكان قرية الدالية الدرزية القريبة كانوا جواسيس ومخبرين سريين
ينسقون مع استخبارات الجيش البريطاني ويمدوه بالمعلومات عن تحركات أبو دره وعن
عناصر فصائله في كافة القرى .. وبعضهم يشترك فعلياً مع الجيش البريطاني ضد
المقاومة الفلسطينية ألخلاقه ، وضد أبناء وطنه وجلدته من بعض ضعاف النفوس ،
وإخواننا وأهلنا الدروز هم براء من هذه النماذج الشاذة والأعمال المشتبه فكان دخول
القائد أبو دره مع فصائله المسلحة إلى داخل قرى دالية والكر مل ومداهمة بعض البيوت
المعروفة محذراً منذراً بعواقب من يتعاون مع الانكليز على حساب القضية المركزية
.القي على أهل جموع القرية كلمة نصحهم فيها بعدم الانجرار لمثل هذه الأعمال اللااخلاقية
واللامسئولة وهدد وتوعد من قام بهذا العمل الشنيع ، وقد جلد بعض هؤلاء أمام جموع
أهل القرية وانذرهم بعواقب هذه الأعمال المرفوضة أذا تكررت الحالة واخبروا عن
تواجد أماكن الثورة في المنطقة ثم انسحب أبو دره مع رجاله من (الدالية) بسرعة .
وهكذا هو القائد أبو درة وإخوته يتعرضون
للوشاية بهم ، يتعرضون للتطويق والمضايقة يناوشون .. يقاومون ثم ينسحبون بسلام كأن
الملائكة تحفهم وتحميهم من شرور الانكليز والصهاينة .وفي بعض الأحيان تكون تحركات
الثوار وقادة المقاومة مكشوفةأو معروفه لدى استخبارات العدو البريطاني فيقومون
بتطويق هؤلاء المقاومين فينسحب الثوار بطرق عجيبة بفضل الله سبحانه وتعالى .. لقد بلغ التواطؤ مبلغه من قبل بعض ضعاف النفوس أنهم كانوا أو عملوا
لدى الانكليز كأذلاء وأدلاء لقوات الاحتلال البريطاني وخدمة الحركة الصهيونية على
حساب العقيدة والقيم والوطن والأمة .. بعد انسحاب القائد يوسف أبو دره ورجاله من
قرية ( دالية الكر مل ) قبل طلوع الفجر ، متوجهين إلى خربة ( حسن العلي الوشاحي )
واحلوا ضيوفاً كرماء على مضارب المناضل ( محمد الوشاحي ) لتناول الطعام وإذا بطائرات
بريطانية مهاجمه تحلق فوق منطقة خربة الوشاحي وما حولها وعلى مستوى منخفض ، قدر
عدد الطائرات ب 16 طائرة حربية بريطانية مهاجمة ومن المشاهد البطولية الجريئة التي
سجلها التاريخ بأحرف من نور إن القائد يوسف سعيد أبو دره والحالة ألحرجه الصعبة
هذه ، وقف صامداً شامخاً معلناً الأذان الله اكبر .. الله اكبر .. بأعلى صوته ، ثم
استدعى إخوته قادة الفصائل المقاومة إن يستعدوا وعناصرهم وان يتوزعوا على كل الخرب
وبين الأشجار ليستغلوا اكبر مساحة من الأرض ليواجهوا عدواً حاقداً لا يفهم إلا لغة
القوة وما هي إلا لحظات حتى أخذت الطائرات ترمي بحممها وتطلق الرصاص الكثيف بغزارة
من رشاشاتها الأوتوماتيكية الحديثة والقاذفات الأخرى بشكل همجي وعشوائي مع ألقاء
القنابل على مواقع الأبطال الذين رابطوا كل في موقعه ومكانه وردوا على النار
بالمثل بكل بسالة .. وكانت القوات البريطانية المهاجمة تتكون من
هذه التشكيلات الهائلة
1. 300
آلية عسكرية ناقلة
للجنود.
2. 3000عسكري وجندي مدججون بالسلاح.
3. 16طائرة حربية
مقاتلة.
4. 85 إلية عسكرية
مدرعة.
5. 50 جيب عسكري لنقل
الضباط والأجهزة اللاسلكية.
6. 3 كتائب من جنود المشاة .. وغيرها .[6]
وكانت قيادة هذه القوات الماكرة قد اتخذت
الاحتياطات لتطويق المقاومين، فلها جواسيس وعيون ، وأعوان ... وقد عرفت بعض المواقع الفلسطينية فهذه
القوات البريطانية التي تكونت من ( 3 ) كتائب من المشاة ، الآلية والمدرعات
والشاحنات العسكرية وناقلات الجنود والمصفحات ، قد قامت بالتقدم نحو خربة أو موقع
( أم الدرج ) وحاصرت المقاومين من ثلاث محاور رئيسيه ، هي:
1.
محور قرية عين غزال –
اجزم – بيارة محمود الماضي – أم الدرج.
2. محور قرية دالية
الكر مل– أم الدرج.
3. محور قرية أم
الزينات – أم الدرج . اذاً كم كان موقع أم الدرج هام واستراتيجي
الذي اتخذه يوسف أبو دره وقادة فصائلة .. منهم احمد عبد المعطي وعبد القادر أبو
حمدي .. وبقية الرهط المرابط .. المجاهد .[7]
زحفت القوات البريطانية إلى قرية اجزم معقل
الثورة والثوار وأثناء تقدمها صادفت شابين أو رجلين فلسطينيين من أهل اجزم فأخذتهم
معها كرهائن للمساومة وللضغط على الثوار وجعلهم دروعاً بشرية وهذا ديدنهم ..
فوضعتهم في السيارة الأولى في مقدمة الرتل العسكري الذي يتجه إلى بياره ( محمود
الماضي ) وكانا هذا الشابان هما : ( طواف عكاش – ذيب قدسية ) وفي تقدم هذه القوات بداية الأحراش الكثيفة
والأشجار وجدوا احد أبناء قرية اجزم يعمل كحطاب في الأشجار ومعه بلطه هو العبد
الداهود [8] من
عشيرة البلالطه [9]
أخذته القوات البريطانية ايضاً بعد إن صادرت البلطة منه .
من جهة ثانية أمر القائد يوسف أبو دره قادة
فصائلة ان ينتشروا مع عناصر الفصائل في الأحراش الكثيفة الكبيرة المطلة على ( أم
الدرج ) .وكانت خطة الانكليز أنهم احكموا الحصار على هذه المنطقة الكبيرة من ثلاث
محاور وابقوا محور الجهة الشرقية مفتوحة حتى ينسحب الثوار إذا اضطروا إلى ذلك.. من
خلالها وعن طريقها بعد إن وضع الانكليز كمائن للثوار المنسحبين من هذه الجهة حسب
تصورهم وخططهم ..
أما عناصر المقاومة وقائدهم يوسف أبو دره
وقادة الفصائل فقد انتشروا على مساحة واسعة من الأرض بين الأحراش المطل على أم
الدرج . تقدمت القوات البريطانية وقد وضعوا الشباب الفلسطينيين الأربعة في مقدمة
القافلة البريطانية أمام السيارة الأولى وهم من اجزم حتى لا يطلقون النار على
إخوانهم ..
