عنصرية إيرانية ضد العرب والسعودية- نبيل عواد المزيني

بواسطة قراءة 2221
عنصرية إيرانية ضد العرب والسعودية- نبيل عواد المزيني
عنصرية إيرانية ضد العرب والسعودية- نبيل عواد المزيني

يبدو ان وسائل الاعلام الايرانية فقدت توازنها نتيجة للضغوط السياسية والاقتصادية الكبيرة والمستمرة من قبل الغرب على النظام الايراني ، حيث تحاول الخروج من حصارها المتأزم مع الغرب عن طريق افتعال ازمات وهمية في الشرق وخلق مشروع فتنة بين السُنة والشيعة العرب لستخدامهم كبش فداء كالعادة مثلما فعلت في كل من اليمن والعراق ولبنان ثم تنوي تصدير الفتنة الي السعودية ومصر.

فقد أصبح إعلام النظام الايراني يصدر ردود أفعال تشبة في توترها وحدتها تلك التشنجات العصبية الصادرة من جسد مريض يعاني الانهيار العصبي و الاكتئاب المزمن نتيجة تعرضة للضغوط لفترات طويلة مما افقدة حسن التقدير ، الي الدرجة التي اصبحت إيران تبدأ مناورات عسكرية كلما نطق اي سياسي غربي ببنت شفة تجاة ايران أو برنامجها النووي ، وقد أدى هذا الي ارهاق قوتها العسكرية وزاد من عزلتها الدولية وهو مايريدة الغرب .

فرغم ان مصادر سعودية مطلعة صرحت وأكدت اكثر من مرة على ان إيران بلد إسلامي جار للمملكة يرتبط معها بعلاقات الدين والتاريخ وأن الخلاف معها سياسي بالدرجة الأولى ، إلا أن وسائل الإعلام الايرانية أطلقت حملة عنصرية جديدة في شكلها قديمة في مضمونها ، كرد فعل غير متزن كالعادة من جانب ايران علي خبراً مدسوساً في مجلة "لوفيغارو" الفرنسية (ربما بإيعاز منها ) على العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز فحواه "أن دولتين في المنطقة لا تستحقان الوجود هما إسرائيل وإيران" .

ومن العجيب المحزن وعلى فرض صحة الخبر الوارد في الصحيفة الفرنسية ، فإن اسرائيل لم يصدر عنها اي رد فعل على مانشرتة مجلة "لوفيغارو" الفرنسية حتى كتابة هذة السطور ، رغم ذكر اسمها اولا وقبل ايران فيما نسب الى العاهل السعودي ، بينما شمرت على الفور وسائل الاعلام الايرانية الفارسية عن ساعد العنصرية والكراهية للعرب وللمملكة العربية السعودية ، وقد صدق رب العالمين حين قال ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ) .

وقد بدأ حملة الكراهية الاعلامية موقع "تابناك" التابع للجنرال محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، والمعروف بعدائه للعرب دون أن يتأكد من صحة ما نشرته لوفيغارو ، حيث اشتملت اخر الهجمات الاعلامية الايرانية على معاني عنصرية وقومية وطائفية معادية للعرب عموما ولقلب العالم الاسلامي النابض (المملكة العربية السعودية ) خصوصا ، عندما زعم هذا الموقع ان "المملكة العربية السعودية تنظر إلى إيران الآخر الذي من خلاله تعرف نفسها".

ومن العجب ان ينشر الموقع الايراني هذة الجملة رغم أن أهم القواميس الإيرانية والذي تم كتابته في النصف الأول من القرن الماضي والمعروفة باسم "دهخدا"، يعرف الشخص الفارسي من خلال جعل العربي نقيضاً له فيقول إن "الفارسي هو من ليس عربي" ، ولهذا صدق في الايرانيين القول العربي "رمتني بدائها وانسلت" .

ولم تكتف هذة الحملة الاعلامية الايرانية بتطاول على المملكة بل تعدتها الى لغة عنصرية معادية للعرب جميعا حيث قامت بعض المواقع الايرانية باستخدام أبيات شعرية لشاعر الكراهية الفارسي فردوسي في ذم العرب الفاتحين لإيران عندما يقول : "بلغ الأمر بالعرب بعد شرب حليب النوق وأكل الضبا أن صاروا يتمنون تاج كسرى، تف عليك أيها الفلك الدوار تف!"

