سعيكم مشكور يا حضرة الرئيس - زهير السبع

بواسطة قراءة 1994
سعيكم مشكور يا حضرة الرئيس - زهير السبع
سعيكم مشكور يا حضرة الرئيس - زهير السبع

من أرشيف الذاكرة زيارات الرئيس محمود عباس بتاريخ 26\3\2009 الموافق يوم الخميس ارتسمت الابتسامة على شفاه فلسطينيو العراق في وقتها عند سماعهم خبر زيارة رئيسهم إلى بغداد وتنفسوا الصعداء ؟؟ ملاحظة هامة : (كانوا بانتظاره عند بوابة بغداد ولكنه سياسي محنك فاجئهم ودخل من بوابة أربيل النجفية) فذبلت الزهور التي كانوا يحملونها الفلسطينيون لاستقباله بها من طول الانتظار  فأعطوها إلى البهائم  لتأكلها .. على كل حال لطالما انتظروا زيارة احد ما من المسؤولين الفلسطينيين إلى العراق بأحر من ( الفلفل الأحمر الهندي) ليحصلوا على ولو للحد الأدنى من قدح ماء بارد يبرد أفواههم من الحرقة التي حرقت أفواههم حين التهموا الفلفل الأحمر عندما قدمته لهم الحكومة العراقية على أساس انه (حامض حلو) يا لسخرية الزيارة ، لكن تفاجئ الفلسطينيون ؟؟ ان زيارته كانت ليست لأجلهم وإنما ليعزز العلاقات ويدعم عودة العراق إلى  أحضان الأمة العربية المحنطة ويا له من حضن بارد كالصقيع ومع هذا فتعزيز مجيد ودعم مبارك , جاء ليعزز العلاقات الثنائية ويدعم العراق ونسي شعبه المدعوم بالقتل والخطف والاعتقالات من قبل تلك الحكومة وسرعان ما شرب الشاي والقهوة وضرب الغداء أو العشاء وغادر .. لكن ؟؟ لا نعلم هل وصل الظهر أم في ستار الليل لكنني أعلم متى وصل أعتقد في النهار لأنه كما تعلمون ممنوع التجوال ليلا ؟ .

لدي سؤال إليك يا حضرة الرئيس السؤال هو :هل فرشوا لك السجاد الأحمر وهل "عزفوا" لك "النشيد الوطني" (مع اني والله لا اعرف النشيد الوطني لبلادي) وهل مشيت يا حضرة الرئيس على السجاد الأحمر اعتقد جوابك (نعم) .

حسنا لكنني أقول لك ان لون السجاد ليس احمر بل كان  ابيض مخطط باللون السمائي هل عرفته ؟؟ والصبغة الحمراء التي شاهدتها أنت لم تكن لون السجادة وإنما كانت دماء شعبك وضعوها على تلك السجادة لتدوس عليها بأقدامك وهم من ورائك يضحكون وعند صعودك منصة الشرف من كان يمشي أمامك ويحمل بيده سيفا ليدق عنق من يعترض طريقك هل شاهدته هل رأيت وجهه ستقول انه القائد الأعلى لحرس الشرف ، أنا أقول لك لا أنت مخطأ لقد كان القائد الأعلى لميلشيات منظمة بدر التي ذبحت شعبك بذلك السيف وإذا أردت اسمه سأقوله لك ، على كل حال بعد وصولك المنصة واعتليتها بشموخ هل نظرت جيدا إلى المنصة هل عرفتها لا أعتقد انك رايتها من قبل سأقول لك .. إنها النعش الذي حمل أجساد ضحايا شعبك في العراق وبعد أن وقفت باستعداد شامخا راسك إلى الأعلى هل "عزفوا" لك "النشيد الوطني" وأيضا أعرف جوابك(نعم) هل سمعته جيدا هل كان حقا "النشيد الوطني" لا لا أبدا لم تكن تلك "الأنغام" التي عزفت "نشيد وطني" وإنما كانت صرخات الثكالى وصراخ اليتامى وصرخات الضحايا حين تم تعذيبهم واقتلاع عيونهم وتثقيب أجسادهم بـ(الدريل) .

يا حضرة الرئيس نحن لا نريد منك أن تثني على ما قدمنا من أبنائنا وأرواحنا ودمائنا وأموالنا لكننا بقدر ما نؤكد ارتباطنا بقضيتنا فإننا لا نقبل ولن نقبل أن تتركنا وتمضي دون حتى السؤال عنا تاركا ورائك الآلاف من أبناء شعبك عرضة للقتل والاعتقالات والخطف ودون أن تكلف نفسك وتسأل عن السبب ، لمئات من الشهداء بإذن الله والمفقودين والمعتقلين ، جثث اختفت ، وجثث اشتريت بالمال من المشرحة لتدفن ، وأناس قتلوا من دون أن يعلموا سبب قتلهم .. فيا ليتك اجتمعت بشعبك لتسمع منهم معاناتهم ، بدلا من زيارة القصور في المنطقة الخضراء ويا ليتك لم تأتي أصلا .

أنا اعلم ان كتابة مقالي هذا جاء متأخر قليلا فقط ثلاث سنوات عن الزيارة والسبب هو انني طوال تلك السنين كنت بانتظارك يا حضرة الرئيس لم أغادر بوابة بغداد مع الذين نفذ صبرهم وغادروا .

يا حضرة الرئيس .. بعيدا عن كل المهاترات والمزايدات والحسابات السياسية في سوق النخاسة أقول لك : إن ما أراده الشعب الفلسطيني في العراق هو كلمتان منك فقط لتقولها إلى الحكومة العراقية ذات 385 رئيسا (العيش بكرامة ) فهذا على الأقل ما بقي لنا.

أما استطعت أن تقف معنا حتى في هذا ...... فشكرا لكم حضرة الرئيس وسعيكم مشكور .

وهذه قصيدة للشاعر الكبير محمود درويش

وأنتَ تُعِدُّ فطورك ، فكِّر بغيركَ

لا تَنْسَ قوتَ الحمام

وأنتَ تخوضُ حروبكَ ، فكِّر بغيركَ

لا تنس مَنْ يطلبون السلام

وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء ، فكِّر بغيركَ

مَنْ يرضَعُون الغمامٍ

وأنتَ تعودُ إلى البيت ، بيتكَ ، فكِّر بغيركَ

لا تنس شعب الخيامْ

وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ ، فكِّر بغيركَ

ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام

وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات ، فكِّر بغيركَ

مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام

وأنت تفكر بالآخرين البعيدين ، فكِّر بنفسك

قُلْ : ليتني شمعةُ في الظلام

 

زهير السبع

17/1/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"