انت لاجئ ؟؟ لا ... لست لاجئا !! انت مواطن ؟ لا ... لست مواطنا!! انت مقيم ؟ لا ... لست مقيما !! انت فلسطيني ؟؟!! نعم ... فلسطيني ... ومن العراق ؟؟! نعم .. من العراق ..
انت منسي !!! انت منفي ! انت غريب !! نعم .. وضحية .. ومهاجر .. ومشتت و.. و..
انت مقتول !!
لكل هوية قانون ... ودستور ... وعرف ... وسند ... ولكل انسان ... مواطنا كان ام مقيما .. رقم وتعريف ...ولكل ضحية عنوان ومكان ! ولكن انت كفلسطيني .. ومن العراق ما هويتك ؟ ما تعريفك ؟...اين تقيم ..؟؟ ومن العراق ؟؟؟
حتى ان كنت لاجئا او مشروع ضحية او حتى مقتولا .. من المفترض ان لك تعريف ,, وهوية وقانون ... وانتماء... لكنك كفلسسطيني ..استثناء .. ومن العراق ؟؟ استثناء نادر ومركب ..
لأنك باختصار منسي حتى فلسطينيا ..!! والدليل : ابحث عن ذاتك بين طيات وارقام الاحصاء السنوي الجديد للاجئين , والذي يصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني , لن تجد لنفسك وجودا .. ولا حتى رقميا !! .
سأكشف لكم مقتلا .. قد يعرفه الكثير ...و قد يصيب الجميع بالهذيان بل وبالذعر.. حتى ان تحررت فلسطين ... كل فلسطين .. من البحر الى النهر .. وتم استئصال السرطان الاسرائيلي الصهيوني من الجسد الفلسطيني .. وعادت حيفا .. وتحررت حارات اجزم وبيارات جبع وحاكورات عين غزال وبساتين عين حوض ومعاصر زيتون ام الفحم .. وكل التراب الفلسطيني ..
وعاد جميع اللاجئين الفلسطينيين من كل دول العالم .. لن يعود منكم احدا ... يا فلسطينيي العراق !!! انت لن تعود لأنك وحسب قوانينهم فقط فلسطيني لكنك لست لاجئا !!
وحق العودة 194 القرار الذي يعترف ويقر بعودة كل الفلسطينيين المهجرين الى ديارهم ويقول بحق الاختيار الفردي .. هذا القرار لن يشملك وحسب قوانينهم لن تكون ضمن العائدين...
نعم انت فلسطيني حتى النخاع ... وابا عن جد وعن جد الجد ... نعم .. ولك في فلسطين ارضا وبيوتا ومزارعا وقبورا ... ولك فيها امواتا واحياء ... لكنك , قانونا .. وحسب تعريفاتهم واحصاءاتهم .. انت فلسطيني لكنك لا تحمل صفة لاجئ ... ذهبت الى العراق او ولدت فيه .. وعشت هناك وهاجرت او ما زلت فيه .. فليس لك اسم في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ...الوكالة التي انشاتها الامم المتحدة من اجل اللاجئين الفلسطينيين ..
وذلك حسب اتفاق الحكومة العراقية منذ النكبة مع الامم المتحدة الذي ينص على ان تقوم الدولة العراقية برعاية الفلسطينيين سكنا ومعيشة وتعليما وتطبيبا ... دون ان تشارك في ميزانية وكالة الغوث ...
وعندما قدمت نفسك كضحية للعنف الطائفي في العراق للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة .. وكنت في احد المخيمات الحدودية .. التنف او الوليد او الرويشد او في الحسكة ... قبلوك واحتضنوك كلاجئ نعم ولكن فقط للنفي والشتات ... حتى ان الكثير اعتبرتهم بل ووضعتهم المفوضية تحت بند العراقيين .
