بعد وفاة شاب من فلسطينيي العراق في اندونيسا نتيجة حادث دهس .. عائلته تحمل مفوضية شؤون اللاجئين في مدينة سيدوارجو المسؤولية

بواسطة قراءة 1198
بعد وفاة شاب من فلسطينيي العراق في اندونيسا نتيجة حادث دهس .. عائلته تحمل مفوضية شؤون اللاجئين في مدينة سيدوارجو المسؤولية
بعد وفاة شاب من فلسطينيي العراق في اندونيسا نتيجة حادث دهس .. عائلته تحمل مفوضية شؤون اللاجئين في مدينة سيدوارجو المسؤولية

سبعة سنوات من القلق النفسي . ومستقبل مجهول .. كان بإمكان مفوضية اللاجئين في اندونيسيا أن تتم توطينه إلى دول أوروبا او امريكا .. خاصة أن سفره كانت بفترة لا يجد أي لاجئ صعوبة الانتظار .. لأن أعوام 2013 و2014 و2015 كانت سنوات سهلة وسريعة السفر لأي لاجئ ومتاحة .
ولكن على ما يبدو أن منظمة الهجرة لم تعر أي اهتمام للشاب الفلسطيني غسان الذي ناشدهم على مدى سبعة سنوات وقد تعرض طول بقائه في تلك الدولة إلى أمراض عدة بسبب القهر وعدم النظر لقضيته كلاجئ يعيش وحيدا ولا يملك وطنا بعد أن احتلت "إسرائيل" وطنه .
غسان مثنى رحمه الله حاول أن يجد له عملا ليزيح بعض همومه وقتل الفراغ الذي يعيشه. لكنه ايضا واجه التمييز العنصري ومشاكل كثيرة جعلت أكثر ايامه من دون عمل .
قد أخبر امه في بداية وصوله أن مفوضية اللاجئين في اندونيسيا قد اخذت منه جواز سفره لكونه تنطبق عليه جميع معايير اللجوء الانساني . وحاول مرات عدة بعد اليأس من المفوضية أن يرجع للعراق لكنهم ابلغوه أن وضع العراق خطر ولا يسمح له بالعودة بعد أن تم تسجيله في سجلات المنظمة .
لم يعلم غسان الشاب المرح والمحبوب لدى جميع الجالية الفلسطينية في العراق أن مصيره سيكون بحادث دهس حين كان يسوق دراجته النارية في إحدى شوارع اندونيسيا بتاريخ 24/3/2020 حين فاجأته سيارة بعد أن مالت عليه وباغتته ولم يجد مفرا ليضرب جسده بسيارة حمل ليلاقي حتفه في الحال .. وقد أخبروا أصدقاء غسان اهله وهم عراقيين أن مفوضية اللاجئين هي كانت أحدى الأسباب لوفاته لأنه كان يعيش بقلق بالغ نتيجة تجاهلهم وعدم الرد على اتصالاته وكان يرى أن الحياة بحجم ثقب الابرة . واضافوا قائلين بعد الدهس تم اعتقال صاحب سيارة الحمل بعد توقفه أثناء الحادث اما السيارة التي اتجهت نحوه فقد هرب من مكان الحادث وما زالت الشرطة تبحث عنه . وقال صديقه العراقي واسمه أيمن قد تشاجرت مع مفوضية اللاجئين في المستشفى حين جاء أحد الوكلاء عنهم ليسجل موقفا بقضية وفاته .
وأضاف أحد أصدقاءه يقول كانت الضربة جسيمة بحيث أن عاموده الفقري انزاح من ظهره وقد تكسر قفص صدره .. ونتيجة وفاته هو نزف داخلي في راسه .
يقول والده واسمه مثنى محمد ابو شريف الذي يعيش في منطقة الصناعة ببغداد وهو يبكي بحرقة على فقدان نجله الأكبر . ودعنا غسان على أمل أن يشق طريقه في "إحدى الدول التي تهتم بالإنسان" . وقد عمل على مدى ثلاث سنوات ليجمع المال من أجل أن يسافر إلى اندونيسيا كمحطة أولى ليتم بعدها السفر عبر هناك لكنها قد اهملته على مدى 7 سنوات من الانتظار والوعود الكاذبة وكانت النتيجة أن يموت دهسا ونحن لا نعترض على قضاء الله وقدره .. لكننا نحمل تلك المنظمات المسؤولية المباشرة لفقدان ابننا او تقوم مفوضية اللاجئين بالسماح لي ولوالدته بزيارة ابننا غسان في قبره كعمل انساني .
وعلى صعيد موقف سفارة بلده في العراق .. أن سفير "دولة فلسطين" في العراق احمد عقل بعد علمه بوفاته تم فورا الاتصال بسفير دولة فلسطين في اندونيسيا ليتم متابعة القضية وإرجاع بعض مقتنياته لاهله. وعلى صعيد الجالية الفلسطينية في العراق : بعد أن علموا بوفاه الشاب غسان ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعازي ونشر صوره والبعض غير صورهم الشخصية ليضعوا صورة الشاب غسان الذي راح ضحية النسيان وإهمال تلك المفوضية بقضيته التي امتدت 7 سنوات متتالية .

 

جريدة اليوم العراقية
4/8/1441
28/3/2020