الشتات الفلسطيني بدايته ونهايته – الزيداني

بواسطة قراءة 2258
الشتات الفلسطيني بدايته ونهايته – الزيداني
الشتات الفلسطيني بدايته ونهايته – الزيداني

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنام والمرسلين:

 الشتات الفلسطيني بدايته ونهايته يبدو إن المؤرخين والمفكرين ركزوا على الوطن ولم يولوا للشعب أهمية موازية للوطن ، فالوطن والشعب كلاهما توأم فوطن بلا شعب لا يساوي شي ء وشعب بلا وطن لا يساوي شيء فلا بد أن نولي ذلك أهمية لهذا الشعب .

فشعبنا الفلسطيني عرف الشتات منذ القدم وذلك لان فلسطين كانت محط أنظار الغزاة عبر التاريخ بحكم موقعها الاستراتيجي ورسالاتها السماوية وأرضها المقدسة والمباركة ، لم تحدد فترة زمنية لهذا الشتات  نتيجة الانتقال غير الرسمي وغير الموثق في العصور القديمة بسبب عدم وجود سيطرة على حدود دوله أو  الدويلات  بسبب ضعف الاجهزة الاحصائية وعدم نضوج الدولة آنذاك بالمفهوم الحديث ، ولكن بدأت أول الهجرات الفلسطينية التي فرضت نفسها علينا لعمقها العقائدي للشعوب هي كانت هجرة النبي إسماعيل عليه السلام مع أمه من فلسطين إلى أرض الحجاز فخرجت من هذا الشتات أعظم الرسالات السماوية التي عرفتها البشرية فطوبى لذلك الفلسطيني المهاجر .

شتات آخر هو خروج أولاد النبي يعقوب علية السلام إلى أرض مصر وكان لهذا الخروج رسالات سماوية أيضا ، شتات آخر هو خروج اثني عشر حواريا الذين كانوا مع النبي عيسى عليه السلام انتشروا إلى كل بقاع الأرض لينشروا السلام  في كل شعوب الأرض والخلق ويعلم شعوب الأرض إن هناك الله الواحد الأحد .

لكن هناك خروج جماعي شبه موثق عندما بدئت تنضج الدول بمفهوم العصر الحديث فكان هذا الخروج في القرن الثامن عشر عندما بداء أول هجرات الشتات عام 1860 من بلاد الشام وخصوصا من فلسطين  بيت لحم ، رام الله ، الناصرة  ، وكان جلهم من شعبنا الفلسطيني من النصارى إلى أمريكا اللاتينية تركزت بدايته في البرازيل وتشيلي والأرجنتين ومن ثم الولايات المتحدة واستراليا  شتات آخر بداء من عام 1820ـ1936  أيضا إلى تلك البلدان وبعض البلدان العربية بعده أتبعته نكبة ولدت شتات قصري جماعي وهو عام 1948 تركز من أراضي ومدن ما يسمى بالخط الأخضر إلى الضفة الغربية وغزة والأردن وسورية ولبنان ومصر والعراق وبعض الدول العربية شمال إفريقيا .

شتات في عام  1967تركز في الضفة الغربية والأردن ، شتات في بلدان أخرى منها ألمانيا الغربية عندما بدأت تفتح أبواب الهجرة إليها للفلسطينيين وخاصة فلسطينيي لبنان في منتصف السبعينات وتم عرض فلم فلسطيني تحت عنوان برلين المصيدة تركز على إنشاء شبكات لتجنيد الشباب الفلسطيني . شتات في بلدان أخرى منها سلطنة بروناي عندما نالت استقلالها من بريطانيا حددت شروط الهجرة إليها وأعطت الاولوية لفلسطينيي شتات  ، فلسطينيو الكويت من أربعمائة وخمسين ألف لم يبقة سوى عشرين إلف وشتات من السعودية من 250 ألف لا يبقى سوى 100 ألف من دول الخليج الأخرى من 100 ألف إلى30 إلف .

شتات أخر من ليبيا بحجة غزة وأريحا شتات آخر من العراق إلى أكثر من خمسين دولة في العالم وهكذا يستمر مسلسل الشتات ولا نعرف متى سوف يتوقف هذا الشتات المرعب؟؟؟!!! هل يعتقدون بان شعبنا الفلسطيني سوف يذوب ؟ فليسألوا الفلسطينيون في تشيلي والبرازيل الذي مضى على وجودهم هناك أكثر من 150 سنة مضت فقدوا من خلالها اللغة العربية فقدوا التقاليد العربية فقدوا الأكلات العربية فقدوا لكنهم لم يفقدوا فلسطينيتهم ولا قدسهم اسألوهم!!! نعم  فهم مثل سلف أجدادهم راحلون لكي ينشروا الخلق والمثل والصبر والتحمل وكل الصفات الحميدة فأهلا بهذا الشتات الذي سيجعل العالم بأسره فلسطينيين .

خواطر عن أي وطن بديل...

أريد وطنا لا يبتسم الناس فيه إلي مجاملة ولا ينظرون إلي عطفا ,

أريد وطنا فيه عين تفهمني كلما رأيتها , فيها فم يبتسم إلي صباحا ومساء ,

أعلم أن مثل هذا الوطن يبخل علينا دائما لكن الوطن صار كهفا , صار نارا و جحيما , ما عادت لنا

كف تمسح الأسى , ما عادت لنا عيون تبكي الوجع , ما عادت لنا قلوب تحس المشاعر

أهناك مكان لي تحت القمر و السحابة ؟ أم أن العدد كامل ومحجوز , كل ما فيك يصبح

دما و قاتما يا وطنا ما عرفته , وطن عاش في داخلي في زنزانة منفردة , كل تلك

الأيام تضحك ساخرة , أرى صديقا لي يناشد الوطن الضائع ينظر إلى قائلا أأنت

تناشد الوطن ؟ أتظنه يأبه ولو بالتفاتة إليك ؟ كلا , هو في انشغاله عنك , أعطه

تقرير حضورك أولا , ولا تقف على بابه تترجى الزمن


11/6/2009
بقلم الزيداني

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"