واصل الجيش البريطاني تقدمه فأشتبك مع
الثوار العرب المقاومون الفلسطينيون الأبطال في معركة ضارية ضروس غير متكافئة ،
لتستمر المعركة بين الجانبين أراد الثوار تحييد اثر الطيران البريطاني فالتحموا
بالسلاح الأبيض فتم للثوار ألحاق الخسائر بالانكليز تقدر ب 70 قتيلاً وعشرات
الجرحى بقي منهم 41 قتيلاً انكليزياً في ساحة المعركة سحبت جثثهم بعد انتهاء
المعركة بعد ساعات .. أنها من المعارك الشهيرة والمشرفة للشعب الفلسطيني والتي تم
فيها الإعلان عن مستوى كل فلسطين إن قيادة أبو دره أوقعت خسائر في أرواح الانكليز
يقدر عددهم ب 70 عسكرياً بريطانياً في معركة واحده في يوم واحد في عدة ساعات فقط
وارتفعت معنوية الناس والأهالي في كل فلسطين ، وهذه المعركة هي التي كسبت أبو درة
الشعبية والمكانة وجعلته يتسلم قيادة الثورة بعد استشهاد قادتها الواحد تلو الأخر ..
كتب مؤلف الطيرة عن معركة أم الدرج فقال :(
وقد رفعت هذه المعركة العظيمة معنويات الشعب العربي في فلسطين مما دفع الشباب
للالتحاق بالقائد المنتصر بالله أبي درة كما زرعت الرعب في قلوب العساكر الانكليز
وعصابات الصهاينة وذلك لان معركة أم الدرج تعد انتصاراً ساحقاً للعرب بالرغم من
الفارق الكبير في العدة والعتاد وتعرف هذه المعركة لدى أبناء الطيرة بمعركة وادي
الباب ).
أما المقاومون الأحرار فقد استشهد منهم (
27 ) شهيداً وفي مراجع (26 ) شهيداً و عدداً من الجرحى[10].
وكان من هؤلاء الأبطال الشهداء الأبرار ( علي مسعود الماضي ) الذي كان يركز في المعركة على
قنص الطائرات وإصابتها وتعطيبها ، لتعطيلها وإرباك طيارها ، وبالفعل بفضل الله
سبحانه وتعالى تمكن من إصابة إحدى الطائرات التي هوت في منطقة ( مرج ابن عامر ) وهذه مفخرة يعتز بها المقاوم
والإنسان الفلسطيني الصامد.
بعد إن أغاض البطل على مسعود الماضي
الانكليز بإصابة إحدى طائراتهم ومقاومتهم وقتلهم هو كالفارس ينتقل بخفة وجرأه من
هنا وهناك .. فأغاض الانكليز فصبوا جام غضبهم وحقدهم علية بعد إن كشفوا مكان
تواجده فأنها لوا علية وعلى الثوار الآخرين بالقاذفات والرشاشات والقنابل من
الطائرات التي مزقت جسد هذا البطل الفذ .. والذي حمل هذا الجسد الطاهر الممزق فيما
بعد هو فارس الشيخ قاسم [11] .
لقد سجل التاريخ وقفة هؤلاء المقاومون
البواسل رغم كثافة قوات الانكليز وكثرة عدد عناصرهم وكثافة نيرانهم ، اصلاً لا
مجال للمقارنة والموازنة بين الفئتين من الناحية العسكرية والفنية والمادية ، ولكن
هو الإيمان الراسخ بالله سبحانه وتعالى ، وبعدالة القضية التي يقاتلون من اجلها
رسخت فيهم روح العزم والإقدام والشجاعة .. اجل صمد هؤلاء .. صمد الأبطال وقاتلوا
قتال الفرسان في مقاومة بطوليه وصمود أسطوري مشرف .. ولا نجده إلا في ألامة التي
هي خير أمه أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله ، على صمود تلك
الكوكبة أكدت بعض المصادر أنها سمعت صراخ الانكليز وأناتهم واستغاثتهم وجراحاتهم ولمست
عجزهم وخوفهم .. في هذه المعركة المتميزة .. حينما شاهد الناس بعثرة وضعف الانكليز
حينما غادرت قواتهم ارض المعركة مروراً بقرية اجزم ثم إلى حيفا .[12]
وفي نهاية المعركة أنهى الجيش البريطاني
فصل مثير ومأساوي جديد من وحشيتهم وعدم إنسانيتهم وعدم أخلاقياتهم ، واثبتوا من
جديد أنهم همج ووحوش وقراصنة ومجرمين .. فحينما وجدوا بعض الفلسطينيين جرحى
المعركة ، فبدلاً من إسعافهم ومعالجتهم كما هو معروف ومعمول به في الفقه والتاريخ
الإسلامي ، وكما هو معروف بالمواثيق الإنسانية الدولية بدلاً من ذلك أجهزوا عليهم
ضرباً وتقتيلا بواسطة الحراب والبلطة التي معهم التي صادروها من احد المواطنين ،
بعد مغادرة الانكليز قرى جبع واجزم وعين غزال ومناطق الخرب والأحراش بما فيها خربة
أم الدرج هرع أهالي القرى إلى ارض المعركة في أم الدرج وحملوا جثث أخوانهم
وإبطالهم الشهداء إن شاء الله تعالى .. متوجهين بجثث الشهداء إلى قرية اجزم وأدوا
جميعاً عليهم الصلاة والدعاء .. وموارتهم الثرى باحتفال كبير مهيب في قطعة ارض
خصصت لهم ، تقع في الجنوب الشرقي من ( مدرسة اجزم ) بالقرب من سفح الجبل ( شنا )
الجنوبي وسميت بمقبرة الشهداء.
وانسحب القائد يوسف أبو دره مع بعض أركان
قيادته وعناصر قواته باتجاه منطقة جنين حيث كان له أكثر من موقع وعرين متخفياً بها
عن عيون الانكليز وجواسيسهم ، كما له أماكن سرية اخرى . كانت المعركة استمرت قرابة
(12 ) ساعة متواصلة حيث بدأت من الساعة 11 صباحاً قبل
الظهر يوم 19 / 11 / 1938 م وانتهت منتصف ليلة 20 / 11 / 1938 م .[13]
وشغلت عناصر المقاومة ارضاً واسعة تقدر مساحتها
30 كم وقد غطت الطائرات مساحة 5 كم من المنطقة أيضا .. يذكر ( صبحي ياسين مؤرخ ثورة 1936 م ) : (
إن معركة الثوار في أم الدرج شغلت مساحه قدرها 12 كم كانت خسائر[14]
القوات البريطانية ثلاثة أضعاف خسائر الثوار الفلسطينيين رغم إن قوات الانكليز هي
تقدر بعشرين ضعف قوة الثوار (_ إذا صحت المقارنة ) من حيث التسليح والتجهيز
والتدريب والخبرة والإمكانية التي يملكها الانكليز من عشرات المدرعات والدبابات
والآليات والمدافع والطائرات والمواقع والقنابل والرشاشات .. وغيرها .
حلل مروان الماضي في كتابه (اجزم ألحمامه
البيضاء ) المعركة تبين كيف إن الثوار لم يتمكنوا من إلحاق خسائر أكثر بالقوات
البريطانية من الخسائر التي حصلت ، قال : وكان المفروض إن يتكبد العدو الانكليزي
إضعاف ما أصيب به من خسائر لو أن فصائل الثوار الأخرى تمكنت من الاشتراك في القتال
والمقاومة ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها:
1. توزع الفصائل بين الخرب القريبة من ام
الدرج على مساحة 30 كم .
2. لم تعرف الفصائل أخبار بعضها وانقطعت عن
القيادة ولم يدر كل فريق ماذا يفعل
3. لم تتمكن الفصائل
الأخرى من استدراج قطعات قوات المشاة لاماكن وجودها في الخرب لتخفيف الضغط عن فصيل
لام الدرج .