ستغضب .. وتصرخ .. وسيهتز كيانك ,, وقد تحرق الدنيا من حولك ان لم تعد مع العائدين وتتذوق طعم التراب الفلسطيني ... لكنك لن تدخلها عائدا شرعيا حسب قوانينهم .. لأنك من العراق ..
ستدخلها زائرا يحمل جنسية اخرى نعم .... من اوربا او من امريكا او كندا او استراليا او من اي مكان في العالم ... ولكن ؟؟؟!!
اقول هذا لأن العالم يتذكر مأساة اللاجئين كل يوم 20 من حزيران من كل عام .. والشتات الفلسطيني موزع فقط في اوساط 132 دولة !!!
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تعرف اللاجئ الفلسطيني انه (( اي شخص كانت اقامته في فلسطين قبل فترة لا تقل عن سنتين قبل النزاع في سنة 1948 والذي فقد جراء هذا النزاع داره ومورده )) ... هل انت منهم ؟؟؟ هل نحن منهم ؟؟؟
الغريب ان الاحصاءات السنوية عن اللاجئين الفلسطينيين واوضاعهم حتى الصادرة عن الجهات الفلسطينية كانت لا تشير الى وجود للاجئين الفلسطينيين في العراق قبل الاحتلال الامريكي للعراق حيث كانت اعدادهم بحدود 30 الفا ولم تضعهم يوما تحت بند اللاجئين الفلسطينيين....
كيف الان وقد هاجرها اكثر من ثلثيهم ؟؟!! .
والتقرير الصادر يوم العشرين من حزيران اي قبل ايام ... عن الجهاز المركزي الفلسطيني للاحصاء لم يأت على اي ذكر لفلسطينيي العراق .. لا من بعيد ولا من قريب .. ولا حتى من باب التذكير بوجودهم ... لانهم المنسيون ابدا ... !!! .
ليس هذا فقط وانما العجيب كأن احدا لا يعرف عنا شيئا .. نحن فلسطينيو العراق... حتى الذين يعتبرون انفسهم مختصين بشؤون الفلسطينيين في الشتات ... واليكم هذا الدليل :
لالكرا التشيلية - اكبر حي للاجئين الفلسطينيين في العالم - حط 350 ألف ( 350000 ) لاجئ فلسطيني رحاهم في مدينة لاكلرا التشيلية بموافقة الحكومة التشيلية في حي خاص بهم لانقاذهم من مليشيات عراقية مسلحة ... وانفتح اللاجئون الفلسطينيون على حياتهم الجديدة في تشيلي .. لينفرد بعضم بافتتاح مطاعم للمأكولات الشرقية والبعض الاخر افتتح محال اخرى لبيع ملابس الرقص الشرقي !!!!! .
منشور بتاريخ 24 أيار من هذا العام نقلا عن صحيفة ( يسرائيل هايوم ) العبرية والكاتب هو اسرائيلي وخطيبته .. دخلا هذا الحي .. اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في العالم على انهما صحفيان من امريكا يقومان بمهمة صحفية في تشيلي !!!
يركز التقرير الصحفي هذا على جانبين فقط هما الرقم المتواضع جدا ( فقط 350 الفا ) وجانب اعمال هؤلاء اللاجئين ( مطاعم ومحلات لبيع ملابس الرقص الشرقي ) واين ؟؟؟ في اكبر حي للاجئين الفلسطينيين في العالم والقادمين تحديدا من العراق !!!
الاعجب والاغرب من المقال هو الموقع الذي نشر هذا الاعجاز الفلسطيني سيما انه من يختص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في العالم نقلا عن الصحيفة الاسرائيلية , موقع ( المجموعة 194 ) وحسب التعريف الذاتي للموقع ..هم مجموعة من الباحثين والناشطين الفلسطينيين قاموا بعد بحوث طويلة بتأسيس هذا الموقع الخطير للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في حق العودة في الجانب البحثي والاعلامي والدعاوي ... واترك التعليق لكم .
احمد ابو الهيجاء
24/6/ 2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"