تمسكوا بدينكم تدافعوا عن أمكم – ياسر الماضي

بواسطة قراءة 4093
تمسكوا بدينكم تدافعوا عن أمكم – ياسر الماضي
تمسكوا بدينكم تدافعوا عن أمكم – ياسر الماضي

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آل بيته الأطهار وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

 فالحمد لله تعالى الذي جعلنا مسلمين ومن أهل السنة ولم يجعلنا من أهل الشرك والبدعة  فالحمد لك رب حتى ترضى والله إنها من أعظم النعم التي أنعم الله علينا  فيجب أن نحمد الله تعالى على هذه النعمة العظيمة  فعندما نرى ونسمع أهل الشرك والبدع ممن يتقربون لله تعالى في السب والطعن في أمهات المؤمنين وصحابة نبينا صلى الله عليه وسلم وهم يظنون ويعتقدون بسبهم لهم أنهم يحصلون على محبة الله ورضاه وأنهم بارتكابهم للفواحش والمنكرات يتقربون لله!!

فأي ضلال بعد هذا الضلال أن يعبد الله تعالى بالسب والطعن وعلى من ؟ على خير البشر الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم لكي يصل لنا هذا الدين العظيم فو الله لم نجد حتى  أصحاب الديانات التي حرفت كتب أنبيائهم يتقربون لله بالسب والطعن أي دين هذا وأي عقيدة منحرفة هذه!!

إخواني بالتأكيد الكل سمع ما تناولته القنوات الفضائية ممن تطاول على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأظهر الطعن والسب فيها بأقبح الألفاظ  وما هذا الكلام الذي تكلم به هذا الدعي الخبيث ومن معه ليس من جيبهم وإنما هو كلام مسطر ملئت به أمهات كتبهم وهي عقيدة  يتقربون بها لربهم  كما نعلم ونحن هنا ليس للدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وليس نحن أهلا للدفاع عنها , فيكفيها عزا وفخرا وشرفاً أن الله تعالى العظيم خالق السموات والأرضين ومن فيهن دافع عنها فهذا شرف ليس بعده شرف وفخر ليس بعده فخر أن يذكر قصة الدفاع عنها في كتاب الله تعالى و في سورة النور ومن قوله تعالى (   إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ ........  والعشر آيات التي تليها إلى قوله تعالى....  الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ).

وجميع هذا الآيات اجمع المفسرون أنها نزلت في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولا ينكر براءة أم المؤمنين إلا مكذب كافر بآيات الله وكتابه العظيم وهؤلاء فاق كلامهم الأولون الذين جاؤا بالإفك أول مرة فالسابقون قالوا كلامهم قبل أن ينزل القرآن بأيات البراءة فأكثرهم ندموا لما تبادلتها ألسنتهم مالم يتبينوا بأعينهم أو يكن عندهم شهود على كلامهم وكما قال تعالى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) فأقيم عليهم حد القذف بعدما نزلت الآيات البينات في برآة أم المؤمنين وطهر اغلبهم من الذنب ما عدا المنافق الخبيث عبد الله بن أبي سلول فقال فيه تبارك تعالى{والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} , أما الذين يتكلمون اليوم  فهم بطعنهم هذا إنما يكذبون بآيات الله تعالى  بل زادوا بالأكاذيب والطعن بأم المؤمنين حبيبة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وقالوا أن لها علاقات كثيرة مشبوهة وأنها جمعت أربعين دينار من زنا والعياذ بالله من كلامهم وهذه احدى اقاويل علمائهم (وأما عائشة فقد قال ابن رجب البرسي: "إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة" (مشارف أنوار اليقين 86)!! تعالى الله عما يقول الزنادقة علوا كبيرا.

 ولا أريد أن اجرح مشاعركم فإن طعنهم وسبهم كثير ومعروف للكثير لا أريد التكرار, على مسامعكم كما قلت لكم أيها الإخوة نحن ليس بصدد الدفاع عن أم المؤمنين  فيكفيها عزا وفخرا أن الله تعالى العظيم دافع عنها فماذا يساوي كلامنا بعد كلام الله تعالى ولكن أيضا علينا نسأل أنفسنا لماذا هؤلاء في كل مناسباتهم يطعنون ويسبون صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم وماذا يقصدون ومن يستهدفون؟! 

وبعد أن رجع كل الذين يسبونهم لله تعالى من يريدون أن يستمع لهذا الطعن والسب فليس هناك أدنى شك هم يقصدون التحريض على أهل السنة  وملئ قلوب أتباعهم غيظا ً وحقدا لأننا نحن أهل السنة أتباع أمنا عائشة رضي الله عنها وأتباع صحابة نبينا عليه الصلاة والسلام .