4. تدخل الطيران منع الفصائل الأخرى من التحرك
وانقطع الاتصال أو التواصل مع القيادة.
5. أكثر شهداء المعركة الأبطال سقطوا صرعى
أو جرحى عن طريق الطيران وليس عن طريق المشاة وجهاً لوجه ، بينما أجهزت القوات
المعادية الهمجية على الجرحى. [15]
القمع والإرهاب البريطاني بعد أم
الدرج في قرية اجزم:
أدارة الجيش البريطاني التي لم تتورع عن
الإجهاز على الجرحى وقتل المدنيين وبث الرعب في الأطفال والنساء ، شددت من
إجراءاتها القمعية ضد أهالي قرية اجزم للانتقام منهم بعد معركة أم الدرج ، لان بعض
المخبرين والعملاء أوردوا خبراً للانكليز مفاده إن اجزم هي مأوى الثوار وملاذهم
ودعمهم هي مركز هام من مراكز رفد الثورة بالرجال والمال والتموين وبعض العتاد .
لذا لا بد من الانتقام من أهل هذه القرية
في عدة أساليب جائرة تعسفية ظالمه منها :
1. علمت سلطات الانتداب إنآل الحسن في
القرية منهم الثوار ، يدعمون المقاومة ومنهم الوجيه عبد لله الأبرص دعم المقاومة
واستقبل الثوار فلجأت إلى نسف 5 خمسة بيوت بالديناميت وجعلت هذه البيوت الخمسة
أنقاض وخراب عام 1938 م .
2. علم الانكليز إن البطل القائد احمد عبد
المعطي قائد فوج الكر مل ورئيس عصبة الكف الأسود قد شارك في معركة أم الدرج فتم
نسف بيته ايضاً وتم نسف خربة نوفل وهي معقل عبد المعطي والثوار.
3. تم نسف بيوت أخرى من أهل القرية على
الوشاية أو الشك.
4.
أحكمت الانكليز الطوق
على قرية اجزم للبحث عن الثوار امعاناً للظلم .
5. فرض الانكليز الغرامات المالية التعسفية
على أهالي القرية .
6. تم اعتقال العشرات من المواطنين الأبرياء
العزل .
7. طالب الانكليز أهل القرية بتسليم ما لديهم
من سلاح.
8. التنكيل بالمواطنين وضربهم وجعلهم يمشون
على الصبار حفاة ! ! ؟
9.
داهمت عدة بيوت من آل
حسن وعبد لله الأبرص وبيت احمد عبد المعطي وبيوت أخرى قبل نسفها .
10. أتلفت التموين والحبوب أما بسكب النفط (
الكاز ) علية وأما بخلطه مع السكر أو الزعتر أو الشاي مع بعض حتى يصعب فصلة ثم
رميه كخلط الرز بالعدس والبرغل بالعدس أو العدس أو الحنطة والسمسم وسكب الزيت أو(
الكاز ) على الحبوب .. ! المهم الخسارة والأذى .. ؟ ! خسارة المواطن وتحميله هماً
فوق هم.
11. تم تحذير أهل القرية من إيواء الثوار
والمجاهدين ووضع القرية تحت مراقبة عملائهم .. أما شهداء معركة أم الدرج فهذه أسماء بعضهم:
1. الشهيد علي مسعود الماضي من قرية اجزم .
2. الشهيد توفيق سعيد المشينش من قرية اجزم .
وقد ذكر مؤرخ النضال الفلسطيني صبحي ياسين
رحمه الله أسماء شهداء آخرون من قرى أخرى من هؤلاء القائد العربي المجاهد يوسف
الحمدان الذي ضرب القائد في تلك المعركة ففصل رأسه عن جسده .
ومنهم ايضاً :
1. محمود شتيتي من قرية الريحانيه.
2. والحاج صالح نزال من قرية السنديانه .
3. صالح الجبالي من قرية بريكه .
4. يوسف السيد أبو راشد .
5. عبد الله يوسف أبو راشد من طيرة حيفا .
6. المجاهد يحيى أبو هدية .
7. إبراهيم أبو عبود .
8. مفلح أبو قدوره .
9. عبد الفتاح الخطيب من الطنطورة ...
وغيرهم .[16]
10. حسين احمد صالح من قرية عين غزال .
وهناك مقاومون أبطال مطاردون اشتركوا في
موقعة أم الدرج من قرية اجزم لم تكتب لهم الشهادة منهم:
1. احمد عبد المعطي قائد فصيل الكرمل .
2. خضير عبد العزيز أبو شقير وهو من حمولة
العزايزه .[17]
3. توفيق محمد الحسن .
4. محمد عيسى قدسية من الدوايمه .
5. حسن محمد جياب من البلالطه .
6. علي الحردان من جانب أخر كان للانكليز
عميل في منطقة حيفا هو ( فخري عبد الهادي ) وهو من قرية عرابه قضاء جنين اخذ نفساً
ودعماً من الانكليز فجعل من بعض أجزاء قريته وبيته سجناً للأحرار وللأبطال ومركزاً
لاعتقال رجال المقاومة وعناصر الثوار والمخلصين والشرفاء والعمل على زجهم في سجون
سريه أقامها للثوار في ( الآبار ) ..! الموجودة في ساحات بعض البيوت
التي يسيطر عليها ، وكان له أتباع خونه مرتزقة جواسيس يقومون بتعذيب هؤلاء الأبطال
الأحرار والتنكيل بهم حتى الموت ، وان يدلوا بالمعلومات لمعرفة أسماء الثوار
وأماكن مقراتهم وانطلاقهم ومن يدعم المقاومة والثورة والثوار .. ! ؟
لقد تم خطف العديد من الثوار خاصة بعد
انتهاء ثورة 1936 – 1939 م وبداية الحرب العالمية الثانية وهؤلاء المخطوفين:
1. الشهيد عقاب
ألنصار ( والدته قضت عمرها تبحث عنه ولم تجده ..).
2. رعد أبو هويس.
3. الشهيد احمد أبو صلاح.
4. والمواطن حسن عيسى قدسية الذي نجا من
الموت المحقق بأعجوبة بفضل الله سبحانه وتعالى حينما تداركه أهله والبعض.
معركة الفريديس:
في 1 / 11/ 1938 م عاث الانكليز فساداً واستهتاراً في قرية عين غزال
المجاورة لقريتي اجزم وجبع ، وقد أضرموا النيران في القرية وعذبوا أهاليها العزل
الأبرياء وأرعبوا النساء والأطفال كعادتهم ..هذا وحز هذا العمل الوحشي في نفوس
أحرار فلسطين ومنهم القائد يوسف سعيد أبو دره ( أبو العبد ) المرابط بين اجزم ودالية الكر مل وبعض
الخرب ، فجهز عدة فصائل في يوم 1 / 11 / 1938 م وهو ذكرى وعد بلفور المشؤوم ، وكان بين
الفصائل صبري الماضي وثوار من اجزم ومن غيرها وكذلك فصيل القائد سليم ألصعبي ،
الذين رابطوا للعدو المحتل على طريق حيفا – يافا قرب قرية الفريد يس التي خلد
اسمها مع هذه المعركة ، وأثناء عودة الانكليز من جريمتهم إلى هذا الطريق ، طريق
حيفا تصدى لهم الثوار بكل شجاعة وبسالة وانهالوا على العسكر الانكليز بوابل من
الرصاص الغزير ، وتم إصابة وقتل (27) سبعه وعشرون عسكرياً بريطانياً وجرح آخرين ..
