لم يكن في حسبان العديد من العائلات الفلسطينية في العراق أن يكون مصيرهم من الغربة والشتات ما وصلوا إليه ، ولم يكن في أذهانهم أنهم سيصلوا إلى بلاد لم يسمعوا بها أو يروها حتى في الخريطة ، لكن القدر والأسباب التي مروا بها لم توقفهم عند حد معين .
فأصبح مألوفا لدى الكثير من الفلسطينيين ذكر بعض دول أوربا الغربية أو الشرقية كالسويد والنرويج وهولندا والدنمارك وفلندا وقبرص واليونان ، ولم يكن مستهجنا ذكر دول كالبرازيل وتشيلي بعد أن استقطبت أعدادا من اللاجئين الفلسطينيين الذين انقطعت بهم السبل وتقطعت بهم الحيل .
لكن نحن الآن مع تسع عائلات فلسطينية لا معيل لهم ، اتفقوا على عدم وجود الزوج سواء بالوفاة أو القتل أو الفراق ، اختلفت معاناتهم وكل له مأساته واتحد مصيرهم ، تلك العوائل التي غادرت بتاريخ 6/8/2008 مخيم الوليد الصحراوي باتجاه مطار دمشق الدولي ثم لندن ثم العاصمة الآيسلندية الريكفك ، ثم تم نقلهم كل إلى بيته الجديد المخصص له في منطقة ( أكرانيس ) وتبعد 100 كم عن العاصمة باتجاه الجنوب .
تلك العوائل هي :
- عائلة الفقيد جمال سعيد أبو مصطفى ، الفلسطينية عبير محمود غنام 5 من سكان مجمع البلديات .
- عائلة الفقيد أنور أحمد موسى الشعبان ، الفلسطينية لينا فلاح أمين 4 من سكان الدورة في بغداد .
- عائلة الفقيد أنور يوسف نصار ، الفلسطينية نرجس أم بكر 4 من سكان الدورة في بغداد .
- عائلة المفقود مصطفى أبو زمق ، منال العيدي أم محمد 4 من سكان الزعفرانية من بغداد .
- عائلة الفلسطينية فاتن محمود أم محمد 3 من سكان مجمع البلديات .
- عائلة الفلسطينية وفاء نبيل القني أم محمد 4 من سكان مجمع البلديات .
- عائلة الفلسطينية سوسن حسين أم يحيى 2 من سكان الدورة في بغداد .
- عائلة الفلسطينية عايدة عبد الله أم أحمد 3 من سكان مدينة الحرية في بغداد .
بعض العوائل مرت بمشاكل اجتماعية فأخذتها رياح الغربة والتهجير إلى بلاد الثلج والبراكين ، أما عائلة المفقود مصطفى أبو زمق فهي تحترق على فقدان معيلها منذ عام 2005 .
الفقيد أنور يوسف نصار ( 33 عام ) والذي اختطفته الغربان السود بتاريخ 5/9/2006 وتعرض لأشد أنواع التعذيب وتم تصفيته ليترك خلفه الزوجة وثلاثة من الأطفال ، الذين تضاعفت مأساتهم بعد فقدان معيلهم ، وكان نصيبهم الرحيل إلى آيسلندا .
وقصة الفقيد جمال سعيد وكذلك أنور أحمد الشعبان متقاربة لأنهم من ضحايا جيش المهدي ، وفجأة وفي ظل أمواج الظلام المتلاطمة فقدوا حنان الأبوة ليكون مآلهم إلى آيسلندا .
وهكذا بقية العوائل كل له ذكرياته وقصص لا تنسى في بغداد والتجمعات الفلسطينية تحديدا ، وبعد تخلي الدول العربية عنهم وتجاهل لمأساتهم قبلتهم عدة دول منها آيسلندا ، إذ يتقاضى الفرد منهم هناك ( 21000 كرون ) أي ما يعادل ( 200 دولار ) للفرد إلا أن الأطفال دون سن السادسة أو من هم في مرحلة الابتدائية يتقاضون قرابة ( 300 دولار شهريا ) .
قد تعاني العوائل الصغيرة بعض الشيء من عدم سد المستحقات لجميع الاحتياجات لكن في الغالب بقية العوائل مستكفية من هذه الناحية .
هذه العائلات في الغالب هي ضحية للميليشيات الطائفية الصفوية التي تسببت بهذه الهجرة التي قد تطول وقد تكون لها انعكاسات على المديات المستقبلية ، وهذه نتائج طبيعية لمن يفارق أهله وأحبابه وجيرانه وذويه لكن مكره ومجبر أخاك لا بطل .
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"