ومن جهة ثانية، يقوم المجتمع الدولي وعبر
الأونروا بفحص مستوى جاهزية اللاجئين للدفاع عن حقوقهم من خلال بالونات اختبار،
تتمثل بتقليصات في الخدمات الإغاثية التي تقدمها الأونروا، ودون أن يكون هناك رد
قوي، فإن الرسالة التي تصل المجتمع الدولي، هي أن اللاجئين فقدوا الحماسة لقضيتهم
وأصبحوا جاهزين لتقبُّل أي تصفية لحق العودة وللأونروا.
وبالتالي فإن حراك اللاجئين هو واجب وطني وشرعي
لأنه يحافظ على حقوقهم من الإهمال والضياع والمصادرة ويؤكد تمسك اللاجئين المطلق
بكامل حقوقهم وعلى رأسها الحق في العودة .
فماذا عسى اللاجئون أن يفعلوا لخدمة قضيتهم ؟
في الأردن، ثلثا السكان هم لاجئون فلسطينيون، ولو
قرر هؤلاء يوماً ما عدم الخروج من بيوتهم، فإن الدولة تسقط، نعم تسقط، خصوصاً إذا
علمنا بأن 90% من دافعي الضرائب هم من الفلسطينيين، ومثلهم من التجار وأعضاء
النقابات المختلفة.
يتصرف الفلسطينيون في الأردن كما لو أنهم غرباء،
وأنهم غير أردنيين، وربما انتابهم شعور بالتمييز ضدهم، وأنهم أكثرية مضطهدة.
هذا الأمر بحاجة ماسة
وعاجلة للتصويب، فلا يُعقل أن يرفض الأردن استقبال فلسطينيي سوريا الفارّين من
الموت، ويقف إخوانهم في الأردن يتفرجون على معاناتهم. وقد حصل مثل ذلك مع فلسطينيي العراق من قبل. وهم يرون الاعتداءات متتالية على القدس والأقصى
ولا يحركون ساكناً إلا ما رحم ربي، وقليل ما هم .
وفي ظل حدود هي الأطول مع فلسطين، ماذا يحصل لو
أن آلاف العائلات الفلسطينية قررت العودة إلى مواطنها داخل فلسطين المحتلة عام
1948م من خلال اجتياز هذه الحدود الطويلة؟.
وما الذي يمنع من حدوث ذلك؟ إنّ أيّ عمل جماهيري
كبير لا تستطيع أن تقمعه أي حكومة أو نظام وقد دللت ثورات الربيع العربي على ذلك،
فأين هو ربيع الفلسطينيين في الأردن؟.
ومثل ذلك ينطبق على فلسطينيي سوريا. إنهم يفرون
من الموت في كل اتجاه إلا صوب أراضيهم المحتلة عام 1948م ؟.
لماذا كل هذا الخوف؟ إن بمقدور بضعة آلاف من
العائلات الفلسطينية إذا ما تحركت صوب الأرض المحتلة أن تزعزع أمن ("إسرائيل")،
بل وأمن المنطقة بالكامل، وأن تصبح مدخلاً لحلحلة الأزمة السورية ذاتها، فمن يدرك
هذا ويعمل على تنفيذه ؟!!
وما الذي يحرص عليه اللاجئون الفلسطينيون في
لبنان؟ إنهم يعيشون في قبور، وهم أحياء، فلماذا لا ينفضون عن كاهلهم غبار تلك
القبور في مخيمات البؤس اللبنانية ويخرجون عن بكرة أبيهم نحو أرضهم المحتلة ؟.
ما الذي يمنعهم؟وماذا ينتظرون ليفعلوا ذلك؟ هل
ينتظرون أن يأتي جيش من إندونيسيا أو تركيا لتحرير فلسطين وإعادتهم، بينما هم
يتفرجون ويلهون ويلعبون؟ أين دورهم في تحقيق العودة والتحرير؟.
إن أفضل وسيلة لإصلاح أوضاع اللاجئين في لبنان هي
بقيام عشرات آلاف العائلات بالنزوح نحو أرضهم المحتلة في الجليل، فإنهم إن لم
يحققوا العودة بالفعل، فإن العالم سيخطب ودهم ويصلح حالهم لثنيهم عن هذه الخطوة
التي ستهز عرش ("إسرائيل").
وقل مثل ذلك بحق اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع
غزة .
إنه لا يمنع الفلسطيني اللاجئ من أن يخوض غمار
التجربة إلا الأنظمة والسلطات الحاكمة، التي يخشاها اللاجئ أكثر مما يخشى ("إسرائيل").
وإن هذا الخوف وهذه الخشية دليل على ضعف الإيمان. لأن المؤمن لا يخشى إلا الله .
وما الذي يمنع فلسطينيي أوروبا والأميركيتين من
تنظيم سلسلة فعاليات واعتصامات أمام مقرات الأمم المتحدة في دول أوروبا بشكل
أسبوعي للمطالبة بتنفيذ حق العودة.
إن أخطر عدو يواجه اللاجئ الفلسطيني إنما هو
الخوف على الرزق، والخوف من السلطات، والكسل، وحب الدنيا، وفي اللحظة التي يتخفف
فيها اللاجئون من هذه المكبلات_ وهو ما يجب العمل عليه عاجلاً وليس آجلاً، وهذه هي
مهمة منظمات حق العودة، والفصائل الفلسطينية _ فإن ("إسرائيل") ستصبح في
مهب الريح وسيفرض اللاجئون معادلتهم على العالم، لأنه لا يضيع حق وراءه مُطالِب.
انتهى..
المصدر : فلسطين أون لاين –
صحيفة فلسطين
12/6/2013