كل هذا خلال مدة المعركة وهي ساعة واحده من
الزمن ، وهنا يدل على ضعف وعلى جبن الانكليز أمام قوة الثوار أصحاب البلاد ، أصحاب
الحق الذين يحملون السلاح والعزيمة والإيمان .. واستشهد من الثوار مقاوم بطل واحد
فقط .[18]
معركة باب وادي المغارة :
بتاريخ يوم 5 شباط عام 1938 م عمل عدد من
ثوار ومقاومو قرية اجزم كميناً لقائد الطيران البريطاني في فلسطين حينما كان يمر
كعادته متوجهاً من حيفا إلى تل أبيب فتعرضوا لسيارته العسكرية بالقرب من ( باب
وادي المغارة ) والذي يقع في شمال قرية اجزم حين هاجم ثوار
اجزم الأشاوس بشكل مباغت وسريع هاجموا سيارة هذا القائد برصاص منهمر وقنابل يدوية
مما أدى إلى قتله وجرح زوجته التي تركها الثوار لان الحرب في الإسلام يحرم ويمنع
فيها قتل النساء والأطفال والشيوخ والأسرى .. تركوها دون إن يمسوها بأذى بحكم أنها
امرأة .وفي صباح اليوم الثاني جاءت قوات عسكريه بريطانيه
كبيره كثيفة للانتقام .فطوقت ( قرية اجزم ) من جميع الجهات وأعلنت
حالة ( منع التجول ) في عموم القرية وأخذت هذه القوات البريطانية تفتش البيوت عن
السلاح والقنابل والمال بيتاً بيتاً وحارة حارة عاثت في البيوت فساداً ودماراً
وتخريباً وكسرت الأثاث والمرايا والزجاجيات اتلفوا المواد التموينية للعوائل
بخلطها بعضها مع بعض كالفول والحمص والبرغل والعدس والحنطة والسكر والشاي والرز
..وغيرها اما يتلفوها بخلطها بعضها مع بعض وأما أتلافها بسكب الكاز ( النفط )
عليها ولم يكتفوا بهذا الانتقام فقد جمعوا النساء والأطفال والشيوخ في عدة بيوت
كبيره وجمعوا بقية رجال قرية اجزم في منطقه واسعة هي ( ساحة المقيل ) وهي سنتر
القرية ووسطها ثم اجبر الانكليز بقوة السلاح والحرب هؤلاء المواطنين المدنين العزل
على الجلوس فوق ( ألواح الصبر ) المليئة بالأشواك القاسية والجارحة وابقوا بهؤلاء
المساكين على هذه الحالة المؤلمة عدة ساعات طويلة وهم لا يستطيعوا إن يتحركوا
وحراب الجند فوق رؤوسهم الذين يحيطونهم من كل جانب وبعد إنهاء عمليات التفتيش لم
يجدوا سلاحاً ولا أي شيء .
ثم قاموا بعمل ظالم أخر من اجل معرفة أبطال
العملية وجمعوا شباب ورجال القرية في الساحة ثم جرى استجوابهم واحداً واحداً
وسألوهم اسئله كثيرة عن أسماء الثوار والمقاومين من اجزم ومن غيرها وأماكن تواجدهم
وعلاقاتهم مع فريق أبو دره وأبو إبراهيم الكبير وعبد المعطي وسليم ألصعبي وعبد
القادر أبو حمدي ومصادر السلاح يتم استجوابهم وسؤالهم ويتخلل هذا العمل استعمال
الضرب المبرح معهم ثم دخلت قوات عسكريه بريطانيه أخرى إلى اجزم من باب وادي
المغارة محاولة تتبع أثار الثوار الذين قادوا العملية الفدائية بقتلهم قائد
الطيران البريطاني والذين انسحبوا مسرعين من اجزم من جهة باب وادي المغارة ومعهم
كلابهم البوليسية التي دلت على بيت ( عبد الله الحسن ) وأخوه ( محمد الحسن )الملقب
( بالأبرص ) وكان هؤلاء آل الحسن يمدون الثوار بالتموين والسلاح ومنهم بالمقاومة
ولكن جاء انتقام الانكليز منهم هذه المرة بسبب استقبالهم الثوار الأبطال الذين
نفذوا العملية أثناء عودتهم من وادي المغارة بعد أخلاء سكانها منها .
وثم سجن الأخوين محمد وعبد الله مصطفى
الحسن لمدة سنه في مزرعة قرب عكا وأثناء قدوم الانكليز الطغاة للقرية صادفوا
إمامهم المواطن ( محمد الشنبور) [19]في
طريق باب المغارة فقاموا بارتكاب جريمة قتله حتى لا يشعر أهل القرية بقدومهم
وهجومهم عليها استمرت مجموعات عساكر الجيش البريطاني بالتوغل داخل القرية ونسفت
خمس بيوت من بيوت آل الحسن ، ونسفت أيضا بيت القائد احمد عبد المعطي وبيوت أخرى
والتقت عساكر الانكليز مع القوة الانكليزية المداهمة الأولى في وسط اجزم والذين
أحدثوا في القرية دماراً وناراً ونهباً وبطشاً بعد ذلك فرضوا عقوبات شديدة صارمة
على العوائل التي تأوي الثوار أو تساعدهم ففرضوا الغرامات ألماليه الكبيرة مع هدم
البيوت أمام أعينهم وخاصة بيوت آل الحسن المنكوبون المؤمنون الصابرون المرابطون
... وقبل أن يغادر عساكر الانكليز اجزم جمعوا أكثر من 1200 رأس غنم وسرقوها بوضعها
في سيارتهم العسكرية المتجهة إلى حيفا[20]سرقه
في وضح النهار لما العجب فالانكليز لصوصاً وقراصنة وكلاباً لليهود الصهاينة وقد
سخر الله سبحانه سيدة بريطانيه يطلق عليها ( مس نيوتن ) حفيدة العالم البريطاني
إسحاق نيوتن التي أصدرت ووثقت وسجلت جرائم الانكليز وطبعت بكتاب بالغتين العربية
والانكليزية والذي طبع بالعربية كان بعنوان ( فلسطين الشهيدة ) تقيم في مدينة حيفا
زارت القرية بنفسها ووثقت الأحداث والجريمة عن كثب بتاريخ 19 شباط 1938 م .
وصورت كثير من مشاهد النساء والبيوت التي
نسفت ومكائن الخياطة التي دمرت وغرف نوم العرائس التي حطمت والزجاج الذي كسر
والذين عذبوا وجرحوا وسرقت بيوتهم كانت وثيقة أدانه ( لمدنية الانكليز الزائفة )
في مكان أخر من هذا الكتاب تجد بعض تفاصيل أحداث اجزم وجرائم الانكليز كما وثقتها
( مس نيوتن ) بالصور والكلمات كما أرفق مع فصل نيوتن صور عن اجزم .. وثقت ( مس
نيوتن ) في كتابها الكثير من المشاهد والمناظر: منها قران ممزق على الأرض وغارق في الزيت ،
أخشاب مكسورة ومحطمه ، أثاث مبعثرة خزائن خشبية وبيوت وشبابيك مكسرة ، في كتاب (
مس نيوتن ) وثيقة حيه صارخة ساطعة على جرائم الانكليز وقد قرأت كتابها أكثر من مره
.
كما التقت مع طفل مرتعب ادخل في قلبه
الانكليز الهلع بأن أطلقوا فوق رأسه الرصاص حتى يخاف ويدلهم على مكان الثوار ولكن
دون جدوى .