وكنت اود لو بقي الخلاف بينا وبينهم سياسي بحت ( جزر الامارت ، تزيف تاريخ الخليج العربي ، وغيرها ) ، لكن بعد تطاول وسائل الاعلام الايرانية على العرب وعرضهم رسم لصورة غير لائقة لأجدادنا العرب الفاتحين ، وجب علينا الرد على كل عنصري كاره للعرب ولمن ينسج على منواله في ايران وفي اي مكان بالقول ، نعم نحن العرب ولا فخر ، ولم نتمنى تاج كسرى فحسب ، بل اخذناه عنوة فموتوا بغيظكم ، وكاتب هذه السطور يتشرف بكونه حفيد قائد جيوش معركة نهاوند النعمان بن مقرن واخيه الفارس نعيم بن مقرن المزني , وإن عدتم عدنا .

ومن نماذج العنصرية البغيضة والتطاول على الامة العربية التي كتبها الفردوسي في الشاهنامة (411-329هـ) تلك الأبيات التي يقول فيها: "سك در أصفهان آب يخ مي خورد/عرب در بيابان ملخ مي خورد"، والتي تعني ترجمتها: الكلب في أصفهان يشرب ماء الثلج/ والعربي يأكل الجراد في الصحراء"...

والجدير بالذكر أنه رغم التسرع الإعلامي الإيراني المعروف بالرعونة ، بادرت المملكة العربية السعودية بحكمتها المعهودة وردود أفعالها الموزونة ، إلى إصدار بيان على لسان مسؤول رسمي نفى فيه ما نشرته الصحيفة الفرنسية حول حديث الملك عبد الله ، مشيراً إلى أنّ مواقف المملكة العربية السعودية واضحة ومعلنة من دون مواربة، داعياً في الوقت نفسه الصحيفة إلى الحفاظ على مصداقيتها ونفي الخبر.

وعلى الرغم من ان الشاه رضا بهلوي كان "أصدر مرسومًا في 27 ديسمبر 1936، يقضي بمنع استخدام كلمة فارس نهائيًا في المعاملات الرسمية، واستبدل كلمة إيران بها"، إلا أن ايران تصر على مخالفة حتى قوانينها بالإضافة الى مخالفتها الحقائق التاريخية والجغرافية وتتجاهل ان الساحل العربي الممتد على الخليج أطول من نظيره الإيراني، وأن سبع دول عربية تقع على امتداد ساحل الخليج مقابل دولة فارسية واحدة هي إيران، وحتى على الضفة الشرقية من الخليج العربي نجد أن الأهواز ولنجة (عربستان) هي شواطئ عربية تسكنها قبائل عربية.

وقد وصلت البارانويا الايرانية ومحاولة فرسنة الخليج العربي الى درجة وصف لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني قول خالد مشعل ( المقرب من إيران) في أحد كلماته مصطلح "الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي" بأنة خطأ "لا يغتفر" وطالب باعتذاره ، وذلك حسبما صرح الكاتب والمحلل الإيراني البارز "حسن هاشميان".

ولهذا يخطء من يعتقد أن الخلاف حول تسميات الخليج ليس بالامر الهام ، فالنظام الإيراني يتوهم ان تغير الاسماء سوف يمنحة حق السيطرة الشرعية على المزيد من الأراضي العربية كي تلحق بجزر الامارات الثلاث المحتلة ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى ) و بمنطقة عربستان ، ويتبع النظام الايراني في هذا سياسة اسرائيل عندما استبدلت اسماء المدن والبلدات الفلسطينية بأسماء عبرية مقاربة للاسم العربي الأصلي ، فإذا كانت (عسقلان) الفلسطينية قد تعبرت إلى (أشكلون) فإن جزيرة (قيس) العربية قد تفرست إلى (كيش)!!

ووسائل الاعلام الايرانية لم تفقد توازنها فقط بل تتعامل مع الامور بأزدواجية في المعايير عجيبة ، ويتضح هذا في تصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست منذ اسابيع قائلا " ننصح المسؤولين في الإمارات والدول الأخرى الجارة والشقيقة والصديقة بأن يتوخوا الدقة اللازمة في اختيارهم للألفاظ والعبارات." ، ونحن بدورنا ننصح المسؤولين في موقع "تابناك" وفي وسائل الاعلام الايرانية بأن يتوخوا الدقة اللازمة في اختيارهم للألفاظ والعبارات ، عملا بقول شاعرنا العربي

لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

ابدأ بنفسك وانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

 

نبيل عواد المزيني
باحث وكاتب عربي
الولايات المتحدة الامريكية