تقرير منظمة العفو الدولية بتاريخ 1/10/2007 حول الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو العراق-ج1

بواسطة قراءة 4924
تقرير منظمة العفو الدولية بتاريخ 1/10/2007 حول الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو العراق-ج1
تقرير منظمة العفو الدولية بتاريخ 1/10/2007 حول الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو العراق-ج1

العراق : ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد اللاجئين الفلسطينيين

1. المقدمة

ذهب حداد لتناول الطعام في مطعم محلي ولم يعد إلى منـزله قط.

وبعد يومين عُثر على جثته في مشرحة وعليها علامات التعذيب.

وخطف رجال مسلحون تاجراً، متزوجاً ولديه خمسة أطفال، من سيارته، تاركين اثنين من أطفاله في السيارة. وفيما بعد أردوه بالرصاص وتركوا جثته ملقاة في الشارع. وخطف رجال مسلحون سائق سيارة أجرة كان ينتظر في محطة وقود. وبعد يومين استخدم الخاطفون هاتفه الجوال (المحمول) لإبلاغ عائلته بتسلم جثته من المشرحة. وكانت الجثة تحمل علامات واضحة على التعذيب، بما في ذلك ثقوب حُفرت بمثقاب.

وقبضت قوات الأمن العراقية على أربعة رجال، بينهم شقيقان. وفي الشهر ذاته، ظهروا على شاشة التلفزيون واعترفوا بتنفيذ عملية تفجير في بغداد. ورشحت معلومات أفادت أنهم تعرضوا للتعذيب لمدة 27 يوماً – وضُربوا بالكبلات وصُعقوا بالصدمات الكهربائية وأُحرقوا بالسجائر. ووقعوا اعترافات بمسؤوليتهم عن ستة هجمات بالقنابل، بينها خمسة لم تحدث قط فعلياً.ويجمع بين ضحايا هذه الانتهاكات الصارخة قاسم واحد مشترك، إنهم جميعاً فلسطينيون.

وفي خضم كل هذا العنف الدائر في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2003، قلماً تُنقل أخبار استهداف الفلسطينيين ومعاناتهم المتزايدة.لقي عشرات اللاجئين الفلسطينيين(1) في العراق مصرعهم منذ غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في العام 2003. وخُطف معظمهم على أيدي الجماعات المسلحة وعُثر على جثثهم بعد بضعة أيام في المشرحة أو ملقاة في الشارع، غالباً مشوهة أو تحمل علامات واضحة على التعذيب.

وقد فر العديد من الفلسطينيين من منازلهم، معظمهم في بغداد، عقب تلقيهم تهديدات خطية تنذرهم بمغادرة البلاد أو مواجهة الموت. ويختبئ بعضهم داخل العراق؛ بينما تقطعت السبل بآخرين في مخيمات مؤقتة أُقيمت على الحدود العراقية/السورية بدون إيجاد حل واضح لمحنتهم. وألقت قوات الأمن العراقية والقوات متعددة الجنسية القبض على بعض الفلسطينيين واعتقلتهم للاشتباه بمشاركتهم في أنشطة التمرد أو بوجود صلات لهم بالمتمردين السنَّة.

وأُطلق سراح معظم الموقوفين بدون تهمة، لكن كثيرين منهم يقولون إنهم تعرضوا للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة في الاعتقال.

لقد استُهدف اللاجئون الفلسطينيون من جانب جماعات الميليشيا المسلحة المرتبطة بالأحزاب الدينية الشيعية بسبب إثنيتهم ولأنه يُعرف بأنهم تلقوا معاملة مميزة خلال حكم البعث السابق بقيادة صدام حسين. ومع تخبط العراق في الفوضى واحتدام الصراع الطائفي بين الشيعة والسنّة، بات الفلسطينيون أكثر عرضة للانتهاكات، لأنهم، على عكس الطائفتين الشيعية والسنية في العراق، لا يملكون جماعة أو ميليشيا مسلحة لحمايتهم أو للانتقام من الذين يهاجمونهم. وحاولت بعض الجماعات الدينية الشيعية ربط الفلسطينيين بالمتمردين الذين يقاتلون القوات العراقية والقوة متعددة الجنسية في العراق. وأدت حقيقة توجُّه مئات المتطوعين السنة من الدول العربية إلى العراق والتحاقهم بالمتمردين إلى نشوء مشاعر قوية معادية للعرب السنَّة في صفوف بعض العراقيين، لاسيما الشيعة.

ويعيش الفلسطينيون، الذين يقارب عددهم الـ 15,000 والذين ما زالوا في العراق، بمن فيهم أولئك الموجودون في المخيمات المقامة بالقرب من الحدود السورية، في حالة نسيان قانوني. وتعترف المفوضية العليا للاجئين بهم كلاجئين. بيد أن قلة من الدول في المنطقة أو ما ورائها مستعدة للقبول بتوطينهم. وحتى الآن، تقاعست الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسية عن توفير درجة كافية من الحماية لهم.

وينظر هذا التقرير في الوضع الخطر للاجئين الفلسطينيين في العراق. ويتضمن خلفية تاريخية لهؤلاء اللاجئين، ووصفاً للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تُرتكب ضدهم، والأوضاع المريعة السائدة في المخيمات المقامة بالقرب من الحدود العراقية – السورية، وبخاصة في مخيمي الوليد والطنف.

وتدعو منظمة العفو الدولية من ضمن جملة توصيات : الحكومة العراقية إلى حماية جميع الفلسطينيين في العراق؛ وتقديم مساعدة فورية إلى اللاجئين في مخيمي الوليد والطنف؛ والتحقيق في الهجمات وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينيون وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة؛ وتوجيه تهم جنائية معروفة إلى المعتقلين الفلسطينيين أو إطلاق سراحهم.القوة متعددة الجنسية إلى حماية الفلسطينيين في العراق ومساعدتهم؛ وضمان عدم تسليم أي معتقلين فلسطينيين وغيرهم من المعتقلين إلى قوات الأمن العراقية إلى حين توافر ضمانات كافية ضد التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة.الحكومتين السورية والأردنية إلى السماح بدخول اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق طلباً للحماية من الاضطهاد؛ وضمان عدم معاقبتهم لاستخدامهم جوازات سفر مزورة؛ واحترام حقوقهم الإنسانية وحمايتها.حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدة فعالة في توطين اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق.قادة الجماعات المسلحة في العراق إلى الوقف الفوري للهجمات التي تُشن ضد اللاجئين الفلسطينيين وجميع المدنيين الآخرين، بما في ذلك عمليات الخطف واحتجاز الرهائن والإعدام والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة والتهديدات بالقتل أو الخطف؛ والالتزام علناً باحترام القانون الإنساني الدولي؛ والإيضاح لمقاتليهم وأنصارهم بأنهم لن يسمحوا بشن هجمات على المدنيين.القادة الدينيين ووجهاء المجتمع في العراق والخارج إلى التنديد العلني بجميع الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة ضد اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم من المدنيين والدعوة إلى وقفها.