معركة وادي الحنو عام 1938 م :
كثيراً ما كنت اسمع من والدي ( رحمه الله )
الحنو والحنو وهو وادي جنوب قرية اجزم كان القائد يوسف سعيد ابو دره مدعو لتناول
الطعام في القرية في بيت احد المواطنين ، وصل الخبر للجيش البريطاني الذي حرك
قواته على الفور باتجاه اجزم عن طريق ( وادي الحنو ) فتصدى لهذه القوات أبطال
مرابطون عند مدخل القرية يحرسون الوادي والمنطقة قبل الدخول لحدود القرية وكان
هؤلاء المرابطون الثوار من ( فصيل الكرمل ) الذي يقوده المناضل ( احمد عبد المعطي
نوفل ) وكان فصيل الكرمل قد احكم سيطرته على مداخل القرية . اشتبك الثوار مع الجيش
البريطاني في معركة حاميه في وادي الحنو والذي يعتبر بالنسبة للانكليز ممراً
اجبارياً أمام آليات الجيش البريطاني ولابد من الدخول عن طريقه نظراً لوجود سفوح
جبلية مرتفعه على جانبي الطريق وقد تمكن الثوار من مشاغلة ومقاومة التقدم لهذا
الرتل العسكري لإعاقة تقدمه نحو الوادي بهدف تمكين الثوار من تأمين انسحابهم من
القرية دون خسائر .
استمرت المعركة الطويلة طوال النهار حتى
الليل أي حوالي 12 ساعة في قتال عنيف ومقاومه بطوليه خلاقه أبداها الثوار
الفلسطينيون وقد ألحقت خسائر كبيره في الجيش البريطاني في الأرواح إضافة للجرحى .
وحطموا العديد من المعدات والآليات
وأعطبوها فسحبها الجيش من ارض المعركة حتى لا يشاهدها الناس ووسائل الإعلام واستشهد
من المقاومين 10 شهداء أبطال نحسبهم عند الله إن شاءالله شهداء كرام عند مليك
مقتدر [21] .
وهؤلاء الشهداء من قرية اجزم منهم : احمد
حسين العزايزه ، محمد الشنبور ، عبد الرحمن العبد ، توفيق محمود أبو حامد ، خضر
أبو شقير ، صابر علي مشيلح [22] ،
الشيخ ذيب الزغم ، وغيرهم ..[23]
معركة سجن عتليت 1938 م :
كتابة تاريخ المعركة : -
حين يدون المؤرخون معركة الهجوم على سجن
عتليت الواقع جنوب حيفا حين يكتب عنها أمثال مروان الماضي في كتابه اجزم الحمامة
البيضاء ، ولبيب عبد السلام قدسيه اجزم قضاء حيفا ، واكتب عنها في كتابي هذا (اجزم ومقاومة المشروع الصهيوني )، نكتب عن هذه المعركة على أنها من
معارك اجزم على اعتبار ان انطلاق ودعم القائد يوسف سعيد أبو دره ( أبو العبد ) كان
انطلاقه وتحركه وتخطيطه من قرية اجزم ومن خربة أم الدرج في اجزم ، وخربة أبو نوفل
، وخربة المنارة وغيرها من معاقل الثوار وقائدهم أبو دره وان معركة سجن عتليت قد
شارك بها واستشهد مقاومون أبطال من قرية اجزم ومن قرى فلسطينيه مجاوره ايضاً . سبب المعركة :- السبب هو وجود الاحتلال البريطاني ولكن هناك عامل ملح
مباشر وهو ان هناك معلومات قد وردت من داخل سجن عتليت تفيد أن المقاومين
الفلسطينيين الأسرى في داخل هذا السجن العتيد وهم من كافة قرى فلسطين يتعرضون لشتى
أنواع التعذيب والمعاملة اللئيمة المهينة القاسية من قبل الجلادين الانكليز
والصهاينة ويتعرضون للاستفزاز والمهانة والتعذيب أصدر التعليمات بتعذيب المعتقلين
اليهودي الصهيوني مدير سجن عتليت ونسيبه اليهودي الصهيوني ايضاً.
أهداف المعركة :
قتل وتأديب الصهاينة والانكليز من الجلاوزة
داخل هذا السجن ومحاولة أطلاق سراح المعتقلين العرب بالقوة المسلحة من قلب وداخل
هذا السجن.
عناصر المعركة :
قام القائد يوسف سعيد أبو دره ( أبو العبد
) على رأس قيادة 200 مائتان عنصر من قادة وعناصر المقاومة من قرى اجزم وجبع وعين
غزال وشفا عمرو وعرب التركمان والطيرة .. ومن قرى متفرقة متجاورة أخرى .. اشتركت في هذه العملية الجريئة .
خطة الهجوم على السجن :
قام أبو دره بعمل هجوم على سجن عتليت
ونفذها وفق خطه منظمه محكمه ناجحة حين قام احد فصائله بالسيطرة على احد المنازل
الذي يبعد عن السجن مسافة 300 متر للانطلاق منه ومن ثم تطويق السجن . فصيل ثاني
قام بتصويب أطلاق النار على حراس السجن ومن ثم قتلهم . فصيل ثالث من رجال المقاومة
راقبوا النجدات البريطانية التي تأتي من مدينة حيفا وكمن لها . وفصيل رابع لتخفيف الضغط عن الثوار
والاشتباك مع نجده بريطانيه في اتجاه الجنوب من السجن .[24]
المعركة :
وقعت المعركة في الساعة الحادية عشر من
ليلة 19 على 20 / 7 / 1938 م[25]
في احد أيام السبت وبعد أذان المغيب للتخفي والمباغتة وبعد أن طوقوا السجن وقتلوا
حراسه وبعض المسؤولين الصهاينة والانكليز وشرعوا باب السجن وأطلقوا سراح الثوار
المعتقلين الأسرى بعد أن تم قتل الحراس الانكليز والصهاينة وقتل الثوار قرابة 20
بريطانياً وجرح آخرون غيرهم كما تم اعتقال مدير السجن اليهودي الصهيوني وعائلته
المكونة من ( زوجته وابنه وابنته وزوجها وشقيق زوجته وزوجته ) والذين كانوا
متواجدين في سكن خاص للسجن [26]يحرصون
على تعذيب الثوار المعتقلين ويتسلون برؤيتهم وهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب في
أرضهم وبلادهم ووطنهم على أيدي عصابات وقراصنة مسلحون قتله مجرمون غزاة .
عاد القائد يوسف أبو دره إلى عرينه ومعه
رجاله الذين يتوزعون باتجاه قرى داليه الكر مل واجزم وفي منطقه خاصة شمال اجزم جرى
إعدام ( مدير السجن الصهيوني ونسيبه ) بعد أن جمعت المعلومات عن أعمالهم المخزية اما
زوجتا هذان الصهيونيان المجرمان وأطفالهما فقد تم الإبقاء على حياتهم انطلاقاً من
مبادئ الحرب في الشرع الإسلامي ووصايا السلف الصالح والرسول صلى الله علية وسلم
الذي يوصي بعدم قتل المسنين والشيوخ والنساء والأطفال والأسرى والجرحى والمرضى
والفارين وغيرهم ، ثم تم إيصال هؤلاء الأطفال وأمهاتهم إلى ذويهم اليهود الصهاينة
في مدينه حيفا بعدها [27]
عاد الثوار سالمين بحفظ الله سبحانه وتعالى .أنها معركة ضارية مشرفه استمرت 3
ساعات خاضها إبطالنا بشجاعة وجرأه وبطوله .
