من يغلب القلم أم النفوذ ؟- صلاح أحمد الصحفي

بواسطة قراءة 2538
من يغلب القلم أم النفوذ ؟- صلاح أحمد الصحفي
من يغلب القلم أم النفوذ ؟- صلاح أحمد الصحفي

القلم يكتب وله قراء ومفكرين وأصحاب رأي وحكمة لقوله تعالى( أقرأ بسم ربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) وقوله تعالى ( نون والقلم وما يسطرون ).

فعندما نكتب من أجل أظهار الحقيقة فكم من شخص كتب الحقيقة فكان مصيره مجهول !

والمجهول عند ربك محظوظ في جنات النعيم لأنه كتب الحقيقة أو تكلم بها من أجل إظهار الحق. والحق يعلى ولا يعلى عليه وليس من أجل النميمة والعياذ بالله فيا أخوتي قولوا الحقيقة أو أكتبوا عنها وأعملوا بها  حتى تهدأ نفوسكم وترتاح ضمائركم لقوله تعالى ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لم تفعلون ).

لحديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه وأن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان ).

فأما أصحاب النفوذ والجاه والمنصب فأن الكثير منهم يتظاهرون بالصدق في العلن ويكذبون بالخفاء فالظاهر شيء والباطن شيء آخر فأولئك لهم جهنم وبئس المصير ومن أجل ماذا ؟ النفوذ ! المال ! الجاه !

خابت نفوسكم الضعيفة يا من ملك النفوذ وضحك على ذقون الناس  بالنفاق والدجل وأشترى  منصبه بماله النفوس الضعيفة ليكونوا اليد الضاربة للناس الفقراء والأبرياء فلا حول ولا قوة إلا بالله لهم.

وأما المال يذهب ويذهب معه صاحبه لقوله تعالى ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون )، يا من كان يملك المال ذهب المال وبقي المال لغيره .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا مات أبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به  أو ولد صالح يدعوا له ) فمن عمل عملاً صالح فله جزاءه في الدنيا والآخرة فلا يسرق أموال الفقراء والأيتام التي جاءت من أموال الزكاة وأهل الخير إلى المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية.

 فإن هذا المال حق للسائل والفقير واليتيم ولكن مع الأسف تقوم بعض هذه المنظمات التي تدعي أنها خيرية وإنسانية بأكل حق هؤلاء وفي أحسن الأحوال توزع مال الصدقات والزكاة على الأقارب والمحسوبين من أجل النفوذ والجاه.  

يا مزكي بالمال إلى الفقير أفرح       برضى من الله وجناته

يا جاحداً بالمال على الفقير أخسئ     بنار جهنم وبئس المصير

ولكم مثالاً من الواقع  أين حسني مبارك زين العابدين بن علي وغيرهم كثر من الحكام وأذنابهم والمرتبطون بهم .

وكم امتلكوا من مال ونفوذ على حساب الفقراء والمساكين من أبناء شعوبهم !

أين مصيرهم الآن وكيف أمسوا ؟ الجميع يعرف الإجابة بأنهم باءوا  بغضب من الله وغضب شعوبهم وحصلوا على مكان مرموق في  مزبلة التاريخ.

هذا مصير كل من لا يخاف الله ويظلم الناس ويأكل المال السحت ...

وماذا سيقولون لربهم يوم الحساب يوم لا ظل إلا ظله ؟

أما أصحاب القلم والفكر فيظل مقامهم محمود عند الله وعند الناس أجمعين حالهم حال المحسنين والمصلحين والمجاهدين وتاريخنا العربي والإسلامي زاخراً بأسماء العظماء من الشهداء والأبطال الذين خلدهم التاريخ ونالوا رضى الله ورضى الناس.

 

بقلم / صلاح أحمد الصحفي

26/3/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"