قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .
لن تكون هذه الآية من جوانب القلب الدامي , بل ستكون من أقاصى أقاصيه , من أراد أنْ ينزِف معي فنزف الحروف الصادقة ستكون شذىً يوماً ما..كلما قست عليّ الحياة كلما ازددت قوة واصرار لان لا مكان للاستسلام سيان عندي…الموت والحياة .. بدأ الجميع بلملمة بقاياه وبعثرة حزنه واحباطه ،كي يتسنى لنا البدء بصفحة جديدة مجهولة في حياة ملؤها الأمل والخوف مندمجان معا مما حدث لان ما حدث ليس سهلا .
بدأنا بعالجة وهو قد دخل باللاوعي واللادراك بمن حوله لانه قد ضرب بشدة وبقسوة على رأسه وايضا كسور في اضلاعه وظهره وضعف شديد في بنيته الجسدية وبقي في المستشفى لمدة شهرا وشيئا فشيئا حتى استعاد وعيه كاملا فكان اول سؤال له.............. ( اين عائلتي) قلنا له انهم بخير لم نشأ ابلاغه وهو في هذه الحاله, اخرجناه من المستشفى واخذته عندي في بيتي فبدأ يسأل عن اولاده وزوجته هنا لم استطيع ان اكتم الخبر عنه اكثر من ذلك فصارحته بالحقيقة وقلت له ان زوجتك قد ذهبت الى بيت اهلها ومعها ابنائك ومن ثم علمنا انها ذهبت الى مخيم الوليد وقد اتصلت بها ولم استطيع اقناعها بالعودة ولم نستطيع ان نذهب اليها لان الاحداث كانت ساخنة جدا حينها لا احد يستطيع السفر وقلت له اعتقد انها لا تزال بالمخيم لانني حاولت الاتصال بها بعد ذلك ولكن دون جدوى لقد انقطع الاتصال بيننا وبينها منذ مدة وحين عدت انت انشغلنا بك وحاولنا الاتصال بها لنعلمها بانك عدت ولكننا لم نستطيع ان نتصل بها لان الرقم الذي كان لدينا كلما نتصل عليه نجده مقفلا ولا يوجد لدينا اي رقم اخر للاتصال لم يتقبل ما حصل بسهولة انهار مرة اخرى فتمالك نفسه وقال انا الان وقد تعافيت اريد ان اذهب الى مخيم الوليد وابقى معهم في المخيم قلت له حسنا انت الان بصحة جيدة افعل ما تريد ونحن ايضا لن نبقى سوف نصفي كل شيء ونسافر .
اوضب حقيبته وسافر الى مخيم الوليد وتفاجئ بخبر كاد يهوي به الى الارض بانها قد حصلت على موافقة من النرويج وسافرت منذ اسبوع مع عدد من النساء الارامل والذين فقدوا ازواجهن وكانت هي من ضمن تلك العائلات (هنا بدأت مأساة جديدة واكثر أيلاما) عاد الينا بعد ان اعلمهم بانه كان قد اختطف من قبل جهة مجهولة وبكل ما حدث فاتصلوا بالسفارة واعلموهم بذلك فقالوا له عليك الان اولا الاتصال بزوجتك ومن ثم عمل معاملة لم شمل مع عائلتك عن طريق السفارة في سوريا .
سافر الى سوريا بتاريخ 10-1-2009.... الى المجهول ......الى بدء مرحلة جديدة من المعاناة والحرمان من مشاهدت عائلته بجانبه فبقي في سوريا ينتظر المقابلة تلو المقابلة ثم لحقنا به جميعنا الى ان ما حدث لنا جميعا واغلبكم يعرف الحكاية رحلنا جميعنا قصرا وعدوانا الا هو لانه كان لديه ورقة الحسكة فاجبر على ان يقيم اقامة اجبارية في مخيم الحسكة وكان بأتصال دائم مع عائلته وتتبع الامور اقصد طلب لم الشمل وفي يوم من تلك الايام لم تكتفي الحياة بقسوتها عليه وما عاناه بالعراق وفي سوريا بتاريخ 7-5-2011 اتصلت به زوجته وقد صعقته بخبر لم يكن في البال(الطامة الكبرى) اخبرته زوجته بأن طلب لم الشمل قد رفض من قبل الحكومة النرويجية وانهم غير مقتنعين بهذه الحكاية وعليه ان يراجع السفارة.
ذهب الى السفارة واخبروه بالرفض دون شفقة او رحمة؟؟ ظلمته الدنيا وظلمته الحكومة النرويجية و هو أحوج ما يكون إلى حضن دافئ يلفه تحت جناحيه و يغمره بمشاعر العطف و الحنان و كتب عليه أن يعاني الحرمان مدى الحياة يستقي مما اختزنته مخيلته الصغيرة من لحظات السعادة التي كانت أجمل وأغلى ممتلكاته و زاده للأيام التي حلم بها وهي لم شمله مع عائلته وقد باتت تلك الأحداث تلازمه كما يلازم الظل صاحبه .
لقد ظلمته الدنيا كثيراً واحب ان اعلمكم كان هذا الخبر هو ما دفعني لنشر قصة اخي الان وليست في وقت سابق لما اصابني من حزن شديد على ما لحق به من أذى وعذاب وحرمان واحباط لقد انتظر كل هذه الفترة على امل ان يلتقي بعائلته وباطفاله وكان يحلم يوميا بمنامه انه معهم حرم من ان يرى اطفاله وان يضمهم الى صدره ليطفأ نار لوعته ولوعتهم من الحرمان الذي مزق قلبه فبدى اليوم مهموما محملا باثقال من الهم والحزن لن يتحملها جبل على الارض مهما كتبت ووصفت لن استطيع ان انقل لكم الصورة كاملة لان الجرح لا يؤلم الا صاحبه
هو الان لا يحمل سوى قلب ساخط ولسان ناقم وصل صوته حدود الصراخ فلا يستجيب لصراخه احد.
هذا وقد انهيت لكم هذه القصة وهذه المعاناة واختصرت بها كثيرا واعلم انكم تتسائلون من تلك الجهة التي كانت قد اختطفته لقد اخبرني اخي بكل ما حدث معه ولكني لا استطيع اخباركم بتلك الجهة الان خوفا على ما تبقى من اخواني في العراق هم وعوائلهم قد تصل هذه القصة لتلك الجهة وقد تشكل خطرا على حياتهم وكلكم يعلم كيف يعيش الفلسطينيون الان في العراق وايضا تعرفون من الذي يحكم العراق ولكني سأكتب مقال اخر سيكون على شكل ايحاء لما حدث مع اخي رافت ومن تلك الجهة وما هي الاسباب التي تأخر عندهم كل هذه الفترة ومن هؤلاء الاشخاص الذين اخذو الفدية مقابل اطلاق سراحه شكرا لاصغائكم والى مقال اخر بمشيئة الله .
زهير السبع
18/5/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"