استشهد في هذه المعركة الثائر البطل موسى
عبد الرزاق أبو حمده ( من اجزم عشيرة العواصي ) [28]كما
استشهد البطل محمد قاسم من قرية قباطية وكان من قادة الفصائل نواف أبو شحرور من
عرب التركمان ، وصالح المد بوح من عرب شفا عمرو[29]
كما جرح الثائر البطل راغب الدر باس من طيرة حيفا جراح بليغة نقل إلى بيت احد
معارفه في قرية دالية الكر مل وتلقى علاجه هناك بأشراف الطبيب حمزة إلى إن تماثل
للشفاء بحمد الله سبحانه .
معركة اليامون ( أواخر تشرين
الثاني / 1937 م ( :
أطلق مؤرخ النضال على هذه المعركة بالكبيرة
، لاشتراك قائدان كبيران معاً فيها هما عماد ثورة 1936 – 1939 م التحررية الكبرى ،
بل هما أول من أطلق رصاصه الثورة المسلحة الأولى بعد استشهاد قائدهم الرائد الرمز
الشيخ عز الدين القسام رحمه الله .[30]
الشيخ فرحان السعدي( أبو عبد الله ) قاد
عمليات عسكرية فدائية موفقه عديدة مكبداً جيش الاحتلال الكثير من الخسائر .. والشيخ عطية احمد عوض ( أبو احمد ) ايضاً قاد عمليات جهادية عديدة
موفقة .. فكلما سقط بطل عملاق شهيداً باراً في النزال خلفه
بطل أخر .. وهكذا هي مسيرة أهل الإيمان والخير .. مع أعداءهم .. استشهد القائد عز
الدين القسام في يوم الأربعاء 20 / 11 / 1935 م فأستلم من بعده الراية في نيسان
1936 م الشيخ فرحان السعدي .. ولما استشهد فرحان السعدي استلم قيادة المقاومة من
بعده الشيخ عطية احمد عوض .. ولما استشهد أبو احمد استلم من بعده قيادة المقاومة
الشيخ يوسف سعيد أبو دره .. واستلم قيادة المقاومة ايضاً القائد الفذ الشيخ عبد
الرحيم الحاج محمد وعشرات آخرون غيرهم قادة أحرار أبطال سقطوا في ميدان النزال ..
نحسبهم عند الله سبحانه شهداء أبرار ..
في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني عام
1937 م وبينما كان قادة المنطقة وقيادة الثورة والجهاد في هذه المنطقة في قرية
المغير شرق جنين ، حاصرتها قوات جيش الاحتلال البريطاني وأخذتها على حين غرة غدراً
ليلاً ، ولكن هذه المفاجئة الغادرة لم تهز أو تهزم أبطال المقاومة الذين نذروا
أنفسهم لله تعالى ،فسارعوا وعلى الفور وبكل هدوء أعصاب بحمل سلاحهم واخذوا مواقعهم
في مواجهة هذا المحتل الشرس في معركة غير متكافئة يصلوه ناراً حاميه ، تمكن الثوار
من فتح ثغرة في صفوف قوات الاحتلال الذي حاصروهم ثم انسحبوا من خلال هذه الثغرة ،
وتوزع الثوار في عدة قرى في المنطقة . أما القائد الشيخ عطية احمد عوض ( أبو احمد
) فقد دخل قرية اليامون مع عدد من أخوانه وهم بحدود الثلاثون عنصراً لتناول طعام
العشاء في القرية وفضلوا أن يقضوا ليلتهم هناك لأداء فريضة صلاة الجمعة في مسجد
القرية وما إن لاح الصباح إذ أقدمت قوات الاحتلال البريطاني بمدرعاتة ومصفحاته
بتطويق القرية ، حيث يرابط فيها القائد الشيخ عطية وإخوانه الثوار ، تقدر قوات
الاحتلال البريطاني التي طوقت القرية ب ( 3000 ) ثلاثة ألاف عسكري بريطاني كاملي
السلاح والعدة .. قدموا بسلاحهم ومدرعاتهم وحقدهم وغدرهم وبطشهم للقضاء على الثورة
وقادتها .. ولم يكن يدور بخلدهم أن للشعب العربي الفلسطيني المسلم آنذاك ألف شيخ
وألف عالم وألف قائد وآلاف من فرسان المقاومة وان الثورة مستمرة للأمامأذا سلمت من
التأمر .. علم حراس القرية بالأمر اخبروا القائد الشيخ عطية بالأمر فأمرهم وعلى
جناح السرعة أن يستعدوا للمقاومة لمواجهة العدو .. وهنا يستحضرني بيتاً من الشعر في هذا
الموقف العصيب :-
إذا لم يكن من الموت بد * فمن العار إن
تموت جبانا
استعد الشيخ عطية واستعد الثوار .. واستعد
أهل القرية في معركة حاميه ضروس غير متكافئة وقدمت 6 آليات نقل جنود بريطانيين
إضافية مع مدرعتين من جهة قرية سيله ألحارثيه .. فقام يوسف أبو درة بشن هجوم قوي
ومباغت عنيف على هذه القوة التي افقدها صوابها وتوازنها .. واستطاعوا أن يشاغلوا
هذه القوة ويقضوا عليها قبل أن تصل إلى اليامون .. حيث الميدان الرئيسي والمعركة الحامية ..
استمر القائد الشيخ عطية احمد عوض في منازلة هؤلاء الأشرار رغم ضخامة عددهم
وسلاحهم ومجيء طائراتهم كالمعتاد .. وصلت إلى القرية وميدان المواجهة نجدات من
القرى العربية المجاورة لدعم صمود الثوار واستمرت المعركة من الساعة الثانية عشره
ظهراً حتى الساعة الثامنة مساء أسفرت المعركة عن دحر العدو بقتل ( 100 ) جندي من
عساكره وجرح عدد مماثل من جنوده .. وتم بفضل الله إسقاط طائره .. استشهد من إخوان
الشيخ عطية تسعة أبطال ، واستشهد من النجدات العربية أكثر من ثلاثين مقاوم كما سقط
عدد كبير من الجرحى بين صفوف العرب ، وكان من بين الشهداء الأبرار في هذه المعركة
الخالدة البطل الفذ الشيخ محمد أبو قاسم من قرية عين غزال الصامدة [31]
..
ومن الأبطال الذين ابلوا البلاء الحسن
أثناء القتال المجاهد الشيخ محمد عبد العزيز فصيل سلواد والمجاهد البطل سعد محمد
عيسى من فصيل قرية اجزم [32]
والمجاهد كامل الحاج حسين قائد فصيل صانور وفيصل النابلسي احد المستشارين في نابلس
استمر الشيخ عطية في تسديد الرصاص لصدور الاحتلال حتى سقط شهيداً كريماً عزيزاً ..
في نفس المعركة .. وبقيت قيادة الثورة الفلسطينية في هذه المناطق تعاني من فراغ
لأيام وأسابيع ولم يسد الفراغ ألا الشيخ يوسف سعيد أبو دره الذي افتتح عهد قيادته
للثورة بعمليات بطوليه جريئة جندل خلالها الجند البريطاني وكان خير خلف لخير سلف
حينما تولى قيادة العمل المقاوم خلفاً للشهيد الشيخ عطية احمد عوض .[33]
وهكذا هي امتنا العربية الإسلامية كلما مات
منها بطلاً غيوراً مسلماً خلفه أبطال ليبقى جيل وجيل الكفاح متصلاً بالنصر بعون
الله تعالى.
