رام الله ـ ( خاص ) من محمود الفطافطة
التصلب اللويحي المتعدد هو مرض يصيب الجهاز العصبي
المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي) مما يؤدي إلى ضعف تدريجي في عمله والتسبب في
مجموعة واسعة من الإعاقات الوظيفية للجسم، قد تتطور إلى إعاقات نفسية واجتماعية
أحياناً تحد من نوعية الحياة وكفاءتها للشخص المصاب بهذا المرض.
يقول مستشار الأمراض العصبية د. طالب دعباس لشبكة إرم
الإخبارية إن أهم أعراض المرض تتمثل في: "تنميل أو خضران في الجزء السفلي من
الجسم، أو الأطراف، عدم القدرة على المشي بخطوات ثابتة أو وجود رجفة في الأرجل،
تيبس أو تصلب العضلات بدوار وإرهاق وشعور بالإعياء، الشعور بصدمة كهربائية عند
تحريك الرأس بطريقة معينة، تشتت بالنظر مع رؤية نقاط سوداء من فترة إلى أخرى، مع
احتمالية فقدان البصر على الأقل في عين واحدة، اضطراب أو عدم السيطرة على المثانة
والأمعاء".
ويضيف إن هذا المرض ترافقه مشاعر مختلطة ما بين الحزن
والاكتئاب والعصبي، وعدم التركيز وتشوش الأفكار وسواها من أعراض قد تتطور بسرعة
تبعاً للحالة المرضية للمصاب.
وبخصوص أسباب المرض يشير د. عباس إلى أنها غير معروفة
حتى هذه اللحظة، لكن هناك الكثير من التفسيرات العلمية التي رافقت الحديث عن هذا
المرض، وأهمها :الاقتراب أو الابتعاد عن خط الاستواء، فكلما ابتعدت عن خط الاستواء
زادت إمكانية ظهور المرض، وبالذات إن حصل انتقال للشخص المعرض للإصابة من مناطق
دافئة إلى مناطق أقل دفئا، موضحاً أن هناك احتمالية أن تلعب الجينات دوراً في مدى
تحديد الإصابة، إلى جانب احتمالية التعرض لعدوى فيروسية معينة في مرحلة الطفولة
وبقيت مختزلة في الجسم حتى فترة أصبحت جاهزة للظهور.
وبشأن العلاج الطبيعي لمريض التصلب اللويحي يبين د.
عباس أن مثل هذا العلاج يساعد في الحد من تشنج وتصلب العضلات، زيادة قوة عضلات
المريض، تحسين صعوبات المشي والتوازن، زيادة مستوى الطاقة للمريض من خلال الحفاظ
على عضلات التنفس وعضلة القلب، الحد من التشوهات في العمود الفقري والمفاصل من
خلال الحفاظ على ليونة الجسم، منوهاً إلى أن هنالك تعليمات تُعطى للمصاب من أجل
الحفاظ على نفسه والتعايش مع مرضه يمكن للمريض القيام بها في بيته وحياته اليومية.
وفيما يتعلق بدور التغذية لمرضى التصلب اللويحي يؤكد د.
عباس على ضرورة اهتمام المريض بتناول المواد الغذائية التي تحتوي على بروتينات
ودهنيات أقل، وتلك التي تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية لصحة الجسم البشري،
وهي متوفرة في اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك.
أما امكانية علاج هذا المرض فيبين د. دعباس أنه لا يوجد
حتى الآن علاج شافٍ من المرض بشكل كامل، وإنما يقتصر الدواء على حقن أو أقراص
"الاستيرويد"، وحقن "الانترفيرون" وهي الأنجع في العالم، حيت
تساعد في تقليل وتيرة وتكرار النوبات، وتخفيف تأثيرها إلى حد كبير، لكن هذا العلاج
مكلف ماليا، ولا يستطيع المريض تحمل تكلفته التي تقدر بـ 1500 دولار، مبيناً أن
وزارة الصحة الفلسطينية تعمل على تأمين هذا العلاج مجانا للمرضى وإن انقطع بين
فترة وأخرى.
يشار إلى أن عدد مصابي هذا المرض على مستوى العالم يقدر
بأكثر من مليونين و500 ألف شخص بحسب إحصاءات الاتحاد الدولي لمرض التصلب العصبي
المتعدد. أما في فلسطين فيقدر عددهم -وفق احصاءات جمعية أصدقاء مرضى التصلب
اللويحي في فلسطين- بأكثر من 650 شخصاً، في حين يقدره أطباء الأمراض العصبية بنحو 2000
شخص.
المصدر : إرم نيوز
11/3/2014