ونعرف جيدا أثر هذه الأكاذيب التي يختلقونها وعقدة المظلوميات التي افتريت كذباً التي يدعونها كيف كان لها أثر على عقول عامتهم فملئت عقولهم وقلوبهم حقدا أسودا فكان نتيجته كلامهم ما حل بنا .

إذا أيها الإخوة نتائج هذا الكلام الذي يتكلم به البغاة معروفة للجميع فما واجبنا تجاه هذا الكلام وكيف ندافع عن أم المؤمنين والصحابة الكرام رضي الله عنهم  فيجب علينا  أن نتمسك بعقيدتنا وذلك بالتمسك بكتاب الله تعالى وإتباع سنة نبينا صلى الله عليه السلام  وحب آل بيت نبينا الأطهار وحب صحابة نبينا جميعا والاقتداء بهم وقراءة سيرتهم هؤلاء الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم وأوصلوا لنا هذا الدين العظيم.

في حياة النبي صلى الله عليه بلغ عدد الصحابة أكثر من مائة وعشرين ألفاً  ولم يدفن منهم في المدينة سوى عشرة ألاف وقليل فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم في كتابه العظيم قال تعالى فيهم {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وقال تعالى{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}) وقال صلى الله عليه وسلم : لاَ يَدْخُلُ النار أحَجٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) ، فهل بعد كلام الله تعالى ورسوله  كلام ومن اصدق من الله قيلا .

وكذلك يجب الاهتمام بطلب العلم الشرعي وخصوصا تعلم العقيدة  فنعرف كيف نوحد ربنا وتعلم الفرائض التي فرضها الله علينا وهذا فرض عين على كل مسلم تعلمه ولا يعذر فيه أحد بجهله يوم القيامة , فكثير من أبناء المسلمين يجهلون كيفية الوضوء وأركان الإسلام والإيمان وكذلك يجب على أولياء الأمور الزام بناتهم على التمسك بالحجاب الشرعي والذي هو عنوان إسلامها وشرفها وعفافها وحياءها.

اسمعوا أيها الأخوات وأيها الأخوة حياء أم المؤمنين عائشة وكيف تتمسك بحجابها  تقول عائشة رضي الله عنه ( كنت ادخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي واضع ثوبي  فلما دفن عمر معهم  فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر ) سبحان الله  انظروا أم المؤمنين رضي الله عنها كيف تحتجب من سيدنا عمر وهو في قبره رضي الله عنهم وهل بعد هذا  طهر وحياء سبحان الله عما يأفكون ويتقولون عن أم المؤمنين التي حملت لنا ثلث هذا الدين.

فقد روت أم المؤمنين عائشة أكثر من ألفان ومائتي حديث اغلبها في الفرائض والأحكام وما يتعلق بفقه النساء وقد كان كثير من أكابر الصحابة رضي الله عنهم  يلجأ إليها إذا أشكل عليه شيء لما لها من علم  وفقه فهي أعلم وأفقه نساء العالمين.

فان فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أكثر من أن يسعها موضوعنا هذا فهي التي قال عنها صلى الله عليه وسلم (يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا) رواه البخاري. وهي التي قال عنها صلى الله عليه وسلم (كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ) رواه البخاري.

وهي التي أراها جبريل عليه السلام للنبي قبل أن يتزوجها عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَالَ لَهَا أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ) رواه البخاري. وهي التي برأها الله تعالى في كتابه ليوم الدين وهي التي مات عنها صلى الله عليه وسلم في حجرها وهي آخر من لامس ريق النبي صلى الله عليه وسلم ريقها عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ (تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً فَأَخَذْتُهَا فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ يَدُهُ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الْآخِرَةِ ) رواه البخاري.

سبحان الله كيف يفتري الظالمون على أم المؤمنين رضي الله عنه والله إن كلام أصحاب الإفك الجدد فاق كلام أصحاب الإفك السابقين فاؤلئك كان كلامهم قبل أن ينزل القرآن آيات في برائتها وهؤلاء تكلموا بعد نزول الايات وزادوا في قذفهم وطعنهم وسبهم وجعلوا من هذا الكلام عقيدة ودين ومنهجا .

أسال الله العظيم  أن يرد شبابنا وبناتنا لهذا الدين العظيم اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وانصرنا على الكفرة والمشركين وكل من يريد تفريق جمع المسلمين اللهم عليك بمن  كذب كتابك وسنة نبيك  وسب صحابة نبيك أرنا اللهم فيهم يوما أسوداً عبوسا واجعلهم عبرة لكل من يعتبر وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  

 

ياسر الماضي

27/9/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"