معركة أم الزينات:
أنها معارك كثيرة التي وقعت في وحول قرية
اجزم ، وقرب خرب اجزم العديدة وما جاورها من قرى سواء كانت أم الزينات أو عتليت أو
غيرها كان لأبناء وفصائل اجزم الدور والمشاركة الفعالة في هذه المعارك قدر الإمكان
فقد ذكر جميل عرفات في معارك اجزم معركة أم الزينات التي وقعت يوم 28 / 11 / 1938
م وقد ورد ذكرها في وثائق أكرم زعيتر وصبحي ياسين وغيرهم من المؤرخين ، وقد جاء في
تقرير عن معركة أم الزينات التي وقعت في منطقة الكر مل يوم الاثنين 6 شوال 1357 هـ
الموافق 28 / 11 / 1938 م انه بينما كانت قيادة المنطقة مع فصائلها بقيادة يوسف
أبو دره ترابط في منطقة الكر مل الواقعة بين قرى دالية الكر ملوأم الزينات واجزم
وعين غزال ، إذ بعث الجيش البريطاني ب ( 14 ) طائره حربيه مقاتله لتعيين وضرب مواقع
المقاومة وقوات من الجيش البريطاني طوقت هذه المنطقة بين اجزم وأم الزينات وعين
غزال تعدادها 3000 عنصر عسكري بريطاني مسلح مع عشرات المصفحات والآليات [34] ،
ضد 200 من الثوار . وقعت المعركة بين الفريقين في مساحة 10 عشرة كيلومترات مربعه
أبدى فيها رجال المقاومة الأحرار كل صنوف الثبات والبسالة والصمود في معركة مقدسه
عادلة خاضوها ضد الظلم والباطل والجور ، تمكن أبطال الفصائل منإسقاط طائره واحده
سقطت وشوهدت في ميدان المعركة ، وسقطت طائره ثانيه بعيده عن موقع المعركة ، وقد
سقط 35 قتيلاً من الجند الانكليز برصاص المجاهدين [35]
وفي مصادر أخرى العدد 40 بريطاني الذين سقطوا ثم اشتد أوار المعركة ضراوة [36]والتحم
الجانبان واستمات المجاهدون في المقاومة وسط التهليل والتكبير وقد قام شيخ
المجاهدين القائد الباسل الشيخ يوسف أبو دره كعادته في مثل هذه المعارك الحاسمة
يهلهل ويكبر ويشجع على المقاومة والثبات ويتقدم الصفوف شاهراً سيفه وتقدم بكل
جرأءه أمام القائد البريطاني وضربه بالسيف فخر صريعاً ثم أعقبه بالشاويش القريب
منه ثم جندل جنديين آخرين .. وكان صوت المجاهدين بالتهليل والتكبير يصل لعنان
السماء استمرت المعركة طيلة النهار حتى خيم الظلام انسحب الثوار ولم يفقدوا سوى
بضعة أشخاص شهداء كرام أما الجند البريطانيين الذين كانوا يساقون إلى المعركة
سوقاً واجبارياً وعنوه تحت تهديد ضباطهم وإطلاقهم رصاص المسدسات عليهم وتهديدهم إن
لم يقاتلوا الثوار فقد خسر الانكليز خسائر فادحه واضطرت قيادتهم على غير عادتها إن
تبقيهم في بعض الأمكنة حتى يستطيعوا في اليوم التالي جمع جثث قتلاهم وجرحاهم وقد
خسر الانكليز 35 جندياً بريطانياً في المعركة ، اضطر الجيش البريطاني في اليوم
التالي لسحب جثثهم ونقلها على ظهور الحمير لوعورة المكان .
وذهب الجيش البريطاني كعادته ينتقم من
الأهالي في قرية اجزم وعين غزال وأم الزينات وجبع وغيرها يصب جام غضبه على الأهالي
العزل .[37]
وثيقة بيان من القائد يوسف
أبو دره حول هذه المعركة
ديوان الثورة العربية الكبرى
في فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
( هذا بيان للناس ) من حق ديوان الثورة العربية في فلسطين إن
يسجل في كثير من الفخر والإعجاب هذه النتائج الباهرة التي أسفر عنها الصدام الأخير
الذي وقع في أم الزينات بين فريق من المجاهدين وفئات كبيره من الجند الانكليزي
تبلغ الألف وكان عدد الثوار لا يكاد يتجاوز المائتين . بدأ الصدام بيننا وبين فئات
الجند حين التقت فصائلنا بهم بينما كانوا يحاولون تسلق الجبل الذي كنا نرابط فيه
فعاجلهم بعض الفصائل بإطلاق النار وعلى اثر ذلك حضر إلى مكان المعركة ( 13 ) طائرة بدأت لتوها بإلقاء القنابل وإطلاق النار ،
فعمد الثوار إزاء ذلك إلى مهاجمة الجند الذي اخذ في التراجع ولما أصبحوا على بعد
يسير منه لجأوا إلى مهاجمته بالسلاح الأبيض مما اضطر الجند إلى الهرب يحمل معه جثث
القتلى المتساقطة ، حتى عرف إن عدد القتلى بلغ 35 ولم يعلم بالضبط عدد الجرحى من
الجنود واستشهد من الثوار خمسه رحمهم الله . هذا واني أعلن لا صحة مطلقاً للإشاعة
القائلة باني أنا يوسف سعيد أبو دره قد أصبت بضرر ما ، فانا لا زلت بحمد الله
أتمتع بالصحة والعافية ، وأعاهد الله والرسول محمد صلى الله علية وسلم على مواصلة
الكفاح إلى النهاية حتى تصل ألامه إلى ما تصبو إليه أو يقضى الله امراً كان مفعولا
. 8 / 10 / 1357 هـ الموافق 30 / 11 / 1938 م
المتوكل على الله يوسف سعيد أبو دره .
ابن
قرية إجزم
الكاتب
رشيد
جبر الأسعد
2012م
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة
النشر بشرط ذكر المصدر"
[1] جميل عرفات : حيفا وقراها ، صفحه : (54)
يذكر في معارك اجزم ، منها معركة لد العوادين ، وان تاريخها 11 / 9 / 1937 م بينما
يذكر صبحي ياسين في : الثورة العربية الكبرى في فلسطين في صفحه : (183) إن تاريخ المعركة 4
/ 9 / 1937 م.
[2] صبحي ياسين : الثورة العربية الكبرى في
فلسطين ، صفحه : (183 / 184) ، وجميل عرفات :
حيفا وقراها صفحه : (54) ، وموقع ذاكرة عكا والجليل على منظومة الشابك ( أي
الانترنت ) بقلم جميل عرفات عن معارك اجزم : معركة لد العوادين .واحمد مصطفى الباش
: طيرة حيفا ، الناشر دار الشجرة للنشر والتوزيع ، دمشق ط 2 ، آذار 2001 م صفحة :
( 166).
[3] لبيب عبد السلام قدسيه : قرية اجزم
ألحمامه البيضاء ، صفحه (431).
[4] لبيب عبد السلام قدسية : قرية اجزم ألحمامه
البيضاء ، صفحه : (432).
[5] مروان الماضي : قرية اجزم ألحمامه البيضاء
، صفحة (99).
