تدهور أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الوليد على الحدود العراقية السورية

بواسطة قراءة 3146
تدهور أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الوليد على الحدود العراقية السورية
تدهور أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الوليد على الحدود العراقية السورية

وردت إلى الموقع عدة رسائل من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الوليد الصحراوي على الحدود العراقية السورية يقولون فيها انهم يعيشون حاليا أصعب الظروف في المخيم والضغوطات تتزايد عليهم وقالوا انهم صابرون ولن يتراجعوا عن قرارهم مهما كلف الأمر من تضحيات وقالوا انه قبل عدة أيام واثناء ساعات الاعتصام الصباحية قرر أحد اللاجئين الانتحار حيث توجه إلى مكتب إدارة المخيم ليقوم بذلك أمامهم ولكن الشباب المعتصمين منعوه من الإقدام على ذلك وقد سقط مغشيا عليه وتم حمله إلى عيادة المخيم للعلاج وبقي في حالة غثيان وفقدان للوعي حتى آخر ساعات العصر ، كما قرر لاجئ فلسطيني آخر من سكان المخيم الإضراب عن الطعام بشكل رسمي وأبلغ طبيب المخيم بهذا الإضراب وأوضح في كتاب خطي وجهه للمفوضية ولمنظمة الإغاثة الإسلامية والحكومة العراقية انه لن يتراجع عن قراره ولن يفك اعتصامه واضرابه عن الطعام لحين تحقيق مطالب اللاجئين الفلسطينيين في الخروج من العراق إلى دول التوطين ، وقال سكان المخيم انهم كلاجئين فلسطينيين داخل المخيم يحملون المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تبعيات هذا الاضراب وما سينتج من تدهور لصحة هذا اللاجئ .

ونحن في موقع فلسطينيو العراق نقدر ونعلم مدى الظلم والضغط والكبت الواقع على أهلنا في مخيم الوليد وتدهور حالتهم الإنسانية الصحية والمعيشية ، لذلك نوصيهم وننصحهم بالصبر وحسن الالتجاء لرب العالمين والتوكل عليه ، وأن لا يسلكوا طرقا غير شرعية ومنها موضوع الانتحار وقتل النفس والعياذ بالله .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري .

وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري .

وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري .

وكذلك موضوع الاضراب عن الطعام فهو يعد من الانتحار وقتل النفس البطيء وهو سلوك غير شرعي ، فنرجوا من الأخوة الاستعانة بالصبر وحسن الالتجاء لرب العالمين والتوكل عليه لتفريج كربتهم .

فهل يعقل أن يفر المرء من الموت والقتل من العراق على أيدي المليشيات الطائفية ثم يقوم بقتل نفسه وربما يخسر الدنيا والآخرة ، فهل يترك الشهادة بإذن الله في العراق ليقتل نفسه والعياذ بالله في المخيم عند الحدود !؟ .

قال تعالى : { ... وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [النساء : 29] .

ندعو الله لأهلنا في مخيم الوليد بالفرج القريب إن شاء الله والثبات على دين الله عز وجل وأن يقوي عزيمتهم ويشد من أزرهم ويرشدهم ويهديهم إلى الصواب والحكمة في التعامل مع المفوضية ووفق الضوابط الشرعية .

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"