قيد الخنوع
تستصرخنا الأصالة في معدنها وتترجمنا الباكيات حسرات
,أزمنتي تمضي مهلهلةَ ُتعُتق مآسينا وَتتلونا ترانيم مزيفات
وللبطولة شوامخها لكنها عمياء وجيادها بلهاء وفرسان الورق
يتسابقون لسوح الأنحدار وكأنهم في حلبة رقص لفرسان العصر الرومنطيقي , والمعاني شاردات كاشفات مواقعها عاريات من
من مضامينها,, نشتري اللهو بفلسفة وننشر قصصنا على الطرقات
وفي الأزقة ونكتبها على جدران الحارات بغير ألوان باهتة العينين
بلا عنوان
فنحن من يصنع ذيلا للزمان وثقبنا له قرطين ليضعها بأذنيه
ونسابق على الرهان فمن منا يضع النظارة السوداء على قلوب
المبصرات,, فنسير على الدرب بلا هدى لنراقص ذيلية المنطق
ونمعن إحراجنا للغتنا الحزينة التي حرفت قواعدها فـلسفـة وبلا
معنى حيث النصب مرفوعا والمرفوع منصوبا,, والظم مجرورا,,
والسكون صاخبة ما عادت كما عرفناها فتاهت في زحمة الطرقات
والسين وسوف وهمزة الوصل تقطعت أرحامها وتفرقت بها السبل
وحبل المودة يشتكي ظلم المحبين, وشعاراتنا بليدة َنَقوى بها على أنفسنا وسيوفنا بتارة تقاتل الهواء وُيقطع بها كل حِبال صرخاتنا فيسود صمت العقلاء وتبتعد الحكمة ومنطقها الندي ويعلو صوت
المهرجين وكذا المحدث يبدأ ولاينتهي,, ويبدأ وكأنه كما بدأ أنتهى والمستمع في صمم أوفي قيلولته يغفومن عقم المحدث,, ثم َُتقطعنا الكلمات وُتقاطعنا ويجف نزيفها فتعطش أرضنا من خصوبتها وتذل أشجارها وتصبح عاقرة حيث الموت الأول قد بدأ وخريف السنين في ديمومة وزمن المنحدرين قد أزف,,
ثم نعود من جديد لخط البداية الأول,, حيث النكبة تتلوها نكبة أخرى والنزوح مستمر ومن داخل الشتات شتات أخر, حيث أن الأولى كانت في الدول العربية والأسلامية,, وكان هذا واقع حال
ويتبعه شتات الدول الأوربية,, وبلاد العم سام,, والبرازيل وغيرها
من الدول المضيفة وإذا ذهبت لأبعد نقطة في العالم لوجدت فلسطينياً
وكل هذا الشتات تجدنا على قدر المحنة وهذه ليست بشاكلة ً,, إنما المشكلة هي إن الشتات يدور فينا كالدورة الدموية وتحت الجلد وحتى الأظافر,, ونمعن في الشتات شتاتا ً وُنصعب حياتنا ونستأسد
بعضنا البعض ونقطع كل أوردتنا ونسينا أو تناسينا أيامنا وأعمارنا
الضائعات بحلوها ومرها,, وهنا سؤال عندما ننظر لكل الجاليات
العربية في العالم كافة نتلمس مدى إنتمائهم وترابطهم وحتى مشاكلهم لن يسمحوا لها أن تطفو على السطح!!!
أما نحن فحدث ولا حرج,,,,,,
ونبدئها بالمثل الأعلى إن كان مثـلنا!! دولتنا وقياداتها!! ثم يليها
تنظيمتنا وأيدلوجياتها المختلفة والأفكار المستوردة والكل يختلف
مع الأخر وعلى أساس أن الكل يريد أن يحرر أرض الوطن السليب
فلا وجود لحكمة (العصي المتوحدة معا) والتي لايمكن كسرها مجتمعة!! فقتلتنا الفرقه وخنقنا الأمل بأيدينا وتمردنا على بعضنا,,
فكلنا رؤوس وقيادات,, وبعصا الحاكم العربي تتجلى ذيليتنا,, وندس
رؤوسنا في التراب (كالنعام) حيث زمن(( الخنوع وقيده)) ما زال
يسكن في طيات حياتنا وسياسة الحاكم الظالم مازالت تتعايش مع كل مفردات حياتنا وتسيطرعلى مكنون عقلنا الباطن وعندما غادرنا (دول الحصارالفكري,, وقيد الحرية) إلى عالم (الديمقراطية الأوربية) نسينا,, عبوديتنا في دول التسلط,, فكيف كان فهمنا لهذه الديموقراطية؟؟ وهنا سؤال في غاية الأهمية بعد غربتنا والشتات
,,هل وحدنا قلوبنا,, وبحثنا في كيفية تعزيز اللحمة ورأب ماتصدع
من أساسياتنا الأجتماعية,, فذهبنا نقطع أرحامنا ونعتدي على بعضنا
في المواقع الألكترونية ونشهر بنا وألغينا تاريخنا الحافل من مآسينا
ومعاناة دامت لأكثر من ستون عاما,, فأحترقت صورتنا الحقيقية
على مرآى الناس ونشرنا كل ما لطخ ماضينا الطيب بحلوه ومره
وسببه الحرية فكل من يعرف ولايعرف سّـل سيفه وذهب يكتب إن
كان بعلم أو بلاعلم ومعرفة المهم أن يظهر أسمه للناس حيث تناسينا أصولنا وتقاليدنا فلم نعد نفرق بين صغير وكبيرومن هنا وبعد دخول
بوابة الشتات,, دخلنا بوابة الضياع فهل,, من صحوة ؟؟ أم نتشبث بعنجهية الرآي والتصلب,, أما حان وقت الصفاء وحكمة الولاء لبعضنا ؟؟؟
حاتم الأسعد
قبرص/ 2011/2/4
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"