[6] صبحي ياسين : الثورة العربية الكبرى في
فلسطين ، القاهرة ، 1967 م نشر دار الكتاب العربي صفحه : (182) و (183) ، ومروان
الماضي : قرية اجزم ، ألحمامه البيضاء ، نشر دار الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع
، الطبعة الأولى ، 1994 م دمشق ، صفحه : (100) ، ولبيب عبد السلام قدسيه : قرية
اجزم ، الطبعة الأولى 2010 م دار وائل للنشر والتوزيع ، الأردن – عمان ، صفحه : (437).
[7] لبيب عبد السلام قدسيه اجزم قضاء حيفا
ألحمامه البيضاء ، صفحه (434).
[8] هو المرحوم الحاج عبد الخالق سليمان داوود
حسين حايج طراد أصلهم من صخر يعودون لقبيلة شمر في الطائف ، خلف الحاج عبد الخالق
ولده البكر ( الأستاذ الداعية توفيق) رئيس وشيخ الجالية الفلسطينية في العراق
ونائب رئيس رابطة علماء المسلمين الفلسطينيين في العراق .. قتل في أحداث العنف
الطائفي عام 2007 م في
بغداد
[9] مروان الماضي : اجزم الحمامة البيضاء ،
صفحه : (98) ، ولبيب عبد السلام قدسيه : اجزم قضاء حيفا ، صفحه (435) ، واحمد
مصطفى باش : طيرة حيفا ، ط 2 ، آذار 2001 م دمشق ، دار الشجرة للنشر والتوزيع ،
صفحه : (170).
[10] لبيب عبد السلام قدسية : اجزم ، صفحه :
(434).
[11] كما رواها لي الأخ الفاضل رشيد فارس الشيخ
قاسم ( أبو محمد ) ببغداد.
[12] مروان الماضي : اجزم ، صفحه : (100) ولبيب
عبد السلام قدسية : اجزم ، صفحه : (435) راجع تفاصيل المعركة في هذا الكتاب.
[13] لبيب عبد السلام قدسية : اجزم ، صفحه :
(437).
[14] صبحي ياسين : الثورة العربية الكبرى في
فلسطين : صفحه : (182).
[15] مروان الماضي : اجزم ، صفحه :( 101).
[16] صبحي ياسين : الثورة العربية الكبرى في
فلسطين ، صفحه : (183 )، وإبراهيم بكر
إبراهيم : من تاريخنا النضالي / معركة أم الدرج في جبل الكر مل ، مجلة ( التحرير)
عددان 9 و 10 حزيران 1986م بغداد صفحه : (36 - 37 ) وحماد الحماد: عائلات عين غزال ، 2010 م ، دمشق ، دار الشجرة للنشر ط
2 ، صفحة : (69
[17] في بغداد تعرفت على نجله ، وهو رجل دمث
الأخلاق وأعطاني فكرة موجزه عن استشهاد والده وهو الذي اشترك في معركة أم الدرج
وغيرها من معارك 1936 – 1939 م ولم تكتب له الشهادة ولكنه استشهد في
حرب فلسطين 1948 م.
[18] صبحي ياسين : الثورة العربية الكبرى في فلسطين ، 1936 – 1939 م ، إصدار وزارة الثقافة دار الكاتب العربي ، القاهرة ، 1967 م ، صفحه : (185) مع تصرف المؤلف بما يناسب الموضوع ، وجميل عرفات : كتاب حيفا وقراها عن معارك اجزم يذكر معركة الفريد يس في 10 / 11 / 1938 م صفحه : (54) ، وموقع علي الشابك ( الانترنت ) باسم موقع ذاكرة عكا والجليل بقلم جميل عرفات باسم : اجزم .
[19] مروان الماضي : اجزم الحمامة البيضاء ،
صفحه (98).
[20] في لقاء وتحقيق مع الاخوه أبناء وأقارب
رجال المعارك أو الذين شاهدوا الحدث او أبنائهم وهم ( احمد عبد الله الحسن ،أبو
صلاح ، عبد الرحمن محمد عبد المعطي نوفل أبو حسام ، صبحي احمد عبد المعطي أبو احمد
وغيرهم )اجري اللقاء معهم في الأردن الشقيق الكاتب لبيب عبد السلام قدسية ،
والمعلومات السالفة عن : لبيب قدسيه : اجزم قضاء حيفا صفحه : (424 ) ( مع تصرف
بسيط).
[21] لبيب عبد السلام قدسيه : اجزم قضاء حيفا ،
صفحه ( 427 – 428 ) ( مع تصرف بسيط).
[22] لبيب عبد السلام قدسيه : اجزم قضاء حيفا
صفحه ( 429(.
[23] كثيراً من المراجع تذكر استشهاد خضر أبو
شقير ، والحقيقة بعد أن التقيت مع نجله في بغداد ، يبين انه اشترك في معارك أهل
اجزم في المقاومة أبان الثورة 1936 – 1939 م ولكنه استشهد في حرب فلسطين 1947 –
1948 م وستقرأ ذلك في صفحات لاحقة
[24] صبحي ياسين : الثورة العربية الكبرى في فلسطين : صفحه ( 188 ) ، ( مع تصرف بسيط).
[25] صبحي ياسين : المرجع السابق ، صفحه ( 188 (.
[26] لبيب عبد السلام قدسيه : اجزم قضاء حيفا ،
صفحه ( 429).
[27] لبيب عبد السلام قدسيه : صفحه ( 429 )
المصدر السابق.
[28] هذا الشهيد البطل هو والد الشيخ الأستاذ
الداعية نواف موسى عبد الرزاق أبو حمده ( أبو موسى ) الخطيب والمربي والداعية في
مدارس بغداد وجوامعها طيلة نصف قرن أخرها جامع المهند مقابل ألجامعه ألمستنصريه
ببغداد ، راجع في نهاية الكتاب أو فصل أعلام اجزم رحمهم الله.
[29] احمد مصطفى الباش : طيرة حيفا ، الناشر :
دار الشجرة للنشر والتوزيع ، طبعة ثانيه ، آذار 2001 م ، دمشق ، صفحه ( 167).
[30] أرى واعتقد أن الشيخ القائد فرحان السعدي
الذي أشعل فتيل الثورة الكبرى ضد الانكليز في عام 1936 م مع رفاقه وقاوم الاحتلال
أشهر وسنوات وتم إعدامه وهو صائم ، له صولات كثيرة في ماضيه النضالي إن البطل
السعدي لم يأخذ بعد حقه كما ينبغي في كتابات التأريخ والإعلام المعاصر ، مثل ما
اخذ الشيخ عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني وعمر المختار وغيرهم .. لذا قمت بتأليف
كتاب عن سيرة الشيخ فرحان السعدي مدعم بالبيانات والوثائق يتكون من ( 500 ) صفحة لم يطبع لحد
ألان سوى ( 50 ) نسخه استنسخت بواسطة الحاسوب عام 1998 م.
[31] صبحي ياسين : الثورة العربية الكبرى في
فلسطين صفحه : ( 177 ) ( مع تصرف بسيط).
[32] هو شقيق جدة زوجتي لامها ، وهم من حمولة
الطوافشة في اجزم الحارة التحتا ويربطهم نسب مع الدكتور صالح عبد الله سريه.
[33] صبحي ياسين : صفحه ( 179 ).
[34] من أوراق أكرم زعيتر : وثائق الحركة
الوطنية الفلسطينية ، نشر مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت ، صفحه ( 520).
[35] من أوراق أكرم زعيتر : المصدر السابق صفحه
(520).
[36] صبحي ياسين : الثورة العربية الكبرى في
فلسطين صفحه ( 187).
[37] من أوراق أكرم زعيتر : وثائق .. صفحه (
520).