الرأي والرأي الآخر!- أنور الشعبان

بواسطة قراءة 5490
الرأي والرأي الآخر!- أنور الشعبان
الرأي والرأي الآخر!- أنور الشعبان

كثير من المؤسسات الاخبارية ( قنوات – مواقع – وغيرها ) تستغل مفهوم الرأي والرأي الاخر بصورة خاطئة وتفسره على هواها لتحقيق اغراضها الشخصية لتلك المؤسسة او سياستها ومآربها فتسمح بالسب والتجريح وتقليل الاحترام بين الكتاب والمحاورين والمعلقين من جهة وبين المعلقين فيما بينهم من جهة اخرى بحجة حرية الرأي والرأي الاخر .

واخطر ما في الامر هو ادخال الدين في مثل هكذا مهاترات وجدالات عقيمة تصل احياناً للطعن بدين احدهما الاخر والانكى من ذلك سماح العاملين في هذه المؤسسات الاعلامية والقائمين على برنامج معين او متابعين للتعليقات بنشر مواضيع تتعلق بالدين دون التأكد من صحتها ويتركوا الباب مفتوحاً لكل المعلقين والمحاورين كل يعطي رأيه سواء كان صحيحاً او مخالف لرأي الشرع متناسين بأن ديننا الحنيف لا يقبل الاراء الشخصية التي تعارض الكتاب والسنة والاجماع.

وعليه يجب ان يكون القائم على هذه الجهة او الموقع او المراقب للتعليقات او المحاورين اذا كان مسلما ان يمتلك الحد الادنى من الثوابت الاسلامية والا فانه سيحاسب امام الله عز وجل بكل ما يقال ويطرح وفيه طعن باساسيات الدين والعقيدة والمعلوم من الدين بالضرورة.

فلابد لكل مسلم يمتلك قناة فضائية او موقع او صحيفة او اذاعة ان يتحصن بمبادئ الاسلام، ولا يجعل همه المنافع المادية او السياسات الموجهة او الشهرة والتفوق الاعلامي المجرد بعيدا عن قيم ديننا الحنيف او على حساب ثوابت راسخة.

وسوف اورد بعض الامثلة على سبيل التمثيل لا الحصر:

1-اختلف الكتاب والمعلقين على اطلاق تسمية الشهيد على من فمنهم من قال الذي يموت في سبيل وطنه واخر قال في سبيل مبادئه وما يؤمن به وذهب اخرون بأن جعلوا النصارى واليهود شهداء وكل هذا حدث والقائمين على الموقع يقفون متفرجين وعلى الحياد كأن الامر لا يعنيهم وبحجة الرأي والرأي الاخر !! وهذا غير صحيح .

2-السماح لاحد الكتاب باصدار عشرات الاحكام الشرعية ووصلت حد التكفير بدون ادلة شرعية ، وهنا اما ان توقف هذه التعليقات او يتم الرد على الاخطاء والخلل فيها بحجة وبرهان من قبل الموقع.

3-احد الكتاب يفتي بدون علم ويقول بالحرف الواحد(لا توجد فتوى شرعية تمنع المسلمين من الاحتفال بمولد السيد المسيح عليه السلام( وهذا خلاف فتاوى عامة العلماء والادلة متوافرة وكثيرة في ذلك.

وهناك امثلة كثيرة اخرى وغرضي من طرح هذا الموضوع للتنبيه وتقويم مسيرة هذه الجهات الاعلامية ايا كانت من جهة، ومن جهة اخرى تنبيه القارئ او الزائر والمتصفح والمشاهد من سوء نوايا البعض منها وان الغاية خلاف ما تدعي وقد يكون هنالك نوايا حسنة لكن لا تكفي في ظل خطورة الموضوع.

كما قد يؤدي ترك الباب مفتوحا وواسعا تحت هذهع الذريعة لخلق فتن واشكالات في بعض الاماكن تتسبب بامور وعواقب وخيمة على اصحابها بدلا من محاولة لملمة الجراح وتوجيه الناس لما فيه صالح لقضيتهم ومشكلتهم.

فلابد ان تضبط القضية بشرع الله ودين الله عز وجل والحسابات الدقيقة بعيدا عن اي منافع ومكاسب ومصالح، والا فان كل انسان محاسب ومسؤول عما ينشر ويترك وعما يسكت عنه كذلك او يروج له.

 

أنور الشعبان- السويد

5/1/2011

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"