كثيرة من القوافل التي سعت لكسر الحصار عن غزة بعد العام 2006 منها قافلة شريان الحياة الاولى والثالثة وقوافل اخرى حملت اسماء مختلفة لست بصدد تعدادها وكثير هم الناشطون الذين التحقوا بتلك القوافل ومن كل دول العالم.
وتعرضت تلك القوافل لظغوط اسرائيلية لعرقلة وصولها الى غزة ولكن بطرق مختلفة عما تعرضت له قافلة الحرية فإسرائيل كانت حريصة ان تظهر بمظهر الحمل الوديع وكانت تحسب كل الحسبات قبل التعرض لاي قافلة متجهة الى غزة وتبحث عن المبررات لكل عمل تقوم به قبل ان تقوم به ولا يقوم به قبل ان تحشد الراي العام الدولي وتهيئتها اعلاميا وخصوصا الدول الغربية.
ونعلم ان اسرائيل لم تتمكن من اقامة كيانها المسخ في فلسطين الا بالتباكي واظهار مظلوميتها المزيفة والعمل على استقطاب دعم الدول الكبرى من خلال العزف على هذا الوتر حتى تحققت غايتها في وقت كانت المنطقة العربية باضعف حالتها وهنا يبرز تسائل مهم هو لماذا خرجت اسرائيل في تعاملها مع قافلة الحرية عن حنكتها ودبلوماسيتها المعهودة في التعامل مع هكذا امور؟! وما الذي دفعها لمهاجمة قافلة مدنية لا تحمل سوى اغذية وادوية ولعب اطفال؟! وما السبب الذي دفعها للخروج عن وداعتها التي تدعيها وتصبح معتدية بعد ما كانت تدعي انها المعتدى عليها؟!
ما الذي دفعها لمهاجمة قافلة مدنية وقتل مدنين وهي التي انها تدافع عن مدنيها من ضربات المقاومة وتطالب بعدم الاعتداء على المدنين وتقوم بقصف الاحياء المدنية في الاراضي الفلسطينية دون ان تحسب حساب للضحايا المدنيين الذين يسقطون صرعى نتيجة هذا القصف ولا تبالي ان كان بينهم اطفال ونساء وشيوخ وتدعي انها لا تحبذ فعل ذلك وانها مجبرة وانها تفعل ذلك لايقاف صواريخ المقاومة و من اجل حماية مدنيها من الضربات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية.
اما الان فبماذا يمكن ان تبرر هجومها وانزالها العسكري على قافلة مدنية مسالمة وقتلها للعشرات وهل يمكن ان يكون هناك من يدعي ان اسرائيل غير معتدية وهل يجرؤ احد ان يدعي ان اسرائيل تدافع عن نفسها وهل يجرؤ احد او اي دولة الا ان يصوت بالادانة لاسرائيل لما اقترفته من عمل وحشي وبربري لا يمكن وصفه الا بالعمل الجبان.
نعود الى السبب الذي جعل اسرائيل تفقد صوابها امام قافلة الحرية وتخرج عن المالوف عنها وتخرج عن حذرها ويجعلها تتجاهل رد الفعل الدولي وخصوصا الدول الداعمة لها والتي لن تكون ردود افعالها عن هذا العمل لصالح اسرائيل بتاتا لان اسرائيل بهذا العمل كشفت عن وجهها الحقيقي الوجه الاجرامي المعتدي دوما بشكل سافر وواضح لا لبس فيه.
بهذا العمل تمزق القناع الذي كانت تغطي به وجهها القبيح وانكشف زيفها وبانت الاعيبها التي طالما انطلت على الكثيرين وسبب تصرف اسرائيل هذا التصرف الاجرامي مع قافلة الحرية انها خرجت من دولة يمكن اعتبارها من دول الطوق التي لا تبعد عن اسرائيل كثيرا وايضا انها دولة اسلامية لها ثقلها في العالم الاسلامي يحسب له حساب ولا يمكن تجاهله وهذا الفعل اذا تم سوف يحرك المياه الراكدة في دول طوق اسرائيل/مصر - سوريا- الاردن -لبنان/ وسيحرك الشعب العربي في تلك الدول حيث سيطالب او يعمل على تحريك مثل هكذا قوافل الى غزة .
وهذا سوف يشكل ضغط على الانظمة في هذه الدول التي حيدت نفسها عن هذا الصراع اما من خلال معاهدات تمت بينها وبين اسرائيل كما حصل بين مصر والاردن او تحول الصراع الى حرب باردة كما هو حاصل بين سوريا واسرائيل ومن المؤكد ان قافلة الحرية حركت الشعور القومي لدى المواطن العربي وهذا ما تخشاه اسرائيل واثارت هذه القافلة شعور التقصير تجاه غزة وستدفع به الى التحرك ومطالبة انظمتهم بكسر الحصار عن غزة وخصوصا شعب مصر الذي بين دولتهم وغزة معابر مغلقة لا تفتح الا بين الحين والحين الاخر ولايام محدودة وهذه التحركات تضع الانظمة العربية في وضع لا يحسدون عليه فما كان من اسرائيل ولاخراج انظمة دول الطوق من هذا المازق.
وايضا كبح جماح الشعور العربي الراكد منذ زمن الا ان تستخدم سياسة /اضرب السايب يخاف المربوط/ فكانت هذه الضربة وبهذه الوحشية هدفه تخويف عرب الطوق واذا ما حاولوا سيكون هذا هو مصيرهم هذا على ما اعتقد كان السبب وراء مهاجمة اسرائيل لقافلة الحرية والتي ستكون ان شاء الله القشة التي ستقسم ظهر اسرائيل.
عبد الحكيم الماضي
4/6/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"